الموضوع: صيقل الإسلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2011
  #18
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: صيقل الإسلام


صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 183
والنظري[1] ما احتاج[2] للتأمل[3] وعكسه[4] هو [5] الضرورى[6] الجلي

[1] أي منهما، أي الادراك والدرك بمعنى المدرك، أي ماصدق عليه في زمان ما 1
[2] أي بالعموم وإلاّ فالإلهام والتعليم والتصفية من طرقه 2.
[3] أي استكشاف الرتب متحركاً لتحصيل المادة، مستردفاً لتجريد الذهن عن الغفلات، مستتبعاً لتحديق العقل نحو المعقولات، مستصحباً لملاحظة المعلوم لتحصيل المجهول، منتهياً الى البسائط. ثم متحركاً لتحصيل الصورة، مستصحباً للتفطن، مستلزماً لترتيب الامور، مولداً للمرتبية الحاصلة بالمصدر. "هذه الحقيقة مزقها العوام شذراً مذراً" 3.
[4] أي لا منطقاً ولا لغة. 4
[5] "هو" للجمع و "ال" للمنع او للبداهة كوالدك العبد 5. .
[6] أي الذهني لا الخارجي مقابل الإمكان 6. .

_____________________
1 (اي منهما) راجع للتصور والتصديق. لامفسر بما بعده، لانه غير مذكور.
(بمعنى المدرك) اول باسم المفعول ليصح الحمل. ولشمول التعريف لما يدرك بعد عمم الزمان بقوله (في زمان ما).
2 (اي بالعموم) اي الدرب الكبير والطريق العام. وإلا فله طرق اخرى كالالهام والتعليم والتصفية.
3 (اي استكشاف الرتب) حاصله ان للذهن لاحضار الدليل حركتين احداهما انه يدور في ساحة المعلومات والمعقولات يبحث عما يناسب لإثبات مدعاه. فاذا وجد تلك المقدمات المناسبة جمعها ويختم حركته الاولى للمادة. ثم يعود ثانياً لتحصيل الصورة، فيضع كلاً من المقدمات في موضعها مراعيا للشرائط، فتتشكل الصورة ايضا فيتم الدليل ويصل الى المطلوب. .
4 (اي لا منطقا ولا لغة) اي المراد من العكس هنا المعنى العرفي الذي هو عبارة عن الضدية فقوله (عكسه) اي ضده لا العكس المنطقي، الذي هو عبارة عن تبديل الطرفين، ولا اللغوي اي الانتقال من جهة الى جهة مثل الانعكاس.
5 (هو للجمع) اي للاشارة الى جامعية التعريف، لان (هو) يدل على حصر المعرف في التعريف (وال للمنع) أى للدلالة على كون التعريف مانعا عن الاغيار لانه للعهد الخارجي او للبداهة كما ان (ال) في (والدك العبد) للبداهة. .
6 (اي الذهني) اي البديهي لانه هو الضد للنظري. اما الخارجي فبمعنى الوجوب الذي هو مقابل وضد للامكان. .



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 184
ومابه[1] الى تصور[2] وصل[3] يدعى[4] بقول شارح[5] فلنبتهل

[1] هذا قول شارح للقول الشارح:
ان ادخلت في "ما" القاموس، وقسم من التقسيمات، واكثر التفسيرات، وكل التمثيلات وجميع الامثلة لم يمتلئ 1...
مافي الباء من السببية علة معدة حضوراً ومجامعة حصولا 2..
أي ذاتاً او صفة او لازماً موضوعاً او مفهوماً بنوعيه، او مدلولا بأنواعه، او مراداً، او ماهية حقيقية او اعتبارية او اصطلاحية مفصلا او مجملا تاما، او ناقصا بالعلل او المعلولات او بكليهما 3..
[2] اي متصوراً بوجه، فإن المجهول المطلق كما يمتنع الحكم عليه يمتنع تعريفه...
[3] مصدره نائب فاعل، ميزانه ومفهومه روح كل محمولاته وجنس عال لها. كما ان المعلوم اب لموضوعاته و "المعلوم موصل" ام مسائله 4...
[4] اي الدعاء. هذا آخر صــــورة انتهت اليها هذه النســــبة منـاد على اسمية التـعريـف لإحضــار ذات وقول. اي مركب ولو ذهنــا. لان البســائط لاتـعرف بل

_____________________
1 (ان دخلت في ما) يعني أن لـ (ما) بطنا لو أدخل فيه جميع ماذكر -لكن من قسم التصورات- لم يمتلئ ولم يشبع.
يعني أن كل مافي جوف (ما) مما ذكر تعريفات توصل الى معرفات..
2 (ما في الباء من السببية) يدل على أن التعريف علة لاحضار المعرف، بحيث لولاه لم يحضر. وبعد الاحضار والحصول، علة مجامعة ومقارنة معه لاتنفك عنه للزوم بينهما.
3 (أي ذاتا او صفة الخ) إن شئت إيضاح هذه الاقسام مع الامثلة فراجع قبر الاستاذ رضي الله عنه وأرضاه (وهو في ربوة رفيعة من ربى ولاية اسبارطة مستور مجهول ممنوع عن الناس!!!).
4 (أي مصدره نائب فاعل ميزانه) أي فعل الوصول على أنه من باب التضمين (ومفهومه) هو الوصول: حاصله: أن التعريف كالاب ملقح للمعرف. أي نافخ لروح الوصول في رحم المعرف. فالتعريف موضوع والمعرف محمول والوصول روح منفوخ منه في رحمه. فكل المسائل داخلة في (المعلوم موصل) أي المعلومات موصلة الى المجهولات...



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 185
تحدس حدسا 1..
[5] اي مستقرئ مواطئ النشو، ومدارج الاستكمال، ومحلل يرد الشئ الى اصله. 2

_____________________
1 (اي الدعاء) اى مصدره الدعاء بمعنى النداء أي يسمي وينادي..
(هذا) أي ندائه بالقول الشارح وتسميته به آخر صورة ينجر وينتهي اليها النسبة التضائفية بين العرف والمعرف، اذ بينهما تضايف. أي التسمية انما تتحقق بعد تمام الوصول لان الاسم بعد تمام المسمى.. (هذا) مبتدأ (آخر) خبره الاول (مناد) خبره الثاني. أى يدل على ان التعريف اسم لما كان مركبا من ذات وصفة ولو ذهنا، كالناطق في الحد الناقص. اذ البسيط لا يعرف وانما يعرف بالحدس أى الانتقال دفعة وفجأة من المعلوم الى المجهول..
2 أي (مستقرئ) اي التعريف مفتش يبحث عما ينشأ ويحصل عنه المعرف من الاجناس والفصول والخواص والاعراض. وكذا محلل شارح يرد المعرف الى أصله. مثلا: ان من يريد أن يعرف الانسان يتحرى أولا ما يتركب منه من الاجناس كالجوهر والجسم والجسم النامي والحيوان. ومن الفصول كالقابل للابعاد الثلاثة والنامي والحساس والناطق. ثم يجمعها ساترا لها في بطن الحيوان الناطق فيتولد الانسان.



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 186
وما [1] لتصديق[2] به[3] توصلا[4] بحجة[5] يعرف[6] عند العقلا[7]

[1] "ما" موصوفة، اي تصديق، اي لاتصور. لان النوعين غير متجانسين فلا يتوالدان وإن تلازما...
[2] كما تضمن اللام "الى" تضمن "توصل" "تكلف". فالاول متعلق بالثاني، اذ هذا التصديق مدعي. والثاني بالاول، اذ هو نتيجة باول وبالاطلاق أو التخييل أيضاً 1...
[3] وبالجزئي على الجزئي، او الجزئي على الكلي، او بالكلي على الجزئي 2.
[4] زاد هنا وجرده في التصور للإشكال في الأشكال، والاشتباك في الدليل. "ومصدر المجرد نائب فاعل المزيد" اي وصولا لازماً الى معلوم، او مظنون لذات الدليل، او صورته او موهوم او متخيل او جهل مركب 3..

_____________________
1 كما تضمن (اللام) معنى (الى) اي لان الوصول يتعدى بإلى (تضمن توصل معنى تكلف) لان الوصول يحصل بالكلفة فناسب تضمين التوصل. فاللام في (لتصديق) له معنيان: معناه الاصلي، ومعنى (الى). (فالاول) اي اذا نظر اليه بالمعنى الاصلي (متعلق بالثاني) التكلف المتضمن للتوصل (اذ هذا التصديق) اي مدخول اللام (مدعى) وفي اثبات المدعي المجهول كلفة، فناسب تعلقه بالتكلف (والثاني) اى اللام بالمعنى الثاني (متعلق بالاول) اي التوصل المتضمن (اذ هو) اي التصديق المدخول للام (نتيجة باول) أي سيؤول وسيرجع ويصير نتيجة. وفي نتاجها لا يوجد الكلفة فالمناسب تعلقه بالتوصل لا بالتكلف.
(وبالاطلاق أو التخييل أيضاً)، أي ذلك التصديق المدخول للام لكونه غير مقيد شامل للقسمين. أي ما كان مدعى وما كان نتيجة، وبالتخييل والتقدير ايضا يمكن الشمول للقسمين.
2 (وبالجزئي على الجزئي) أي الوصول قد يكون بالجزئي على الجزئي، مثل: هذا زيد، وزيد ضاحك، فهذا ضاحك (وبالجزئي على الكلي) كما في الحدسيات، كالانتقال من بعض الامارات الى المطلوب الكلي (وبالكلي على الجزئي) مثل :كل انسان حيوان وكل انسان كاتب فبعض الحيوان كاتب.
3 (زاد هنا) قائلاً توصل من المزيد (وجرد هناك) قائلاً وصل من الثلاثي (للاشكال في الأشكال) بكسر أول الاول وفتحه في الثاني. يعني أن الإشكالات الواقعة في الاشكال والضروب والقياسات أجبرت على ترجيح المزيد على المجرد اشارة الى زيادة الكلفة هنا.
(ومصدر المجرد نائب فاعل المزيد) يعني أن (توصل) لكونه بناء المجهول يقتضي نائب الفاعل ولا مفعول ينوب منابه لكونه غير متعد فأشار الاستاذ الى أن مصدر المجرد أعني الوصول نائب عن فاعله.
فمعنى توصل (وقع الوصول) (أي وصولا) مفعول مطلق نوعي (لازما) صفة للاشارة الى اللزوم بين الدليل والنتيجة (الى معلوم) متعلق بالوصول أي نتيجة ذات يقين (او مظنون) أي من الظنيات (لذات الدليل او صورته) أي سبب الظنية ما وجد في الدليل او صورته من موجبات الظن (او موهوم) أي من الوهميات.



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 187
[5] اعلم!
انها نسابة انسال الحادثات، وسرادة سلاسل مناسبات الكائنات، وتمثال مجاري الحياة من جرثوم الحقيقة العظمى الى الثمرات 1..
[6] مجاز من "يتحد" وهو من "يحمل" وهو من "يحدد" والمعرفة هي كيفية هذه النسبة، اشارة الى استغناء هذه الدعوى عن الدليل...
[7] اللام عوض الصفة اي المنطقيين. لا الاضافة لان "عاقلا" من ذي كذا 2.
واعلم!
ان الكل كالانسان مثلا: في حكم مصدره جزئه مستتر تحت جزئه او خلفه كالعين للمفتش والاذن للجاسوس والعقل للمنطقي 3.

_____________________
1 (اعلم انها نسابة لأنسال.. الخ) الضمير عائد للحجة. (نسابة) صفة مبالغة من النسبة. بمعنى كثير المعرفة بالانساب. والأنسال جمع نسل بمعنى الذرية. أى الحجة الالهية كأنها تاريخ جامع للحادثات الكونية وعارف بتناسل بعضها عن بعض.
(وسرادة سلاسل) أى مركز لاجتماع تلك السلاسل كأنها »سانترال« محل ومرابط لتلك السلاسل.
2 (اللام) اي الالف واللام في العقلاء (عوض) اي بدل (عن الصفة) اي عقلاء منطقيين (لا الاضافة) اي عقلاء المنطق. لان العاقل ليس باسم فاعل حتى يضاف الى مفعوله (بل هو من ذي كذا) اي من باب ذي كذا. فالمعنى عند ذوي العقول من المنطقيين.
3 واعلم!
(ان الكل كالانسان) اي المركب من اجزاء كالعين والاذن وغيرهما اذا وقع (في حكم) اي فعل (مصدره) اسم مكان ضميره عائد للحكم مبتدأ خبره (جزؤه) والضمير راجع للكل. والجملة صفة الحكم مثل (تجسس زيد) فان التجسس يكون بالاذن. فالقاعدة في التعبير عن ذلك الحكم والفعل اما استتار الفاعل اي الكل في ذلك الجزء او اضافة الكل اليه بواسطة (ذو) فيقال للشخص المنطقي عاقل او ذو عقل لان المنطق يصدر من العقل وللمفتش عاين او ذو عين هكذا. والى هذا أشار بقوله (مستتر تحته او خلفه) كالعين للمفتش والاذن للجاسوس والعقل للمنطقي.



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 188
انواع الدلالات الوضعية

دلالة[1] اللفظ[2] على ما [3] وافقه[4] يدعونها[5] دلالة المطابقة[6]

[1] هذه هي الثانية من احوال اللفظ الاربعة التي يقسمها اللفظ واللغة والمنطق والبيان والاستنباط الاصولي من الوضع والدلالة والإستعمال والفهم 1.
[2] اعلم!
ماأدق حكمة الله في اللفظ وما أعجب شأنه وما ألطفه نقشا! ان الرابط بين مأخذي جنس الانسان وفصله هو النَفَس ذو الرأسين، الموظف بوظيفتين، صاحب الثمرتين، الموجه الى القبلتين، المثمر اسافله لنار حياة الحيوان مع تصفية مائها، والمولد أعاليه لحركات نطق الناطق.
فبدخوله الى عالم الغيب يصفي الدم الملوث بانقاض الحجيرات المحللة، بسر امتزاج (مولد الحموضة الهوائي بكربونه) بسبب العشق الكيميوي. فاذ يمتزج العنصران يتحد كل جزئين منهما. واذ يتحدان يتحركان بحركة واحدة. فتبقى الحركة الاخرى معلقة باقية. فبسر "تحول الحركة حرارة والحرارة حركة" تنقلب تلك الحركة الباقية المعلقة حرارة غريزية. اعني نار حياة الحيوان. فبينما يخرج النَفَس من عالم الغيب الى عالم الشهادة تعباً اذ يتداخل في المخارج متكيفا بالصوت والصوت يتفرق على المقاطع متحولا حروفاً "اجدى من تفاريق العصا". بينما هي قطعات صوت لاحراك لها. اذ صارت أجساماً لطيفة عجيبة النقوش، غريبة الاشكال، حاملة

_____________________
1 (التي انقسمها اللفظ واللغة الخ) ان قيل المقسوم أربعة والمقسوم عليه خمسة فكيف يصح التقسيم؟ قلت، نعم، لكن التقسيم أيضاً على أربعة، اذ اللفظ خارج عن المقسوم عليه، اذ الوضع ناظر الى اللغة والدلالة الى المنطق والاستعمال للبيان والفهم للاصول. لكن لاتظنن أن اللفظ بقي خارجا عن التقسيم، بل هو كالام لهذه الاربعة تأخذ من حصة كل واحد، إذ بيده رأس حصة كل منها، حيث يقول اللغوى وضع اللفظ لهذا المعنى والمنطقي دلالة اللفظ على هذا المعني مطابقة وهكذا..
فاللفظ داخل في حصة كل. وبهذا الاعتبار تأخذ الام من حصص الاولاد اربعا..



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 189
للاغراض والمقاصد، تتطاير مترنمة من أوكارها، مرسلة الى ماقدر لها صانعها الحكيم سفراء بين العقول. فاللفظ زبد الفكر، صورة التصور، بقاء التأمل، رمز الذهن. فبسبب الخفة والتعاقب وقلة المؤنة وعدم المزاحمة وعدم القرار ترجّح اللفظ لهذه النعمة العظمى: فما أجهل من يكذب او يسرف بقيمة هذه النعمة!.
[3] "أي المفرد" لان دلالة المركب على جزء معناه مطابقة. واللفظ امارة ورمز على ما في الذهن على مذهب، وعلى مافي الخارج على مذهب 1..
[4] أي مقدار قامات المعاني.. لا يشتكى قصر منها ولا طول 2.
[5] فيه مامر في "يدعى" فان نسبة الحكم لها صور متفاوتة واستحالات متسلسلة 3.
[6] وإن قارنها دلالة التضمن والالتزام بتسليم بقاء الضعيف مع القوي، ووجود الدلالة بدون الارادة؛ لان الحيثية مرادة في "مقول الاضافة" بسر ان الحكم على المشتق وما في معناه يدل على التقييد 4...

_____________________
1 (اي المفرد) لان اللام في اللفظ للعهد والاشارة الى المفرد فلا يرد على حصر التقسيم وجمعه دلالة المركب على جزئه مطابقة على ماسيجئ فلا تبقى خارجة عن التقسيم وعن اقسام الدلالة، لان المقصود من الوضع في الدلالة المطابقية ليس وضع اللفظ لعين المعنى بل ما كان للوضع فيه مدخل..
2 (اي مقدار قامات) اقتباس من شعر الشاعر:
والفاظ رقاق النسج قدت على مقدار قامات المعاني
3 (فان نسبة الحكم) نعم. ان دلالة اللفظ على المعنى لها صور وعنوانات متخالفة كالتطابق والتضمن والالتزام وانقلابات متسلسلة بتبدل المواضع والتراكيب. مثلا: ان الناطق يكون تارة مدلولاً تضمنياً وتارة التزامياً وهكذا..
4 (لان الحيثية مرادة) علة لمقدر: كأنه قيل بعد تسليم المقارنة والبقاء لايصح ولايخص التسمية بالمطابقة فأجاب: بان الحيثية مرادة والمجوز لإرادتها ترتب الحكم على المشتق كما هنا. اي من حيث وافقه..



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 190
وجزئه[1] تضمناً[2] وما[3] لزم فهو التزام ان بعقل[4] التزم[5]

[1] بمقدمتين نقلية وعقلية. ببقية ارادة واحدة، لامستقلة. والا فمطابقة مجاز او حقيقة قاصرة. ولا بارادة مشتركة وإلاّ فمجاز وحقيقة. وبالدخول في جواب ما هو، لا الوقوع في طريق ما هو. فما ذكر عند المنطقيين وإلاّ فمطلق 1.
[2] هذا والالتزام مصدران جعليان مشتقان من الدلالة التضمنية والالتزامية 2.
[3] أي خارج وإلاّ تداخل القسمان 3.
[4] أي عقلياً بيّنا أخص عند المنطقي. والاّ فسواء عقلياً او عادياً او عرفياً او شرعياً او اصطلاحياً او دائماً او موقتاً لكلمة او كلام أو قصة. او اللازم لتصور أو تصديق او تخييل او معنى من المعاني الحرفية التي لاوطن لها، تبعيا او قصديا 4.
[5] اي وان كان ضداً إذ كثيراً ما يكون اقرب الاشياء الى الشئ خطوراً ضده، لاسيما اذا انضاف الى الضدية الاضافية. حتى قيل ان النقيض نظير نقيضه 5.

_____________________
1 (بمقدمتين) اي دلالة اللفظ على جزء المعنى ثابتة بمقدمتين نقلا وعقلا. أما نقلا: فلأن دلالة اللفظ على جزء المعنى ليست مهجورة، بل هي ثابتة عند العلماء ومعتبرة في الاحكام. وأما عقلا: فلأن وجود المركب انما هو بوجود الاجزاء ولولاها لم يوجد، فاستلزامه لها ودلالته عليها ضرورية.
(وبالدخول في جواب ماهو) عطف على (ببقية) اشار به الى لزوم تصور ذلك الجزء بالجزئية والا لم تكف الدلالة تضمنا. وانما يعلم ذلك التصور بصلاحية ذلك الجزء للدخول في جواب ماهو لان تعبير الدخول خاص بالاجزاء والوقوع عام فالحيثية مرادة. اي من حيث هو جزء. وإلى هذا أشار بقوله (لا الوقوع في طريق).
2 (وهذا) أي التضمن (والالتزام مصدران) توجيه لما يقال: من ان التسمية بالتضمن والالتزام ليست بصحيحة اذ لايجوز حملهما على الدلالة.
وجه التوجيه: انهما مصدران جعليان اي مشتقان اي مشقوقان اي متغيران اي محرفان من التضمنية والالتزامية. مثل »شمو من شمس الدين«.
3 (اي خارج) ليخرج الداخل من شمول (ما) (والاّ تداخل القسمان) أي التضمن والالتزام لان الجزء الداخل لازم.
4 (اي عقليا بينا) هذه الاقسام المذكورة المتساوية عند غير المنطقي، ايضاحها بالامثلة ليس في وسع (عبد المجيد) الآن بل مدفون مع الاستاذ !.
5 (حتى قيل ان النقيض نظير نقيضه) كالنور والظلمة والليل والنهار، فان تصور كل يخطر الآخر بالبال.



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 191
فصل في مباحث الالفاظ

مستعمل[1] الالفاظ حيث يوجد إما مركب[2] وإما مفرد[3]

[1] مسور كلية هذه القضية الاستغراق المكسوب من المضاف اليه، لوصفية المضاف. لانه حملية. والسور "حيث" من حيث أنها شبيهة المنفصلة 1.
[2] المركب المركب مع مع مفرد ومع من مركب من 2...
[3] اي مع عدم اعتبار الغير لا اعتبار عدم الغير. أخّره مع تقدمه لأن مافيه من العدم حادث لا أصلي. اذ وضع الالفاظ لاليفيد معانيها لتعينها اولاً، بل ليفيد مايعرضها بالتركيب. فالمركب مقدم. كما في دلائل الاعجاز 3.

_____________________
1 (مسور كلية هذه القضية) حاصله: ان تشكل هذا التقسيم في شكل قضية حملية كلية شبيهة بالمنفصلة. موضوعها (مستعمل)، محمولها المردد بين إما و او.
كليتها لمحافظة حصر التقسيم وجمعه. اذ لولاها لم يكن جامعا للاقسام.
وسورها الاستغراق المستفاد من اللام في المضاف اليه، اذ لا يكتسب الاستغراق من الموضوع المضاف لانه وصف لا افراد له لذاته.
وشبهها بالمنفصلة في كون التردد بين جزئي المحمول لا بين قضيتين. ثم ان محمول هذه القضية الحملية لكونه كالمنفصلة لابد ان يكون كلية مسورة كالحملية ايضا محافظة لحصر التقسيم لكن الاستغراق في الشرطيات باعتبار الازمان والاوضاع. وسور هذه المنفصلة (حيث) فمعنى تلك القضية: كل لفظ مستعمل في كل زمان وعلى كل وضع اما مفرد او مركب.
2 (المركب المركب مع مع مفرد) لان واحدا من جزئي المركب وقع بعد مع، ولم يبق فيه الا جزء واحد فهو قبل ذكر ما وقع بعد مع مفرد. (والمركب مع من مركب من. .) لان من بيان وتفسير لما قبله، فلو لم يلاحظ الجزآن في المركب قبل ذكر (من) يبقى المفسر بلا مفسر. فقبل ذكر (من) يلاحظ الجزان فيه البتة، فهو مركب من أى (من) اجزائه.
3 (اي مع عدم اعتبار الغير) اي وارداته. سواء كان الغير موجودا او لا ليدخل عبد المجيد علما (لا اعتبار عدم الغير) اذ حينئذ يخرج هذا الفقير عن التعريف (اخّره مع تقدمه) اي على المركب لانه جزؤه (لان مافيه من العدم حادث) لان وجود عدم وجود دلالة الجزء في مفهوم المفرد، إنما وجد بعد وجودها في شئ آخر، اعني المركب. مع ان الوجودي مقدم على السلبي والاصلي على الحادث.



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 192
فأول[1] ما[2] دل[3] جزئه[4] على[5]
جزء[6] لمعناه[7] بعكس[8] ما تلا
[1] من ديدنهم ترديف التقسيم القطعي بالعقلي للاثبات 1
[2] أي لفظ 2 [3] اي واريدت 3
[4] اي المرتب في السمع 4 [5] أي بالذات 5
[6] أي له وقع 6 [7] أي المعنيّ 7
[8] أي نقيضه 8...
اعلم! ان لمفهوم المركب فرداً فرداً هو وجود جميع الاجزاء. وللمفرد افراداً بعدد عدم الاعم. فالاخص، ثم الاخص الى عدم الارادة. واخص الكل الاعم، اذ عدم الاخص أعم، فيعم احداً وثلاثين عقلا وستة واقعاً 9.

_____________________
1 (التقسيم القطعي بالعقلي) أي من عادة العلماء انهم بعد التقسيم القطعي أي الثابت ثبوته في الواقع، يقسمون بالعقلى أيضاً للاثبات. أي ليحصل الثبوت في الذهن أيضاً..

2
(اي لفظ) جنس وباقي القيود فصل فغيره ليس بمفرد ولامركب كالإِشارات..
3 (اى واريدت) اي ان دلت ولم ترد فمفرد كالحيوان الناطق علما..
4 (أي المرتب في السمع) فالفعل الدال بمادته على الحدث وبهيئته على الزمان مفرد لامركب ...
5 (أى بالذات) فالدال بالواسطة ليس مركبا، كالانسان الدال على قابل العلم بواسطة اللزوم.
6 (ليس له وقع) أى تأثير وفائدة فلا عبرة بأرادة دلالة (زاء زيد) على يده مثلا..

7
(أي المعنىّ) كعبد المجيد فان مدلول جزئه ليس جزءاً للمعنى المقصود إذا كان علما فليس مركبا..
8 (أي نقيضه) اي لان (دلّ) نقيض (ما دل) فالمفرد والمركب نقيضان مفهوما...
9 (اعلم ان لمفهوم الخ) حاصله: ان للمركب فرداً فرداً أى اجزاء يحصل ويتشكل المركب باجتماعها فقط. وللمفرد أفراداً أى جزئيات واقساما حاصلة من نفي كل واحد من القيود المذكورة المشروطة لتشكل المركب.فبانعدام كل قيد مع بقاء الآخر فرضا يحصل للمفرد قسم عقلا. فاذا ضربنا القيود المنفية في المفرد في الستة المشروطة الموجودة في المركب - المذكورة آنفا - يحصل للمفرد ستة وثلاثون قسما عقلا. ولكن القيد الاول - أعني اللفظ - خارج عن الضرب لكونه مقسما للمفرد والمركب. فيبقى احد وثلاثون قسما. هذا عقلي. وأما الخارجي فستة: والى هذا أشار بقوله (بعدد عدم الاعم ..الخ). نعم، بناء على ان كل قيد ذى قيد اخص من مطلقه، كالانسان الكاتب مع الإِنسان..
والحاصل: انه كلما يتزايد القيود يتخصص. يعني يكون الثاني أخص من الاول، والثالث من الثاني، والرابع من الثالث، والخامس من الرابع، والسادس من الخامس. فالاخص من الكل الثالث؛ اذ لا اخص تحته. وهو مع كونه اخص الكل؛ بهذا الاعتبار يكون اعم الكل اذ لا اخص تحته فهو مطلق والمطلق أعم من المقيد...


عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس