عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2009
  #5
الفارس الجيلاني
عضو شرف
 الصورة الرمزية الفارس الجيلاني
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
الفارس الجيلاني is on a distinguished road
افتراضي رد: القضاء والقدر والمشيئة

ومن الأدلة أيضاً قوله تعالى :" ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً " سورة المائدة ءاية 41 وهذا نص في أنه أراد فتنة الكافر وإضلاله ويدل عليه أيضاً قوله تعالى :" ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعا" سورة يونس ءاية 99 ، وقوله تعالى :" اولئك الذين لم يرد الله ان يطهر قلوبهم " سورة المائدة ءاية 41 .
ويدل عليه أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم : " السعيد من سعد في بطن امه والشقي من شقي في بطن امه " اخرجه ابن ماجة في سننه عن عبد الله بن مسعود في حديث طويل بلفظ :" إنما الشقي من شقي في بطن امه والسعيد من وعظ بغيره " .

وقد ذكر العلماء ان الأمور على أربعة اقسام :
الأول : شيء شاءه الله وأمر به : وهو إيمان المؤمنين وطاعة الطائعين .
الثاني : شيء شاءه الله ولم يأمر به : وهو عصيان العصاة وكفر الكافرين
الثالث: أمر لم يشأه الله وأمر به : وهو الإيمان بالنسبة للكافرين ، امروا بالإيمان ولم يشأه لهم الله والله على بعلمه الأزلي أنهم لا يؤمنون ، وما علم انه لا يكون لم يرد ان يكون .
الرابع : امر لم يشأه الله ولم يأمر به : وهو الكفر بالنسبة للأنبياء والملائكة فإنهم معصومون من الكفر .

ومن كان مؤمنا بالقرءان الكريم فليقف عند قوله تعالى :" لا يسأل عما يفعل وهم يسألون " سورة الأنبياء ءاية 23 .
وقولنا أن الله تعالى قضى وقدّر المعاصي معناه أنه خلقها وشاء حصولها ، ولا يجوز ان يكون المعنى انه أمر بالمعاصي او انه يحبها بدليل قوله تعالى :" إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون "

ومن الأدلة على صحة هذا المعتقد قوله تعالى :" وما اصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله " سورة ءال عمران ءاية166 ، هذه الآية وردت فيما أصاب المسلمين يوم أحد من قبل الكفار من الضرر ، فقوله تعالى باذن الله أي بإرادته ومشيئته قلا يمكن للذين خالفوا أهل الحق ان يقولوا بأن معنى الآية أن الاذن هنا بمعنى أمر .
ولا يجرءون على القول أن أذى المشركين للمسلمين في تلك المعركة بإذن الله أي بأمر من الله ، ففي الآية دليل واضح أن المعاصي التي يفعلها العباد بمشيئة الله وإذنه أي ارادته .
وكذلك قوله تعالى :" وما هم بضارين من احد إلا بإذن الله " سورة البقرة ءاية 102 ، حيث اثبت الله تبارك وتعالى في هذه الآية أن سحر السحرة يضر بإذن الله ، فالاذن هنا لا يحتمل تفسيره بالأمر لأن الله لا يأمر بالمعاصي .
فيظهر صحة مذهب أهل الحق أن المعاصي واقعة بمشيئة الله وإرادته لا بأمره .
فينبغي التفريق بين الإرادة والأمر وهذا أمر قد يختلط على كثير من الناس .
وقال الإمام ابو بكر العربي ، وهو من الأئمة الأعلام :" من أعظم أصول الإيمان القدر فمن أنكره فقد كفر "

يتبع
__________________
قف بالخضوع وناد يا الله إن الكريم يجيب من ناداه
صمد بلا كيف ولا كيفية أبدا فما له نظراء ولا أشباه
واقصده منقطعاإليه فكل من يرجوه منقطعا إليه كفاه
الفارس الجيلاني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس