عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2008
  #87
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الفَتَّاحُ جَلَّ جَلالهُ



"هو الذي يفتح مغلق الأمور، ويكشف الحقائق، ويسهل عسير الشؤون، بيده مقاليد السموات والأرض.


قال سبحانه وتعالى: { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْر } (1) .


هو "الفتَّاح" وعنده المفتاح. قال تعالى: { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (2) .


يفتح أبواب الأرزاق؛ فينـزل الأمطار؛ فيحيي بها الأقطار، يفتح البلاد بالأنبياء، فيشرق نور الحق، ويطهرها من كل داء، يفتح مغلق القلوب فيملؤها بأنوار الرب، فتصبح في الأنس والنور.
يفتح أعين الروح فتشاهد أنوار مولاها، ويفتح أعين الفكر، فتحل له مشكلات العلوم وغوامض المعارف، وما من فرد إلا وقد تحلَّى بنور هذا الاسم بقدر استعداده. وقد افتتح الوجود بسيد الخلائق صلى الله عليه وآله وسلم، فهو مفتاح كل سر، وأساس كل نور. قال تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ } (3) .


ومتى توجَّه العبد بكلِّيته إلى مولاه، فتح له أبواب السماء، واستجاب له الدعاء، وكاشفه بالأسرار، وصيَّره من الأخيار (4) .


ومن أراد أن يكون له حظ وافر من نور اسمه "الفتاح" فعليه بالاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والبحث عن العارفين أهل الفتوح، وتأكد أن قلبك كنـز فيه أسرار الحق، ونسأل الله أن يمنحك المفتاح الذي يفتح قلبك حتى تشهد الغيب المصون (5) .


والعبد الذي يتخلَّق بهذا الاسم هو الذي يفتح الإخوان بلطائفه، ويواليهم بنظراته ومعارفه ، ويبين للعاشقين جمال الحبيب، حتى تنفتح القلوب، وتهيم وتطيب، ويبين لإخوانه دقائق العلوم، ويكاشفهم بغوامض الفهوم، فالفتَّاح هو الله (6) . قال تعالى: { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا } (7) . وهو "الفتَّاح" في الباطن والظاهر، جلَّ جلاله ( 8 )." اهـ




الدُّعـــــاءُ


"إلهي ... أنت (الفتاح) الذي تفتتح العباد بكرمك، وتمدهم بوافر نعمك، تفتح القلوب فتطلعها على أسرار الغيوب، تفتح أبواب السماء بقبول الدعاء، وتفتح الممالك والأقطار لعبادك الأطهار. افتح لنا أبواب رحمتك، وعلِّمنا مالم نكن نعلم من سر الجسم والروح، فأنت صاحب المدد والفتوح، وأنت على كل شيء قدير، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم"."." اهـ




اقتباس:=================== الحاشية ==============

(1) - سورة الأنعام - الآية 59.

(2) : سورة فاطر - الآية 2.

(3) : سورة الأعراف - الآية 89.

(4) :فالله سبحانه (فتَّاح) لأنه يفتح على عباده ما انغلق عليهم من أبواب الرزق وغيره، مما قصرت حيلهم عن فتحه، فمن علم أنه (الفتاح) للأبواب والأسباب ، لم يعلق فكره بغيره، ولم يشتغل قلبه بسواه، فيعيش معه بحسن الانتظار، كلما ازداد بلاء ازداد بربه ثقة ورجاء .

حكي عن بعض الفقراء أنه كان يأتي كل يوم ويقف بحذاء الكعبة بعد ما يطوف كثيراً، ثم يخرج من جيبه رقعة ينظر فيها، فلما كان في بعض الأيام فعل ذلك، ثم تباعد ومات، فجاء بعض من كان يرمقه، فأخرج الورقة وقرأ ما فيها، فإذا فيها: { واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا }، وكان الرجل قد أصابته فاقة فصبر، ولم يظهر حاله لمخلوق حتى مات.

(5) : ومن التعلق به: دوام الالتجاء، وحسن الانتظار لوجود لطف (الفتاح) سبحانه، ودوام الترقب لحصول فضله، واستدامة التطلع لنبيل كرمه، مع ترك الاستعجال، والسكون تحت جريان الحكم علماً منه أنه لا يقدم ما حكم - سبحانه - بتأخيره، ولا يؤخر ما حكم بتقديمه ، ثم بالافتقار إليه في فتح ما انغلق عليه من جهة الحس أو المعنى، ففي كل ساعة يطلب فتحاً زائداً على ما يعرف، إذ لا نهاية لعلمه، فالعارف الكامل في كل ساعة ولحظة يترقى إلى علم جديد، وفتح مديد

(6) : والتخلق به: أن يكون فتّاحاً على العباد بما يفتح عليه، من علم، أو عمل، أو مال، أو حقيقة، أو همة، أو حال.

والتحقق به: يكون بالفتح الكبير، وهو الخروج من ضيق الأشباح، إلى فضاء عالم الأرواح، أو الخروج من شهود عالم الملك إلى عالم الملكوت، فتفتح على العباد بمجرّد النظرة، والهِمَّة.

ورد في بعض الآثار: إن لله رجالاً من نظر إليهم سعِدَ سعادةً لا يشقى بعدها أبداً، وهم العارفون بالله، الذين تحيا بهم البلاد، والعباد .
قال الشاعر :- (تحيا بكم كل أرض تنـزلون بها *** كأنكم في بقاع الأرض أمطار) ؛ (وتشتهي العين فيكم منظراً حسناً *** كأنكم في عيون الناس أقمارُ)


(7) : أول سورة الفتح.

( 8 ) : وقال الرازي ما جملته: إن "الفتَّاح" هو الحاكم من الخلق، يفتح الأمر المستغلق بما ميز به الحق والباطل، ودفع الباطل، وأنه هو الذي يفتح أبواب الخير في أمور الدين والدنيا بالعلم وإغناء الفقير، ونصرة المظلوم، وإزالة كربة المكروب. وهو الذي فتح قلوب المؤمنين بمعرفته، وفتح على العاصين أبواب مغفرته، وهو الذي يعين على الشدائد، وينيل الزوائد، ولا يغلق باب النعمة بالعصيان معجلاً، ولا يترك إيصال الرحمة إليهم بالنسيان معرضا، وإنما حكمه حتم، وقضاؤه جزم، ولك أجل كتاب عنده قضت به حكمته سبحانه وتعالى. " اهـ





(يتبع إن شاء الله تعالى مع: اسمه الشريف العَلِيمُ جَلَّ جَلالُهُ.... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس