عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2010
  #140
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الوَاحِدُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو المنفرد بالذات، الواحد في الأفعال والصفات، له الإطلاق في التصريف، وهو الحكيم اللطيف.

واحدٌ في ملكه لا ينازعه أحد، وصفات جماله وكماله بها الهدى والمدد.

فلا ترى شيئاً في السموات والأرض إلا وترى فيه آية الوحدانية، وتشاهد تجلي الفردانية، فالروح تندهش من اختلاف أشكال الخلائق في الصور الجسمانية، واختلاف الألوان واللغات، واختلاف العقول والأفكار، وتباين الذوات، واختلاف العقائد والمذاهب والمواهب، وتباين القوة من مغلوب وغالب، واختلاف مقامات العارفين، والفرق بين مشاهد الواصلين.

ولم يصل واصل إلى مولاه إلا إذا تجلَّى له نور اسمه "الواحد" (1) ."اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي أنت الواحد الأحد، الفرد الصمد، أنت الجاه والسند، أشرقت أنوار الوحدانية، تجليت بأسرار الفردانية، عاين ذلك أهل الشهود، وحجب عنه أهل الجحود... اسقنا كأساً صافياً من شراب التوحيد، وأفننا به عن الركون إلى العبيد، وافتح بصائرنا حتى نشهدك قبل الآثار، وأغرقنا في بحار الأنوار، وكاشفنا بسر الأقدار، واجعلنا من المقبولين عندك من كثرة الأذكار، واجعلنا لك، وكن لنا حتى ننال التفريد بعد التوحيد، ونتحقق بالتجريد، ويدوم لنا المزيد، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2) ".



===========================

(1) وقد فسر قوله عليه الصلاة والسلام: (إن الله وتر يحب الوتر) أي: القلب المنفرد له. وفي الحكم: كما لا يحب العمل المشترك كذلك لا يحب القلب المشترك، العمل المشترك لا يقبله، والقلب المشترك لا يُقْبِل عليه، انتهى .

فينبغي لمن عرف الواحد أن يخص قلبه بحب الله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله وتر يحب الوتر - كما مر سابقاً - أي يحب القلب المنفرد له تبارك وتعالى، فمن عرف أن ربه هو الواحد، فرد قلبه له، ولذلك ورد في الدعاء :" اللهم إني أسألك أن تملأ قلبي بحبك، حتى لا يكون لي شغل ولا هم سواك " .

وفي الحديث ما يدل على أن الواحد هو اسم الله الأعظم، فقد سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً يقول في دعائه: " اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد " فقال عليه الصلاة والسلام: لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى " .

(2) : قال القشيري: واعلم أن من الناس من لا يفرق بين الواحد والأحد في المعنى ، ومنهم من يفرق؛ فيقول: الواحد اسم لمفتتح العدد يقال: واحد ، اثنان ، ثلاثة ... ، والأحد اسم لنفي ما يذكر معه من العدد، وقيل: الأحد يذكر مع الجحد، فيقال : ماجاءني أحد، معناه: نفي مجيء الواحد وما فوقه أيضاً، ويقال: ما جاءني واحد، ولا جاءني أحد، وقيل: الأحد إنما يذكر في الإثبات في وصف الله عز وجل على وجه التخصيص، قال تعالى: { قل هو الله أحد } ولا يقال: هو الرجل الأحد، ولا رجل أحد، ولكن يقال في وصفه: وحيد وواحد.

يحكى عن الشبلي رضي الله عنه أنه كان جالساً على دكان بعض التجار، فقيل له: أتعرف الحساب؟ قال: نعم. فألقوا عليه حساباً كثيراً، وكان يقول: هات. فلما فرغوا من الإملاء قيل له: كم معك؟ فقال: أحد، فتعجبوا. فقال: وهل كان من الأزل إلى الأبد إلا الأحد الصمد ؟!!! حيث كان رضي الله عنه مستغرقاً في شهود الأحدية . "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : الصَّمَدُ جَلَّ جَلالُهُ...... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس