عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011
  #148
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الظَّاهِرُ جَلَّ جَلالُهُ


"هو المتجلِّي بأنوار هدايته وآياته، المتنـزل بمعاني أسمائه وصفاته، لا نرى ذرَّةً في الوجود إلا وهي ناطقة بوحدانية المعبود، ولا نرى فاضلاً متخلِّقاً بصفات الرجال إلا ونشهد عليه أنوار صفات الكبير المتعال (1) .

هو " الظاهر " فلا يخفى على كل متأمِّل. وهو" الظاهر" لعيون الأرواح ، المتجلِّي بأنوار الفتاح (2) .

واعلم أن ظهور الحق هو السبب في بطونه، لأن شدَّة الظهور ترد البصر خاسئاً وهو حسير مقهور.

وانظر إلى هذا المثال: إذا رأيت ورقة فيها خطابٌ مكتوب بخط جميل، ومعناه لطيف كأنه السلسبيل؛ فتحكم بأن هذا الخطاب كتبه شخصٌ حيٌّ عاقلٌ، بصيرٌ، حكيم، فيتجلَّى لك كاتب الخطاب من كتابه، وإن كنت لا تراه لاحتجابه.

فالكون مملوء بالجمال، محلّىً بالكمال، وكل شيء فيه ينادي : اشهد خلاَّقي ذا الجلال، فمن رآه بعين التدبير ظهر له البديع، فدام له التذكر والاعتبار. " اهـ




الدُّعــــاءُ


" إلهي .... أنت الظاهر لعيون الأرواح باسمك وصفاتك، المتجلي للعقول بأنوار آياتك وآلائك، أخفى ظهورك المظاهر، وستر نورك الأكوان عند العارف الذاكر، ظهرت يوم {ألست} للأرواح فهامت، وتجليت لها في هذا الكون فصلت وصامت. احفظنا من حجاب الآثار، واكشف لنا أنوار الستار، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



===========================

(1) قيل: ظاهر للقلوب بالبرهان، باطن للعيون عن العيان. وقيل: ظاهر لقوم فلذلك وحَّدوه، باطن لقوم فلذلك مجَّدوه.

(2) : يقول سيدي ابن عجيبة الحسني في شرحه للأسماء: والتحقيق أن يقال: كان الحق سبحانه في أزله متسمياً بأسمائه الحسنى كلها، ثم طلبت الأسماء ظهور آثارها، فاقتضى اسمه "الظاهر" ظهور الأشياء، فظهرت بقدرته، واقتضى اسمه "الباطن" بطونها بعد ظهورها فبطنت بحكمته، فهو "ظاهر" بقدرته، "باطن" بحكمته، "ظاهر" في بطونه، "باطن" في ظهوره، قال تعالى: { هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ } فالحصر المفهوم من الضمير، مسلطٌ على الأربعة أي: هو الأول، هو الآخر، هو الظاهر، هو الباطن، فاسمه "الظاهر" يقتضي بطون الأشياء واضمحلالها، إذ لا ظاهر سواه، كما فهم من الحصر. واسمه "الباطن " يقتضي ظهور الأشياء ليكون باطناً لها. والحاصل: أن الحق سبحانه ظهر بقدرته ونوره، وبطن بحكمته وقهره. "اهـ



( يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف الباطن : ...... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس