عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2008
  #81
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

البَاريءُ جَلَّ جَلاَلُهُ


"هو الذي قدَّر الأشياء في علمه الأزلي، ويبرزها في عالم الظهور باقتداره الأبدي .


وهو الذي أدهش العقول، وحيَّر الألباب حيث أبرز لنا عناصر مختلفة متباينة، متضادة،ماءٌ سيال، هواءٌ لطيف، نارٌ حارَّة، أرضٌ يابسة، نبات عجيب، أزهار غريبة، حيوانات مختلفة، كواكب مضيئة، سماوات شفافة، وكل ذلك كان في العدم، ثابت في علمه في القدم، فأبرزه بقدرته وكوَّنه بحكمته.


فإذا أردت أن تفوز بسرِّ هذا الاسم الشريف فسلِ الأشياء وقل لها: من أنتِ؟ وأين كنتِ؟. تقول لك بلسان حالها: أنا العدم، وليس لي وجود، ولكن بنور الباري تمَّ لي السعود....؛ فوجودي حجابٌ عند أهل الغفلة، وراحٌ وريحان عند أهل اليقظة، من رأى أثراً بارزاً هام في جمال المؤثِّر، فتبين الحق للعاقل المفكر.


فأكثِرْ من ذكر هذا الاسم الشريف مع ملاحظة أصل الكون ونهايته، وارفع حجب الأنانية ، وانغمس في أنواره الأزلية، يتجلَّى لك نور"البارىء" البديع، وتدخل حصن الله المنيع .


قال الإمام أبو العزائم رضي الله عنه:




الروح تشهد نور معطٍ باري=قد لاح لي في حيطة الآثار
يا شوق دُم؛ فجمال ربي ظاهر=قد بدَّل الآثار بالأنوار

1
2الروح تشهد نـور معـطٍ iiبـاري قـد لاح لـي فـي حيطـة iiالآثــار
يا شوق دُم؛ فجمال ربي ظاهر قـــد بـــدَّل الآثـــار iiبــالأنــوار



فمتى فكَّرت في معنى اسمه:"الخالق" الذي قدَّر الأشياء، وفي معنى اسمه: "البارىء" الذي أبراها من العدم، لاح لك نور يشرح الصدر، فتعيش طول حياتك في سرور.... .



الدُّعــــــاءُ


"إلهي... يا بارىء الأكوان وهي عدم، ومظهرها بالرحمة والجود والكرم... الأكوان ظلٌّ ممدود، وشمس الحقيقة دليلٌ عليها في الشاهد والمشهود، ونورك أبرز الآثار، وظهورك مشهود للأسرار، فأنت المشهود قبل كل شيء، وأنت المعروف فوق كل شيء.... ومن جعل الأشياء دليلاً عليك فهو محجوب فاته المطلوب، فما عرفناك إلا بك يا ظاهر، ولا وصلنا إلى الحقيقة إلا بنورك يا قادر، فاكشف لنا عن نور اسمك "البارىء" لنشهد نوره في أنفسنا وفي كل موجود، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".




اقتباس:====================== الحاشية =====================


(1) : وفي تاج العروس : الباريء في أسماء الله تعالى: هو الذي خلق الخلق لا عن مثال. والبرء أخص من الخلق، لأن البرء في الأصل لخلوص الشيء من غيره، إما على سبيل التقصي كبريء المريض من مرضه، والمديون من دَينه، أو الإنشاء، كبرأ الله آدم من طين، والبرء أخص من الخلق، فللأول اختصاص بخلق الحيوان، وقلّما يستعمل في غيره، كبرأ الله النسمة، وخلق السموات والأرض.

(2) : فحظُّ العبد أن يذكر من "البارىء" ما برأه عليه وكرَّمه ، وأن يتبرَّأ من حوله وطوله، وأن يشكر للمنعم مننه، وإكرامه، وأن يتبرَّأ متطهِّراً من ذنوبه، وأن يكون عاملاً بذلك على هداية الخلق، ليبرأ من إثم كتمان ما علمه الله وهداه إليه، وما أمره به من عمل الخير، ونصح الخلق، وإقامة الحق، ودفع الفساد، وهذا ما يعرفنا بتبعة قوله سبحانه وتعالى : { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } عن أداء حق هذه الرسالة اتِّباعاً وتبليغاً. " اهـ





(يتبع إن شاء الله تعالى مع الإسم الشريف: المُصَوِّرُ جَلَّ جَلالُهُ..... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس