عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2010
  #136
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية


الحَيُّ جَلَّ جَلالُه


"هو الباقي حياً بذاته أزلاً وأبداً، له الإطلاق الكلي، والنفوذ الفعلي، وكل حي سواه ليس حياً بذاته، إنما هو بمدد الحي (1) .

وكل كائن في الوجود له حياة تناسبه، فالملائكة حياتهم بالنور، ولذَّتهم ذكر مولاهم بالبهجة والسرور، والنبات والجماد وكل الحقائق لها حياة أمدَّها بها "الحيّ" (2) .

قال تعالى: { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَه} (3) .

وقال سبحانه: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}(4) .


الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت الحي بذاتك، وكل حي فهو بمدد حياتك، لك البقاء الأبدي والتفرد الأحدي. إلهي .... أشهدني نور الحي الذي سرى معناه في كل الوجود، ولاح نوره في شاهد ومشهود، أسألك أن تمنَّ علينا بالشهادة في سبيلك حتى نحيا شهداء، ونفوز بمراتب السعداء، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) فحياة الأكوان مستمدة من حياته سبحانه وتعالى ، وقيامها من وجود ذاته. وهذا معنى قول أبي مدين الغوث رضي الله عنه وأرضاه: الحق مستبد، والوجود مستمد، والمادة من عين الجود، فإذا انقطعت المادة انهدَّ الوجود، انتهى .

وذكر البيهقي في "الأسماء والصفات" حديثاً يشير إلى أن الحي هو اسم الله الأعظم، نقل بسنده عن بعض الصحابة أن رجلاً قام يصلي عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما ركع وسجد وتشهد دعا فقال في دعائه: ( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم... إني أسألك...." فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى " .

(2) : ومن عرف أنه الحي الذي لا يموت، توكل عليه، كما قال تعالى: { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا }،فالأولى لمعاملة الخلق، والثانية لمعاملة الحق، والثالثة لمعاملة النفس من ترك الفضول مما لا يعني. فالتوكل لمعاملة الخلق برفع الهمة عنهم، والتسبيح لمعاملة الحق، والكف عن ذنوب العباد، لمعاملة النفس.

ولذلك قال سيدي محيي الدين بن عربي رضي الله عنه: من شهد الخلق لا فعل لهم فقد فاز، ومن شهدهم لا حياة لهم فقد جاز، ومن شهدهم عين العدم فقد وصل وماز . وله رضي الله عنه ونفعنا بمحبته " شعراً " :-

إن الحياة حياة القلب لا الجسد *** كذاك أنزل الرحمـن في خلدي
والناس ليس لهم سوى جسومهم *** فإنـها عندهم علية الصمـد
فيهلكون، ولا عقل يصدهـم *** عنها ولو أنهم في الواضح الجدد
وليس فيهم رشيد في تصرفـه *** ومنهـم من يبيع الغي بالرشـد
إن الغواية أصل عندهم وكذا *** تراهم عن وجود الحق في الحيـد

(3) : سورة الإسراء – الآية 44.

(4) : سورة الأنبياء – الآية 30. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف :القَيُّومُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس