عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2012
  #44
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني

الْحَمْدُ للَّهِ نَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضَلَّ لَهُ،
وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدَهُ وَرَسُوْلَهُ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيْراً وَنَذِيْراً بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ،
مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَه فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنَّهُ لاَ يَضُرُّ إِلاَّ نَفْسَهُ وَلاَ يَضُرُّ اللهَ شَيْئاً
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
وَسلِّم تَسْليماً كَثيرَاً

(من أقوال سيدّنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)



"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نأمر النساء بصلاتهن في بيوتهن ونرغبهن في لزوم البيوت، ونبين لهن ما في ذلك وغيره من الفضائل حتى لا يحتجن إلى الخروج بسماع واعظ أجنبي، فإننا مسؤولون عن عيالنا سؤالا خاصا، اللهم إلا أن تكون عجوزا أو قبيحة المنظر لا تشتهى إلا نادرا فالأمر في ذلك سهل، وإذا احتفت الفضائل بمكروهات كان ترك المكروه أولى من اكتساب تلك الفضيلة، ومن تأمل بعين البصيرة ما يقع للنساء من الآفات إذا خرجن للواعظ لم يسمح لامرأته بالخروج إلى مثل ذلك على أن نساء هذا الزمان قد عمهن الجهل حتى صار بعضهن يقلن ليس على الصَبِيّات صلاة، إنما ذلك للعجائز، وبعضهن يقلن إنما تجب الصلاة على من حجت وبعضهن يقلن ليس على نساء الفلاحين صلاة. هذا أمر سمعته أنا منهن مرارا.

ولذلك كان سيدي أحمد الزاهد شيخ السلسلة يخص بوعظه النساء في أكثر أوقاته ويقول: إنهن محبوسات في البيوت ولا يسمعن شيئا من أحكام الشريعة لقلة مخالطتهن للرجال فكان يعقد المجلس لهن ويعلمهن أركان الوضوء والصلاة والصيام والحج وكيفية النية في ذلك، ويعلمهن حقوق الزوج وآداب الجماع وفضل صيام التطوع وما يجرح كمال العبادات وسبقه إلى نحو ذلك أيضا سيدي الشيخ إبراهيم الجعبري المدفون خارج باب النصر بمصر المحروسة فكان يخص النساء بالوعظ ويبين لهن أحكم دينهن رحمه الله. وهذا أمر قد أغفله غالب طلبة العلم الآن فضلا عن العوام، فترى أحدهم يشاهد حليلته وهي جنب ليلا ونهارا لا تغتسل ولا تصلي، ويضاجعها ويقبلها مع ذلك كأنها سيدته، إما تهاونا بالدين أو خوفا أن تقول له هات لي فلوس الحمام، أو قلل عني الجماع ونحو ذلك. وأما فلوس الغسل من الحيض والنفاس والاحتلام فذلك عليها، مع أن ذلك قليل الوقوع بالنسبة للجماع، ومن أخلاق الرجال عدم المشاحنة في مثل ذلك، يعطيها ما تحتاج إليه ولو لم يكن ذلك واجبا عليه. وكما ساعدته هي على قضاء وطره من الجماع، كذلك ينبغي له أن يساعدها على أمر دينها ويرشدها إلى فعل كل شيء فيه خير.

وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: إنما أمر الشارع النساء أن يصلين في البيوت مراعاة لمصلحة غالب الناس الذين لا يتورعون عن النظر إلى الأجنبيات، ولو أنهم كانوا كلهم يشهدون نفوسهم في حضرة الله، وأنه تعالى ناظر إليهم لأمرهن بالصلاة مع الرجال، وتأمل لما كان الناس يحضرون بقلوبهم في الإحرام في الحج وتغلب عليهم هيبة الله تعالى ومراقبته، كيف أمرت النساء بكشف وجوههن وأكفهن إذ يبعد أن أحدا في تلك الحضرة يميل إلى امرأة من الأجانب.

فتأمل واعلم يا أخي عيالك وخدمك من النساء جميع ما يحتجن إليه في دينهن فإنك مسؤول عن ذلك والله يتولى هداك.

- روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: بني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة... ) الحديث.

وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا: (لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس مراتٍ، هل يبقى من درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه شيءٌ. قال فكذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا)والدرن هو الوسخ.

وروى مسلم والترمذي وغيرهما مرفوعا:(الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفاراتٌ لما بينهن ما لم تُغْش الكبائر)

وروى الطبراني مرفوعا ورجاله محتج بهم في الصحيح إلا يحي بن إبراهيم القرشي: (إن لله تعالى ملكا ينادي عند كل صلاةٍ: يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها).

وفي رواية للطبراني مرفوعا: (يبعث الله عز وجل منادياً عند كل صلاة فيقول: يا بني آدم قوموا فأطفئوا ما أوقدتم على أنفسكم. فيقومون ويتطهرون ويصلون الظهر فيغفر الله لهم ما بينهما، فإذا حضرت العصر فمثل ذلك، فإذا حضرت المغرب فمثل ذلك، فإذا حضرت العتمة فمثل ذلك، فينامون، فمدلجٌ في خيرٍ ومدلجٌ في شر).

وروى الطبراني مرفوعا:(المسلم يصلي وخطاياه مرفوعةٌ على رأسه كلما سجد تحاتّت، فيفرغ من صلاته وقد تحاتّت عنه خطاياه).

قلت المراد بهذه الخطايا غير خطايا الوضوء التي كفرت بالوضوء نظير ما ورد في سائر المأمورات الشرعية، فإن كل مأمور يكفر منها خاصا به وفي ذلك رفع التعارض بين الأحاديث الواردة في ذلك، والله أعلم.

وروى الطبراني بإسناد لا بأس به مرفوعا: (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ينظر في صلاته فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله وفي رواية أخرى له ”فإن صلحت فقد أفلح، وإن فسدت فقد خاب وخسر”.

قلت: إنما كانت سائر الأعمال تصلح إذا صلحت الصلاة لأنها إذا صلحت وقع الرضا من الله على صاحبها، فانسحب الرضا على سائر أعماله، وإذا فسدت وقع السخط من الله على فاعلها فانسحب ذلك على سائر أعماله.

وروى الطبراني أيضا مرفوعا: (لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهر له ولا دين لمن لا صلاة له إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد) والأحاديث في ذلك كثيرة والله سبحانه وتعالى أعلم. " اهـ




سُبحانَكَ الَّلهُمَّ وبحمدكَ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ أنتَ، أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ

يتبع إن شاء الله تعالى .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس