عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2010
  #131
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي


المُحْصِي جَلَّ جَلالُهُ


"هو العليم بدقائق الأمور، وأسرار المقدور.

هو بالمظاهر بصير، وبالباطن خبير.

هو المحصي للطاعات، المحيط بجميع الحالات.

وهذا الاسم من خواص خواص الحضرة العلية، وأقدام الخلائق فيه ضعيفة، لأن العبد مهما أوتي من الإحصاء للعلوم والمعارف، فهو كقطرة من محيط.

قال تعالى: { وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا } (1) .

وقال تعالى: { وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } (2) .

والحق تعالى المحصي لجميع الأنفاس، الخبير بخفي الوسواس (3).

ومتى أكثر العبد من ذكر اسمه "المحصي" تولَّد في قلبه نور المراقبة والمحاسبة، فيكاشفه بالأسرار التي أحصاها الحق في هيكل العبد، فإن فيه مجموعة الحقائق الكونية.


الدُّعـــــاءُ

" إلهي .... أنت المحصي لحركات العباد، المحيط بعمل أهل الجفاء وأهل الوداد، أحصيت جميع الأسرار في الإنسان، وجمعت في سائر الأكوان، اكشف عن قلوبنا الحجاب حتى نشهد في أنفسنا أنوار المعطي الوهاب، وامنحنا نور المراقبة حتى نراقب جميع أعمالنا، ونحصي سائر أحوالنا، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".


======================================

(1) : سورة الجن - الآية 28.

(2) : سورة يسن - الآية 12.

(3) : وحظ العبد من هذا الاسم: أن يذكر أن الأعمال ولو كانت مثقال ذرة من خير أو شر فإنما هي مسجلة بإحصاء دقيق حتى يقول القائل غداً يوم القيامة في موقف الحسرة والندامة : يا ويلتاه ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من أعمالي إلا أحصاها، ووجدوا - أي جميع الإنس والجن - ما عملوا حاضرا، عند الحساب حيث تبين أنه كل امريء بما كسب رهين، ومن علم أن أنفاسه معدودة لم يضيع منها لحظة، وغداً كل امريء يسأل فيما يسأل عنه" عن عمره فيم قضاه" ومن هنا نعلم معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( خيركم من طال عمره وحسن عمله). ووفقه الله لهداه، وعمل الخير واجتناب الشر والآثام.

والتعلق به: استمداد القوة منه، حتى يطيق محاسبة نفسه ومراقبتها في كل نفَس، ويحصي ما كُلِّف به من إحصاء أسمائه وصفاته، عقداً، أو كشفاً، أو حالاً، ومقاماً، قائلاً بلسان حاله ومقاله: يا محصي كل شيء عدداً، وإحاطة، وقدراً، اجعلني من المحصين لأسمائك، عقداً، وإطاقةً، وحصراً. والتخلق به: أن تجاهد نفسك في تحصيل هذه المعاني. والتحقق به: رسوخها فيك على التمكين." اهـ




( يتبع إن شاء الله تعالى مع إسمه الشريف: المُبدىءُ جَلَّ جَلالُهُ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس