عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2008
  #9
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: حجة الإسلام الغزالي

المطلب الثاني: موقفه من الفلاسفة والباطنية:
أولاً: موقفه من الفلسفة والفلاسفة:
لم يتهور الغزالي في الهجوم على الفلسفة، ولم يكن في نقده لها مقلداً لغيره ولا ضيق الفكر، إنه درس الفلسفة أولاً وكان يؤمن بأنه: ( لا يقف على فساد نوع من العلوم من لا يقف على منتهى ذلك العلم حتى يساوي أعلمهم في أصل ذلك العلم، ثم يزيد عليه ويجاوز درجته )
وبعد اطلاعه على علوم الفلاسفة وتعمقه بها ألف كتابه مقاصد الفلاسفة ذكر فيه المصطلحات والمباحث الفلسفية من غير تعليق أو نقد، وعرض الفلسفة كأحسن ما يعرفها رجال الفلسفة.

وبعد أن انتهى من هذا العمل شرع في عمله الثاني الذي استحق به أن يلقب حجة الإسلام وهو نقد الفلسفة والهجوم عليها فألف كتابه (تهافت الفلاسفة)
وبعد رحلته مع الفلسفة توصل إلى أن الفلسفة تحمل العقل أكثر مما يحتمل وتزج به إلى ما وراء حدود قدراته ولا سيما بصدد الوصول إلى كنه الحقائق الإلهية، ويثبت الغزالي ولاسيما بصدد الوصول أن الإسراف في جر العقل إلى متاهات ما وراء الطبيعة يوقع صاحبه لا محالة فيه قدر كبير من اللاعقلانية، إذ يتخلى العقل عنه، ويتركه وحيداً في بيداء الأخيلة التي يقيمها الوهم، ظناً منه بأنه إنما يبنيها ويقيمها على العقل ([2]).
ثانياً: موقف الغزالي من الفرق المنحرفة:
وقف الغزالي رحمه الله سداً منيعاً في وجه الباطنية وفرقها الضالة ورد على أباطيلها، ولم يتسرع بالرد عليهم بل درسهم دراسة وافية.
يقول في المنقذ من الضلال: (وكان قد نبغت نابغة التعليمية ، وشاع بني الخلق تحدثهم بمعرفة معنى الأمور من جهة الإمام المعصوم القائم بالحق ، فعنّ لي أن أبحث في مقالاتـهم ، لأطّلع على ما في كنانتهم. ثم اتفق أن ورد عليّ أمر جازم من حضرة الخلافة ، بتصنيف كتاب يكشف عن حقيقة مذهبهم. فلم يسعني مدافعته وصار ذلك مستحثاً من خارج ، ضميمة للباعث من الباطن ، فابتدأت بطلب كتبهم وجمع مقالاتـهم. وكذلك قد بلغني بعض كلماتـهم المستحدثة التي ولدتـها خواطر أهل


العصر ، لا على المنهاج المعهود من سلفهم. فجمعت تلك الكلمات ، ورتبتها ترتيباً محكماً مقارناً للتحقيق ، واستوفيت الجواب عنها)
ويقول: ( والمقصود أني قررت شبهتهم إلى أقصى الإمكان ثم أظهرت فسادها بغاية البرهان )
واقتنع بأنه: ( لا حاصل عند هؤلاء ولا طائل لكلامهم، ولولا سوء نصرة الصديق الجاهل، لما انتهت تلك البدعة مع ضعفها إلى هذه الدرجة )
ويقول في النهاية: (فهذه حقيقة حالهم فأخبرهم تَقْلُهم لما خبرناهم نفضنا اليد عنهم أيضاً )
وقد ألف الغزالي للرد على الباطنية كتاباً أسماه ( المستظهري ) وكان ذلك باقتراح الخليفة المستظهر بالله حين كان الغزالي يدرس في النظامية .
كما ألف كذلك: - قواصم الباطنية.
- فضائح الباطنية.





المطلب الثالث: شيوخه وتلامذته:
أولاً: شيوخه:
1- إمام الحرمين الجويني: هو أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني ت ( 478هـ ) نسبة إلى جوين بنواحي نيسابور، أحد كبار فقهاء الشافعية، ومجدد المذهب الأشعري مضموناً ومنهجاً، درس على أبيه أبي محمد الجويني وأتى على جميع مصنفاته ، وعندما توفي أبوه جلس مكانه في التدريس وكان عمره عشرين سنة ، ثم رحل إلى بغداد ثم مكة ودرَّس فيها، ثم عاد إلى نيسابور فبنى له نظام الملك المدرسة النظامية فيها من تصانيفه:
- الإرشاد إلى قواطع الأدلة في الاعتقاد.
- نهاية المطلب في دراسة المذهب.
- الأساليب في الاختلاف.
- البرهان والتحفة في أصول الفقه.
- الشامل والإرشاد في أصول الدين.
- الورقات في أصول الفقه.
- غياث الأمم في التياث الظلم.
- مغيث الخلق

2- أحمد بن محمد الطوسي الراذكاني: وهو أول مشايخ الغزالي في الفقه، تفقه عليه في طوس قبل رحلته إلى إمام الحرمين
3- أبو علي: الفضل بن محمد بن علي الفارمذي: من أهل طوس، وفارمذ إحدى قراها، شيخ خراسان في عصره، دخل نيسابور وصحب أبا القاسم القشيري، وأبا منصور التميمي وكان عالماً شافعياً عارفاً بمذاهب السلف ذا خبرة بمناهج الخلف، وهو شيخ الغزالي في التصوف .
سافر إلى عدة بلاد للوعظ والتذكير، توفي بطوس سنة 477هـ
4- أبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله المروزي الحفصي:
راوي صحيح البخاري عن الكشميهني، وقد كان رجلاً مباركاً حدَّث صحيح البخاري في الناظمية وسمع منه عالمٌ لا يحصون وقد أكرمه نظام الملك و أجزل له الصلة، توفي سنة 465هـ
5- الشيخ أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي: ولد قبل سنة 410هـ شيخ المذهب الشافعي بالشام، تفقه على سليم الرازي وأقام ببيت المقدس مدة، ثم قدم دمشق فسكنها، وعظم شأنه في العبادة والزهد والصدق والورع والعلم والعمل، ولما قدم الغزالي دمشق اجتمع به واستفاد منه، وكان يكثر الجلوس في زاويته، وتفقه به جماعة من دمشق وغيرها توفي في دمشق سنة 490هـ .
من تصانيفه: التهذيب، كتاب التقريب، كتاب الكافي، كتاب الانتخاب، كتاب الحجة على تارك المحجة، مناقب الإمام الشافعي

.....................................








__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس