الموضوع: محراب الموت
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2009
  #1
أبو يوسف
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 518
معدل تقييم المستوى: 16
أبو يوسف is on a distinguished road
محراب الموت

محراب الموت


لا ، بل محراب الحياة ، فَبِوقوعه تثبت الحياة الأبدية السرمدية ، وهو سور عظيم ، وبرزخ قديم ، له باب مستور باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب .
يفصل بين الحياة والحيوان ، فالحياة نهايتها الموت ، والحيوان حياة لا نهاية له ( وإن الآخرة لهي الحيوان ) .
الموت مخلوق وهو الذي خلق الموت و الحياة ، فكيف تخاف من مخلوق .
الموت أضعف المخلوقات و أغلبها على أمره ، كاد من ضعفه أن يكون وهماً ، إلا أنه أيقنها ثبوتاً ووقوعاً وشيوعاً ، إن لم تخف منه فقد قتلته وإن طلبته فقد ذبحته .
وانظر إليه يوم القيامة يأتي في صورة كبش أبيض يذبحه يحيى عليه السلام بين الجنة والنار ، أرأيت أحسن منظراً من كبش أبيض ذو فروة ناعمة ، أرأيت أليفاً لا ظفر له ولا مخلب ولا ناب من الكبش ، أنت الذي توهمته أسداً مفترساً مخيف المنظر والمخبر .
من أحب الموت وطلبه وصل إلى الله بغير موت { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات ، بل أحياء }، فمن جدّ في طلبه فرّ منه الموت وخاف .
من كان الله تعالى في قلبه خاف منه الموت أشد مما يخاف الناس من الموت ويهربون منه إذ أن الله تعالى هو الحي الذي لا يموت .
أنت عندي أيها الموت أشرف من القتل كيف لا وهي صفة الأشرف سيدنا محمد صلى الله عليه سلم ، { إنك ميت } وهو المقدم في الاختيار { أفإن مات أو قتل } وكما نامت عينه صلى الله عليه وسلم ولم ينم قلبه ، فهو يموت ولا يموت قلبه .
تمني الموت لله ولاية { إن زعمتم أنّكم أولياء لله من دون الناس فتمنّوا الموت إن كنتم صادقين }، فلما رأيتموه استصغرتم شأنه وعرفتم حقيقة أمره فهانت نفوسكم من أجلي .
((المحاريب : محراب الموت ، لصلاح الدين التجاني))
__________________
خَليليَّ وَلّى العمرُ مِنّا وَلَم نَتُب = وَنَنوي فعالَ الصالِحات وَلَكِنّا
أبو يوسف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس