عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011
  #146
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية


الأَوَّلُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو من له الأزلية والتقدُّم المطلق في الأولية (1) .

وهذا الاسم الشريف له نور يعرج عيه العارفون، ويصل به العاشقون. فمتى لاحَ لهم نور "الأول" هام به القلب، نوره يطوي السماء والأرض، ويمحو الطول والعرض، ويهون عقبات النفس، ويوصل العبد بلا شدة وبأس، يراه المحبوب الأول، والمطلوب الذي لا يزول ولا يتحول، ويصبح كل شيء سواه وراء، ويتوالى على العبد العطاء.

وأول مظهر أبدعه الله وجعله مظهراً لنور اسمه الأول هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإن الحقَّ أول ما خلق خلق نوره، فمن رآه رأى نور الأول، ثم خلق الروح ، وهي أول بالنسبة لما بعدها، ثم خلق للعبد العقل وهو أولٌ بالإضافة لما بعده (2) ، ثم خلق الله مظاهر لاسمه "الأول" كثيرة.

ومتى أكثر العبد من ذكره استنار القلب، فيعامل "الأول" في خلقه، ويفهم معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( أول ما تقع الصدقة في يمين الرحمن) (3) .

وقد ورد في الحديث: ( أول ما يسأل عنه العبد الصلاة) (4) . حتى يجعلها أول المهمات.

وقد حبَّبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصف الأول ليلاحظ القلب تجلِّي نور الأول (5) ." اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي ..... أنت الأول والكل مستمد من جنابك الكمال، وأنت الأزلي وكل ما سواك محال، اجمعني جامعة كلية على أول الكائنات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مظهر أنوار الصفات، حتى أحوز التقدم مع الأوائل، وأنال معية الأفاضل، املأ قلبي بنور اسمك الأول، حتى لا أرى سواك وبنورك أتوصل، سلِّمني من الأغيار، واكشف عني حجاب الآثار، حتى لا يقع أول نظر مني في السر والإعلان إلا وشهد نور الأول عَلِيِّ الشان، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) وقال بعض المشايخ: الأول، والآخر: اسما إحاطة بتقدم الأول على كل أول، وإحاطة الآخر بكل آخر، فبه البدء، وإليه الانتهاء، فليس قبله شيء، ولا بعده شيء، قال: وإنما عطف بالواو لتباعد ما بين موضعي معناهما، وأن ما يرجعان إليه شيء واحد. ومن عرف أنه الأول غاب عن كل شيء، ومن عرف أنه الآخر رجع إليه بكل شيء.

ولأهل الإشارات في هذين الاسمين مع اسمي الظاهر والباطن عبارات، فقالوا: الأول بلا ابتداء، الآخر بلا انتهاء، الظاهر بلا احتداء، الباطن بلا اختفاء. ولك أن تقول: الأول بعرفان القلوب، والآخر بستر العيوب، والظاهر بإزالة الكروب، والباطن بغفران الذنوب. أو : الأول قبل كل شيء، والآخر بعد كل شيء، والظاهر بالقدرة على كل شيء، والباطن العالم بحقيقة كل شيء. أو : الأول بلا مطلع، والآخر بلا مقطع، والظاهر بلا اقتراب، والباطن بلا احتجاب. أو : الأول الذي ابتدأ بالإحسان، والآخر الذي تفضل بجميل الغفران، والظاهر بدلائله وأفعاله، والباطن بلطفه وجماله. وهناك عبارت أخر يضيق المجال لذكرها انظرها عند الرازي في تفسيره لأسماء الله الحسنى.

(2) : كما ورد في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الذي رواه عبد الرزاق في المصنف بلفظ:" قال: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء. قال: يا جابر، إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقُدرة حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جِنِّيٌ ولا إنسي، فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء: فخلق من الجزء الأول القلم، ومن الثاني اللوح، ومن الثالث العرش، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول حَمَلَة العرش، ومن الثاني الكرسي، ومن الثالث باقي الملائكة، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء: فخلق من الأول السماوات، ومن الثاني الأرضين، ومن الثالث الجنة والنار، ثم قسم الرابع أربعة أجزاء، فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين، ومن الثاني نور قلوبهم وهى المعرفة بالله، ومن الثالث نور إنسهم وهو التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله. الحديث. كذا في المواهب.

وقال فيها أيضا: واختُلِف هل القلم أول المخلوقات بعد النور المحمدي أم لا؟ فقال الحافظ أبو يعلى الهمداني: الأصح أن العرش قبل القلم، لِما ثبت في الصحيح عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قدر الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء، فهذا صريح في أن التقدير وقع بعد خلق العرش، والتقدير وقع عند أول خلق القلم، فحديث عبادة بن الصامت مرفوعا "أول ما خلق الله القلم، فقال له أكتب، فقال رب وما أكتب؟ قال أكتب مقادير كل شيء" رواه أحمد والترمذي وصححه.

وروى أحمد والترمذي وصححه أيضا من حديث أبي رزين العقيلي مرفوعا: إن الماء خلق قبل العرش. وروى السدي بأسانيد متعددة إن الله لم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء، فيجمع بينه وبين ما قبله بأن أولية القلم بالنسبة إلى ما عدا النور النبوي المحمدي والماء والعرش انتهى.

وقيل الأولية في كل شيء بالإضافة إلى جنسه، أي أول ما خلق الله من الأنوار نوري وكذا باقيها، وفي أحكام ابن القطان فيما ذكره ابن مرزوق عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كنت نورا بين يدي ربي قبل خلق آدم بأربعة عشر ألف عام. انتهى ما في المواهب،

تنبيه: قال الشبراملسي: ليس المراد بقوله من نوره ظاهره من أن الله تعالى له نور قائم بذاته لاستحالته عليه تعالى. لأن النور لا يقوم إلا بالأجسام، بل المراد خلق من نور مخلوق له قبل نور محمد، وأضافه إليه تعالى لكونه تولى خلقه، ثم قال ويحتمل أن الإضافة بيانية، أي خلق نور نبيه من نور هو ذاته تعالى لكن لا بمعنى أنها مادة خلق نور نبيه منها، بل بمعنى أنه تعالى تعلقت إرادته بإيجاد نور بلا توسط شيء في وجوده، قال وهذا أولى الأجوبة نظير ما ذكره البيضاوي في قوله تعالى { ثم سواه ونفخ فيه من روحه } حيث قال أضافه إلى نفسه تشريفا وإشعارا بأنه خلقٌ عجيب وأن له مناسبة إلى حضرة الربوبية انتهى ملخصا.

(3) : روى الطبراني والبيهقي بسندهما عن ابن عباس رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما نقصت صدقة من مال قط ولا مد عبد يده بصدقة إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل ولا فتح عبد باب مسألة له عنها غنى إلا فتح الله عليه باب فقر. انظر: كنـز العمال - الحديث رقم 16134.

(4) : روى الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة ينظر في صلاته فإن صلحت فقد أفلح وإن فسدت فقد خاب وخسر". رواه الطبراني في الأوسط وفيه خليد بن دعلج ضعفه أحمد والنسائي والدارقطني وقال ابن عدي: عامة حديثه تابعه عليه غيره.‏ انظر: مجمع الزوائد – الحديث رقم 1609.

(5) : ‏روى الترمذي في سننه - عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خَيرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا". قَالَ: وَفي البَابِ عَن جَابِرٍ، وَابنِ عَبَّاسٍ، وَابنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعيدٍ وَأُبَيٍّ، وَعَائِشَةَ، وَالعِرْبَاضِ بنِ سَاريَةَ، وَأَنَسٍ.قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ رُوِيَ عَن النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّهُ كَانَ يَسْتَغْفِرُ لِلْصَّفِ الأَوَّلِ ثَلاَثاً، وَلِلْثَّانِي مَرَّةً".‏

انظر: ‏سنن الترمذي المجلد الأول - أَبوابُ الصَّلاَةِ. الحديث رقم 166- بَابُ مَا جَاءَ في فَضْلِ الصَّفِّ الأَوَّلِ. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف : الآخِرُ جَلَّ جَلالُهُ ...... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس