الموضوع: صيقل الإسلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2011
  #22
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: صيقل الإسلام

صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 223
أعلم! أن العكسين والتناقض والقياس - كما تنظر الى القضية الأولى - تنظر الى القضيتين الاخيرتين وتتنوع بسببهما.. فإن أحببت أن ترى تفاصيل السور وتفاسير الجهة، فانظر في "تعليقاتي" على "الكلنبوي": اذ أنها اجدى من تفاريق العصا 1...
[5] اي لا المجموعي بل الإفرادي لا البدلي بل الاطلاقي.
[6] أي يدل على البعض ولو في ضمن الكل، لأن اهل الاستدلال لاينظرون إلى المفهوم المخالف، بسرّ (لاتَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) ( الاسراءء: 26) 2
[7] اي فينقسم، فيكون، فيرى اذ وجود المقسم بوجود الاقسام 3..
[8] أي ينقسم باعتبار الكيف، فتتربع الاقسام فأينما صادفته فهو أحد الاربعة...
[9] أي لايتشعب بالجريان ولاينقسم بتنوع العروض.

_____________________
1 (كما تنظر إلى القضية الاولى الخ) يعنى »ان الموضوع والمحمول« في القضية الاصلية - كما انهما منظوران في العكسين والتناقض - كذلك القيودات الدالة على الكمية والكيفية والجهة في القضية الاصلية معتبرة وملحوظة فيها. وبسببها تتنوع المحصورات والموجهات..
2 (لأن اهل الاستدلال) دفع لما يقال: إذا قلت (بعض الإنسان حيوان) ينفهم من المفهوم المخالف ان البعض الآخر ليس بحيوان. وجه الدفع: إنهم لاينظرون اليه..
3 (اى فينقسم الخ) إشارة إلى مايرد على الناظم: من ان رؤية الاقسام بوجودها وهو بعد انقسام القسم. ولايكفي انفهام الأقسام بالرؤية والجريان بين الناس. بل لابد من التقسيم صراحة..



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 224
اما بكل[1] او ببعض[2] او بلا شيء[3] وليس بعض[4] او شبه جلا[5]
وكلها[6] موجبة[7] وسالبة[8] فهي[9] اذن إلى الثمان[10] آيبه[11]

[1] أي وكذا مايرادف؛ "اكتع. طراً. قاطبة. كافة. واللام. والإِضافة. والموصول الإِستغراقية" 1..
[2] أي وكذا مايرادف؛ "قطعة. طائفة. واحدة. قليل. شيئ. كثير. والتنوين. والتقليل. والعهد الذهني" في اللام واخويه 2..
[3] اي وكذا مايماثل "لاواحد. ولاقطعة". وقس على "لا" "ما. ليس. ان" - وعلى "شيء" كل ماهو سور الموجبة الجزئية بشرط التنكير وعدم الاضافة 3..
[4] أي وكذا كل ما دخله النفى مطلقاً من السور الموجبة الجزئية، لكن بشرط الاضافة والتعريف. وكذا دخول النفى على كل الموجبة الكلية. لكن بشرط تقدم النفي 4..
[5] مثل "في الاغلب. وعلى الاكثر. وبالجملة. وفي الجملة. ونادراً. وقليلا." وقس...
[6] اي وغير المسورتين كالمسورتين 5.
[7] والايجاب وجود، انما يتحقق بوجود جميع الاجزاء. والسلب عدم، يصدق بعدم اي جزء كان. والغالب بعدم الأخص..

_____________________
1 (اكتع) بدل (ما) لا مفعول ليرادف (الاستغراقية) صفة للثلاثة الاخيرة اي اذا اريد منها الاستغراق والعموم..
2 (واخويه) أي الاضافة والموصول.
3 (وعلى شئ) متعلق بلفظ (قس) (بشرط التنكير وعدم الاضافة) اي ليكون أعم فلا تختل الكلية.
4 (النفي مطلقا) اى أيّ نفي كان (بشرط الاضافة) اي اذا كانت للاستغراق والعموم لأن نفي الاستغراق جزئي...
5 (وغير المسورتين كالمسورتين) اي الشخصية والمهملة في الإنقسام إلى الايجاب والسلب...




صيقل الإسلام/قزل إيجاز- ص: 225
[8] وسلب الطرف عدول يقتضي قابلية المحل. ووجود الموضوع؛ لانه عنوان امر محصل. وسلب النسبة. ثم جعله محمولاً سالبة المحمول ومخمسة الاجزاء ومكررة، ملاحظة النسبة، ومعدولة ذهنية في الخارجية 1..
[9] أي فالأربعة قبل الثمانية. اذاً "كالنائم مستيقظ" 2.
[10] اي السوالب محصلة، لانها تصديقات الاعدام لاتكذيبات الوجودات. فان تصديق العدم المحصل، غير تكذيب الوجود الغير المحصل وان استلزمه.
[11] ايها الناظم! اظنك تظننا صبيانا طالبين لمبادئ الحسابات.

والأول[1] الموضوع[2] في الحملية والأخر[3] المحمول بالسوية[4]

[1] اي حقه الاول لان المراد منه الذات..
[2] وموضوعية الموضوع غير محموليته وغير موضوعية المحمول؛ لاختلاف الجهة. كما في حمل الواجب الاعم على الخاصة المفارقة في "كل ضاحك إنسان". وجزء القضية موضوعية الموضوع؛ لأن الجهة تنظر اليها.
[3] أي ماشأنه "الآخر" كما في أصل الحمل ؛ لأن المراد منه المفهوم وان كان ذاتا مثل "زيد حجر".
[4] "السوية" سيئة الضرورة..

_____________________
1 (وسلب الطرف) أي إذا كان محمول القضية مسلوبا فهي معدولة. وشرطها أن يكون الموضوع موجوداً وقابلا للمحمول المسلوب أي قبل السلب فلا يصح (العنقاء لا طائر) لعدم الموضوع ولا (زيد لاحجر) لعدم قابلية المحل (وسلب النسبة) إشارة إلى القضية السالبة المحمول. وهي أن يسلب النسبة بين الطرفين. ثم يجعل المحمول المسلوب النسبة محمولا فيصيّر اجزاءها خمسة. الطرفان. والثبوت بينهما. وسلب ذلك الثبوت. وثبوت ذلك المسلوب للموضوع (ومكررة ملاحظة الثبوت) باضافة المكررة. اي يلاحظ الثبوت مرتين قبل السلب وبعده.. ويفرق بين تينك القضيتين على الاكثر في الثنائية بـ (لا) في المعدولة وبـ (ليس) في السالبة. وفي الثلاثية بتقديم الرابطة على النفي في المعدولة وتأخيرها عنه في السالبة (ومعدولة ذهنية في الخارجية) مثلا: (الماء ليس بجامد) قضية خارجية لكن محمولها ذهني..
2 (فالاربعة قبل الثمانية) اشارة الى أن في كلام الناظم سقطة.. اذ الأقسام تكون اربعة ثم تنتهي الى الثمانية فهي مثل (النائم مستيقظ) اذ اليقظة قبل النوم...



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 226
وان[1] على التعليق[2] فيها قد حكم فانها[3] شرطية وتنقسم

[1] أعلم! ان الشرطية - التى مرت الاشارة اليها - تنقسم باعتبار "النسبة": اتصالا وانفصالا... "والجهة": لزوما واتفاقا. عنادا وتصادفا.. "والمطابقة": صدقا مع صدق الطرفين وكذبهما وكذب الاول أي المقدم اي لامع كذب التالي ايضا لكونها محل الحكم.. لو كانت كاذبة كانت القضية بتمامها كاذبة. وكذبا مع كذب الطرفين وصدقهما والاختلاف.. "والكيفية": إيجابا مع سلب الطرفين وإيجابهما والاختلاف. وسلبا مع ايجاب الطرفين وسلبهما والاختلاف. "والتركيب" إلى المركبة من حمليتين ومتصلتين او منفصلتين أو مختلفتين.. "والصورة" إلى: الاصلية والمنحرفة، والمشبهة بالحملية بتقديم الموضوع على أدوات الشرط.. "وإضافة النسبة" إلى متخالف الطرفين نظير الولادة في المتصلة فيها الترتيب الطبيعي - أي بأن يكون الاول منشأ وعلة للآخر كطلوع الشمس ووجود النهار - وإلى متشابه الطرفين نظير الاخوة في المنفصلة.. "والكمية" إلى: الكلية باعتبار الاوضاع الشاملة للاحوال والازمنة والامكنة. وسورها في المتصلة الموجبة "كلما. مهما. متى. حيثما. كيفما. ابداً. دائماً." وقس عليها مايناظرها ومايتضمنها. وفي المنفصلة الموجبة"البتة. بتة بتلة. مستمرا. دائماً. ابداً". وكذا الجهات الدائمة في الحملية سور الكلية في المنفصلة وقس عليها مايشابهها وما يتضمنها حرفا وفعلا واسما. وفي السالبة الكلية فيهما "ليس البتة. ما ابدا. لادائما." وقس على النفي مايشابهه وعلى مدخوله مايماثله. وإلى الموجبة الجزئية. وسورها فيهما "قد يكون". والى السالبة الجزئية. وسورها قد لايكون وقس على "قد" ما يتضمنه من التقليل والتكثير مايماثله وعلى "يكون" ما يشابهه من الافعال العامة والناقصة التامة وقس على الحرف الفعل والاسم. وإلى الشخصية بالتقييد بوقت معين كالآن واليوم وغدا وهكذا... وإلى المهملة: ففي المتصلة بـ "لو. وان. وإذا". وفي المنفصلة بـ " أما وأو! 1...

_____________________
1 (فيها الترتيب الطبيعي الخ) حاصله: ان المتصلة يراعى فيها الترتيب الطبيعي لأن أحد جزئيها على الاكثر منشأ وعلة للآخر كالأب والولد فيقدم الاب ويؤخر الولد (كطلوع الشمس ووجود النهار).. وفي المنفصلة الطرفان متشابهان في العناد والإنفصال: كما ان هذا معاند لذاك هو ايضا معاند لهذا.. حتى ليس العناد في أحدهما زائداً أو ناقصاً كأنهما اخوان انقسم العناد بينهما على السوية فليس فرق يرجح تقديم أحدهما على الآخر. بل الترتيب في اجزائها على ارادة القائل.
(وإلى متشابه الطرفين) أي في العناد والإنفصال كانهما اخوان لايزيد أحدهما على الآخر في العناد. وفي الإنفصال متشابهان لايجتمعان كالزوج والفرد. (والازمنة) عطف على الاوضاع لاعلى الاحوال. (وكذا الجهات الدائمة) كالضرورة والدوام (سور الكلية) خبر للجهات (مايماثله) فاعل ليتضمنه (من الافعال العامة) كحصل. ثبت. وقع. وجد. كان. لابس. استقر (والناقصة التامة) ككان بمعنى وجد. لكن توصيفها بالناقصة حكاية عن حالها الماضي..



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 227
[2] أي حكم بالتعليق فبنى الكلام على التعليق. وبسر التلازم وتضمن المنفصلة للمتصلة يشملها التعليق 1.
[3] "الفاء" للزوم و"ان" لليقين و"الهاء" للربط بين الجزئين والاتحاد بين الحد والمحدود..

_____________________
1 (أي حكم بالتعليق) أي الارتباط بين الجزئين أي فكان حق العبارة تعديته بالباء أي كما كان الحكم في الحملية بالثبوت لاعلى الثبوت كذلك الحكم هنا بالتعليق لاعلى التعليق. والا لزم ان يكون التعليق محكوما عليه وليس كذلك..
(فبنى الكلام على التعليق) أى التأخير والتردد الدال عليهما (ان)..
(وبسر التلازم الخ) دفع لما يرد: من أن التعريف غير جامع لخروج المنفصلة عنه إذ الحكم فيها بالإنفصال لا بالإرتباط. وجه الدفع: إن كل جزء من المنفصلة يستلزم نقيض الآخر. فبهذا الاعتبار يكون المنفصلة مستلزمة للمتصلة ومتضمنة لها. نعم: (العدد إما زوج او فرد) يستلزم (كلما كان زوجا فهو لا فرد). فبهذا الاعتبار يشملها التعليق فلا تبقي خارجة عن التعريف.



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 228
أيضاً إلى شرطية متصلة[1] ومثلها[2] شرطية منفصلة[3]

[1] اما "لزومية" ادعائية او حقيقية. كما بين كل المتضايفات وكل المتساويات. وبين الاصل مقدماً وبين العكسين. وبين التعريف والمعرف. وبين الدليل مقدماً والنتيجة. وبين الاخص مقدماً والاعم. وبين العلة والسبب والعلامة مقدماً وبين المعلول وغيره وقس..
"او اتفاقية" أي العلاقة بين الجزئين مستترة ليست بارزة لظاهر النظر. إذ الصدفة عقيدة فاسدة. والسلب سلب الإتصال لا إتصال، السلب. إذ حكمة التسمية لا يلزم ان تطرد 1...
[2] اى في التعليق، لأستلزامها لها او لتأولها بها او لانكشافها عنها 2..
[3] اما عنادية كما في العناديات اى المتناقضات والمتضادات والمتقابلات، وكل ماذكر من مظان الاتصال مع تبديل احد الطرفين بنقيضه وقس!.. واما اتفاقية بأن لم تظهر العلاقة وان كانت...

_____________________
1 (كما بين كل المتضايفات) كالأب والابن وجه التسمية: ان كلا يضاف في المعرفة الى الآخر اذ يقال: الأب من له ابن وبالعكس. (وبين الأصل مقدما) اذ لو كان العكس مقدما والاصل تاليا لايطرد اللزوم. وكذا ان كان النتيجة او الاعم او المعلول مقدما والدليل او الاخص او العلة تاليا لم يطرد اللزوم والإستلزام بين الطرفين مثلا: لايقال كلما تحقق الحيوان تحقق الانسان (اى العلاقة بين الجزئىن مستترة) شذ الاستاذ هنا عما عليه اهل المنطق من عدم العلاقة بين جزئي الاتفاقية مشيراً الى ان لا اتفاقية الا وفيها علاقة مستترة لاتظهر لظاهر النظر. مستدلا بان التصادف كما لم يكن ولم يمكن في ماديات الكائنات لزم ان لايوجد في المسائل العلمية ايضا..
غاية ما في الباب ان بعض العلائق مستورة عن بعض الابصار والبصائر (والسلب سلب الاتصال) إشارة الى مايرد: من انه اذا كان السلب في السالبة مضاف الى الاتصال لايجوز عدها من المتصلات وان كان مضافاً اليه للاتصال لايكون سالبة بل هي اذا موجبة معدولة.. وجه الدفع: ان وجه التسمية لايلزم وجوده في كل الاقسام..
2 (اى في التعليق لإستلزامها لها) وجّه وجه المثلية: بان في المنفصلة ايضا تعليقا بين الجزئين لاستلزام المنفصلة للمتصلة كما مر.. او لتأولها بها يجعل كل جزء منها مقدما لنقيض الآخر..



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 229
جزآهما[1] مقدم[2] والتالي[3] اما بيان[4] ذات[5] الاتصال
ما[6] اوجبت تلازم[7] الجزئين وذات الانـفـصــال دون مـيـن

[1] اندمجت اربع قضايا في واحدة، اذ التثنيتان في حكم التكرير 1.
[2] اى طبعاً في المتصلة، لتخالف طرفي اللزوم. ووضعاً في اختها، لتشابه طرفي المعاندة 2..
[3] كالمقدم 3..
أعلم! ان الشرطية تتعدد في السالبة بتعدد المقدم. وفي الموجبة بتعدد التالي صريحاً او ضمناً. وفي الحملية بتعدد كلا الطرفين صريحاً او ضمناً. قيل: او معنى..
[4] اى التعريف باعتبار الجزء الصورى الذي هو مأخذ الفصل 4...
[5] اشار الى ان لفظ المتصلة من "ذى كذا" اذ المتصلة من المصطلحات. والمصطلح ليس من المشتقات ولو في صورة المشتق بل جامد ينسب اليه 5.

_____________________
1 (أربع قضايا) هي المتصلة الموجبة والسالبة والمنفصلة كذلك (في واحدة) أى قضية واحدة. بل في كلمة واحدة اعني (جزآهما) اذ فيها تثنيتان اذا ضرب احدهما في الآخر يحصل اربعا.
2 (اى طبعا) اى تقدم المقدم على التالي امر طبيعي يقتضيه الطبيعة (في المتصلة) لان طرفي اللزوم فيها متخالفان: احدهما لازم. والآخر ملزوم. واللازم بعد الملزوم (ووضعا) اى على كيف الواضع في المنفصلة اذ الطرفان فيها متساويان في العناد لا فرق بينهم يكون سبباً للترجيح في التقديم والتأخير..
3 (كالمقدم) اى تأخر التالي طبيعى كالمقدم لما ذكر.. اعلم! ان السالبة الشرطية اذا تعدد المقدم يتحصل بتعدده وعلى مقدار عدده قضايا نظراً الى جواز سلب التالي الواحد عن مقدمات كثيرة. وفي الموجبة يحصل التعدد بحسب تعدد التالي لجواز لوازم كثيرة لشئ واحد ولا اطراد في العكس.
4 (اي التعريف باعتبار الخ) يعني: ان للتعريف مادة هي الجزآن. وصورة هي تلازم الجزئين. الاولى كالجنس. والاخرى كالفصل.
5 (المتصلة من ذى كذا) أي من باب ذي كذا. يعني: ان تلك الكلمة ليست بمشتقة على مايتبادر إلى النظر لانها من مصطلحات المنطقيين. والمصطلحات بمنزلة الجامدات عقيمة لاتتولد من شئ ولامنها شئ بل ينسب اليها او يؤول بما يدل على النسبة. كامثال (ذي) او (ذات). فالمتصلة بمعنى ذات اتصال..



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 230
[6] اى فهو ما اوجبت بأعتبار الدلالة ظاهراً،ً اذ الاتفاقية لزومية بعد الاتفاق 1.
[7] اى تشارك في اللزوم مصدر للمعلوم والمجهول.
أعلم! ان اللزوم عقلي. او حسى. او عادي. او عرفي. او اصطلاحي. او شرعي "جزئيا او كليا".
فان قيل - ان كان اللزوم "لا" فلا لزوم. وان كان تسلسل ولزم الموجب بالذات..
قلت: اللزوم وكذا كل مانوعه فرده. وذاته صفته كالوجود ونحوه - نوعه منحصر في شخص موجود، بسر عدم العبثية ولا اعتبار بتسلسل الاعتباريات، اذ لايلزمك ان تلاحظ اللزوم اسمياً. وفرق بين "وجوده لا" وبين "لاوجود له" كالفرق بين الحرف والاسم. والوجوب واللزوم بالاختيار لاينافي الاختيار 2..

_____________________
1 (اي فهو ما اوجبت) اشارة الى تقدير جواب (اما) والى دفع مايرد من ان الاتفاقية مع انها شرطية لالزوم فيها فتبقى خارجة.. وجه الدفع: ان الاتفاقية بعد الاتفاق لزومية كما سيجئ...
2 (مصدر للمعلوم) اي اللازم (والمجهول) أي الملزوم يعني: ان التلازم يقع بين شيئين كل منهما لازم وملزوم للآخر. فالمعلوم إشارة إلى اللازم والمجهول إلى الملزوم.. (فان قيل الخ) حاصل ماقيل:ان اللزوم إن كان معدوما فلا لزوم، فكيف يبحث عن اللزوم. وإن كان موجوداً يجب أن يكون له مأخذ. وله أيضاً من مأخذ وهكذا.. يتسلسل إلى ان ينتهي إلى لزوم موجب بالذات أى غير محتاج إلى لزوم آخر. هذا محال.. (قلت الخ) حاصل المقول: ان اللزوم - كالوجود والنور وغيرهما مما لافرق بين الفرد والنوع - من الكليات المنحصرة في شخص موجود إذ لامحل للعبثية إذ لو لم يكن لتلك الكليات فرد موجود لكانت من العبثيات، فاللزوم كلي منحصر وجوده في فرد فلا اشكال.. ولو سلم التسلسل: اي لزومه على تقدير عدم وجوده فلا اعتبار لتسلسل الامور الاعتبارية. ولايلزم علينا ان ننظر إلى اللزوم اسميا أي غير اعتباري فلا اشكال. (وفرق بين وجوده لا الخ) هذا طريق آخر لدفع ذلك الإيراد. حاصله: ان الوجود قسمان: احدهما ضعيف تابع للغير كوجود معنى الحرف. والآخر قوي مستقل لاحاجة له للغير كمعنى الاسم. فقوله (وجوده لا) اي له وجود ضعيف تابع للغير لولا الغير لم يوجد. و(لا وجود له) نفي للجنس أي لاوجود له لا ضعيفا ولا قويا. فاللزوم ناظر إلى الاول لا إلى الثاني اي له وجود تابع للطرفين لولاهما لم يوجد.
(والوجوب واللزوم بالاختيار لا ينافي الاختيار) بل يستلزمه او لولا الاختيار لم يوجد الوجوب لان الموجب مختار في افعاله فالوجوب من افعاله الصادرة عنه باختياره..



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 231
ما اوجبت تنافرا[1] بينهما[2]
اقسامه[3] ثلاثة فليعلما
مانع جمع[4] او خلوّ[5] او هما[6]
وهو الحقيقي[7] الأخص[8] فاعلما[9]

[1] أي سواء كان تضاداً او تعانداً او تبايناً او تنافياً او عدم ملكة او تناقضا.. والمنفصلة والمتصلة سالبة كل كموجبة الاخرى في أكثر الاحكام، إذ العناد بين الشيئين كما يستلزم سلب اللزوم بينهما يستلزم اللزوم بين احدهما ونقيض الآخر. ولأن الممكن لابد لذاته واحواله من علة تامة، وبعد الوجود يجب، كانت الاتفاقية عنادية 1.
[2] أي "فقط" اذ كثيرة الاجزاء منفصلات كثيرة امتزجت 2..
[3] هذا التقسيم ككل تقسيم كثير الأجزاء، بين كل جزئين منع الجمع. وباعتبار المجموع منع الخلوّ حقيقة او ادعاء او استقراء..
[4] اي فقط او مطلقاً. وهو مستلزم لمتصلتين من عين احد الجزئين مقدماً، مع نقيض الآخر تالياً. وسالبة كل من المتلازمتين مستلزمة لموجبة الاخرى من منع الجمع وما يستلزمه من المتصلتين 3..
[5] كالجمع في التقييد والاطلاق واستلزام المتصلتين، إلا أن المقدم نقيض والتالي عين فيهما 4.

_____________________
1 (ولان الممكن لابد الخ) متعلق بكانت الآتية. وعلة لكون الاتفاقية عنادية (بعد الوجود يجب) يعنى: إذا تم العلة لوجود شئ من الممكنات يجب وجوده إذ لا يختلف المعلول عن العلة التامة (كانت الاتفاقية عنادية) لان الاتفاق بين شيئين شئ ممكن فاذا فرض له علة تامة يجب ذلك الاتفاق واذا وجب لزم وإذا لزم الاتفاق بين الشيئين يخرج الاتفاقية من الاتفاقية إلى العنادية..
2 (اي فقط) ناظر إلى تثنية (هما) يعني: ان بدل التثنية بالجمع لم يصح الحمل بين التعريف والمعرف..
3 (اي فقط او مطلقاً) أي إذا اطلق ولم يقيد بقيد فقط كان شاملا للحقيقة ايضا وإذا قيد به لايشملها..
4 (والاطلاق) اى بدون فقط او به (واستلزام المتصلتين) أي ومثل مانعة الجمع في استلزام المتصلتين إلا أن المقدم نقيض والتالي عين هنا عكس منع الجمع مثل (كلما كان حجراً فهو لاشجر وكلما كان شجراً فهو لاحجر) هذا المثال يصلح لكلا القسمين..



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 232
[6] اي فيستلزم تلك المتصلات الاربع 1..
[7] أي حقيقة الانفصال بديهية اذ الاولان نتيجتا اقترانيين من حقيقية صغرى ومتصلة كبرى. مثلا: اما حجر او شجر. نتيجة لـ : أما حجر واما لاحجر، وكلما كان حجراً فهو لاشجر. اذ ما لا يجامع اللازم لا يجامع الملزوم وقس منع الخلوّ 2..
[8] أي على رأي. اذ الكل اخص من الجزء، أي أو المباين. كما هو شأن التقسيم من انه يوقع المباينة بين الاقسام 3.
[9] أي تتبع مالم اصرح به من تقاسيمها وتفاصيلها..

_____________________
1 (اى فيستلزم تلك المتصلات الاربع) ثنتان من جهة منع الجمع والاخريان من جهة منع الخلو..

2
(والاولان نتيجتا اقترانيين) أى كل من منع الجمع ومنع الخلو نتيجة لقياس اقتراني صغراه منفصلة حقيقية وكبراه متصله مثل (اما لاحجر أو حجر وكلما كان حجرا فهو لاشجر) ينتج (اما لاحجر أو لا شجر) هذا المنع الخلو. والمثال لمنع الجمع (أما حجر أو لاحجر وكلما كان حجرا فهو لاشجر) ينتج (اما حجر او شجر (لان ما لايجامع اللازم لا يجامع الملزوم.) كما هنا اذ الشجر لكونه نقيضا للاشجر الذي يجامع الحجر لا يجامع هو الحجر إذ يلزم حينئذ جمع النقيضين فهو معاند له فثبت المطلوب. وقس منع الخلو..
3 (أي او المباين) عطف على الأخص (كما هو شأن التقسيم) من كونه متباين الاقسام إذ كل قسم قسيم للآخر...



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 233
فصل في التناقض

تناقض[1] خلف القضيتين[2] في كيف[3] وصدق[4] واحد امر قفى

[1] أعلم! ان الاثنينية ان كان فيهما الاتحاد؛ ففي الماهية وأخص الصفات "التماثل".. وفي الجنس "التجانس".. وفي الكيف "التشابه".. وفي الكم المتصل "التوازي".. وفي المنفصل "التساوي".. وفي الوضع "التشاكل".. وفي الملك "التلابس".. وفي الاين "التجاور".. وفي الإضافة "التناسب".. وفي متى "التعاصر".
وان كان فيهما الاختلاف - فمطلقا "التغاير" ثم "التخالف".. ومع امتناع الاجتماع "التقابل".. ومع وجود الطرفين مع الدور المعي"التضايف".. وبدونه "التضاد".. وفي الوجود "التعاند" وفي الصدق "التباين".. ومع عدم احد الطرفين بشرط قابلية المحل"عدم وملكة".. وبدون الشرط في المفرد "التنافي".. وفي الجملة "التناقض" وقد يعمم..
ثم اعلم! أن نقيض كل شئ رفعه، والرفع لايحتاج إلى بيان، إلا أن الرفع لما لم يتحصل دائماً - وقد احتجنا للقياس الخلفي إلى نقائض محصلة، أى معينة مضبوطة - وضعوا شرائط وقيوداً لتحصيل النقائض...
[2] أي هنا اذ المراد ما لايجتمعان ولا يرتفعان، وفي المفردات قد يترفعان "كالحجر والشجر عن الإنسان" 1.
[3] أي بشرط الاختلاف والاتحاد في واحد او ثلاثة، او ثمانية، او ثلاثة عشر، فالاختلاف في الكيف، والكم، والجهة، ثم النتيجة في الصدق، والاتحاد في النسبة،

_____________________
1 (أي هنا) دفع بعلاوة هذا القيد مايرد: من أن التعريف أعم اذ (الخلف) يشمل الحجر والشجر. ولاتناقض بينهما. فاشار إلى أن المقصد بيان التناقض في القضايا لامطلقا فلا اشكال...



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 234
او المحكوم عليه وبه، والزمان، والمكان، والشرط، والاضافة، والجزئية او الكلية، والقوة او الفعل في الطرفين 1.
[4] أي المستلزم بالذات لكذب الاخرى 2..

فان[1] تكن شخصية[2] أو مهملة[3]
فنقضها[4] في الكيف ان تبدله[5]
وان[6] تكن محصورة[7] بالسور[8]
فانقض بضد سورها المذكور

[1] أعلم! انك قد علمت ان القضية باعتبار منطوقها كما تفيدنا حكماً كذلك باعتبار الكمية تتضمن قضية أخص. وباعتبار الجهة قضية أخرى اخص منهما. فمناط العكسين والتناقض في المسورة الموجهة الضمنية.. فان تجردت عن الجهة والسور ولم يقصدا فالنظر إلى أصل القضية.
أعلم! ان الأفعال الناقصة صور النسبة الفعلية. وان افعال المقاربة تصاوير النسبة الامكانية. وان افعال القلوب كيفيات الثبوت وجهات الاثبات.. فكأن صورة النسبة ظهرت للتوصل لجعل الاسمية فعل شرط 3.

_____________________
1 (في واحد) أي النسبة الحكمية (أو في ثلاثة) أي الموضوع والمحمول والزمان (هذا عند الفارابي).. (او ثمانية) هى وحدة الموضوع والمحمول والزمان والمكان والشرط والإضافة والجزء أو الكل والقوة او الفعل (أو ثلاثة عشر) هي الدائمتان والعرفيتان والمشروطتان والوقتيتان والوجوديتان والممكنتان والمطلقة العامة (في الصدق) متعلق بالإختلاف المقدر بعد (ثم) المضاف إلى (النتيجة)..
2 (أي المستلزم بالذات) احتراز عن قولنا (هذا إنسان هذا ليس بناطق) اذ الواسطة هنا مساواة المحمولين لا لذاته..
3 (واعلم ان الافعال الناقصة الخ) حاصله: ان تلك الافعال ليست من أجزاء القضية بل دالة على وضعية النسبة بين طرفي القضية. مثلا: ان (كان) في (كان زيد قائماً) إنما يفيد زمان وقوع نسبة القيام إلى زيد. وان المنسوب والمسند إلى زيد القيام لا (كان). لكن لكان فائدة أخرى: اذ انها مجوزة لجعل الجملة الاسمية فعل شرط في (ان كانت الشمس طالعة فالنهار موجود) إذ لو لم يكن (كان) لم تكن تلك الجملة شرطا.. وان افعال المقاربة ايضاً ليست أجزاء حقيقية. وإنما هي مصورة ومقربة للنسبة الكائنة بين الطرفين من الامكان إلى الوقوع.. وان افعال القلوب كيفيات تتعلق بالثبوت الواقع بين الطرفين في الخارج وجهة مؤكدة لاثبات ذلك الثبوت في الذهن.



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 235
[2] أي موضوعها شخص حقيقة او اعتباراً كالكل المجموعي..
[3] اي فإن لم ينظر إلى كونها في قوة المسورة فذاك.. وإلا فالبعض المبهم في حيز النفي يعم 1..
[4] أي فهو قليل المؤنة. فاستغن بما اعطاك التعريف 2..
[5] اي لابد من الاتحاد ثلاثية والاختلاف في الكيف 3..
[6] اعلم! ان التناقض انما ينظر إلى الجهة والسور، اذا نظرا إلى النسبة. وأما إذا دخل "ذا" المحمول فحرف او الموضوع قبل الحكم فشخص الكلية. او دخلت "تاك" عقد الوضع او صارت جزء المحمول فلا..
أعلم! ان نقيض الضرورة - ذاتاً او صفة او وقتاً - الامكان كذلك. والدوام - ذاتاً أو صفة - الاطلاق كذلك. فان شئت تفاصيل الجهات فعليك بتعليقاتي في المنطق 4.
[7] أي منصوصة الكلية المقصودة 5..
[8] أي كالسوار الصحيح أو المنكسر 6..

_____________________
1 (والا فالبعض المبهم الخ) حاصله: ان المهملة في الإيجاب من الجزئيات أي في حكم الموجبة الجزئية وفي السلب من الكليات أي في حكم السالبة الكلية، لان موضوعها بعض مبهم والبعض في حيز النفي يعم أي يفيد معنى كليا: هذا إذا قصد من المهملة المسورة.. فهي حينئذ من المحصورات ايجابها من الجزئيات وسلبها من الكليات. (يعم) أي فيكون المهملة خارجة من المهملات داخلة في عداد المحصورات..
2 (أي فهو قليل المؤنة) لايحتاج معرفته إلى زيادة كلفة واشتغال بل يكفي لمعرفته ما أفاده التعريف الذي هو عبارة عن تبديل الطرفين بالايجاب والسلب..
3 (أى لابد من الاتحاد ثلاثية) أى لزم اتحاد النقيضين في الموضوع والمحمول والزمان والاختلاف في الايجاب والسلب فقط (هذا عند الفارابى)..
4 (اعلم ان التناقض إنما ينظر الخ) أى التناقض بين القضيتين من الموجهات والمحصورات ناظر إلى السور والجهة. فان لم يكونا في موضعهما الطبيعي: بأن دخل (ذا) أى السور -المحمول (فحرف) أى جعل القضية منحرفة. وان دخل الموضوع (فشخص) أى جعل القضية شخصية قبل مجئ الحكم وملاحظته. وان دخلت (تاك) أى الجهة عقد الموضوع أى قيداً للموضوع مثل (كل إنسان بالضرورة فهو حيوان) أو كانت جزء المحمول: مثل زيد ضاحك على الدوام (فلا) أى يختل التناقض بذلك التبدل..
5 (أى منصوصة) أى المقصود من المحصورية جعل الكلية مثلا مقصودة معينة بالنص بحيث لايبقى في ذلك خفاء..
6 (أى كالسوار الصحيح) إشارة إلى سور الكلية (والمنكسر) إلى سور الجزئية..



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 236
فان[1] تكن موجبة[2] كلية[3] فنقضها[4] سالبة جزئية

[1] اطنب بالشرطية بدل الحملية، إذ المقصود تعليم العلم العملي، لا العلم فقط. ولجعل الثابت واجباً 1.
[2] اى ولو معدولة او سالبة المحمول.
[3] أى ولو مهملة خطابية 2..
[4] أى اللازم المحصل، لا الحقيقي الغير المحصل. وهو سالب الكل. وعدم الفاء دليل وجود "فاعلم ان" في 3 النية..

وان تكن سالبة كلية فنقضها موجبة جزئية

أعلم! ان العلم غداء لابد له من هضم فالذهن العجول الرحوان يتذلق عن الحقائق "اى يمر بها ولايأخذها او يفوز بها ويأخذها" لكن تتقطع الحقيقة في يده "اى في يد ذهنه" ولا تنمو ولا تتوسع فيه بل تخرج هاربة من الذهن ثم يجمع كسرات حقائق انسلبت خاصية النمو عنها في حافظته فلا تنهضم ولا تنبت بل قد يتقيؤ هو او تنفسخ هى. "وسطحية الذهن اشد مرض المّ بنا" فلتشويق الاذهان الى الدقة - اعجزتكم ايها الناظرون بما اوجزت في هذه الرسالة.
ما تـمـت

_____________________
1 (اطنب بالشرطية) أى أطال. حاصله: ان الحملية دالة على الثبوت بين الطرفين وهو محل تعلق العلم لاعمل ولاتعليم فيه. والشرطية كالتهجي تعليم وتفصيل لذلك الثبوت وتعلقاته. والمقصود هنا التعليم لا العلم وحده.. وأيضا ان الشرطية تدل على ان تحقق الجزاء مشروط وموقوف على تحقق الشرط بحيث متى تحقق الشرط تحقق الجزاء. فبهذا الاعتبار يكون الثبوت الثابت في الحملية لازما وواجبا في الشرطية. وترك الواجب للعمل بالسنة: ليس من دأب أهل السنة: فلذا اختار الشرطية على الحملية..
2 (ولو كانت مهملة خطابية) اى لان المهملة في الظنيات والخطابيات في حكم الكلية والكلية نقيضها جزئية.
3 (اللازم المحصل) حاصله: ان نقيض الشئ رفعُه فنقيض الموجبة الكلية رفعها وهو سالب الكل. وهذا ولو كان نقيضا حقيقا لكنه غير محصل فأقيم لازمه مقامه اعني السالبة الجزئية..



صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 237
اعتذار

لئن ادركت في شرحي فتوراً ووهناً في بيـاني للمعـاني
فلا تسند لنقصى ان رقصى على مقدار تسعيد الزمان

لأني زمانا ما حشرت مارشح من فكرى شرحا على حاشية الاستاذ. كنت فاقداً للراحة والشباب مفلوج الذهن غائباً عن الامثال والاقران. شريداً عن الوطن وقد صرت كالهائم. بل كالبهائم. بل كالبوم. دائراً عائشاً في الاقفار. هاربا عن شرور الاشرار. تخطرت حينما تصورت ماقاله ابن الفارض:
وأبعدني عن اربعى بعد اربع شبابي وعقلي وارتياحي وصحتي
فلى بعد اوطاني سكون الى الفلا وبالوحش انسى اذ من الانس وحشتي

نعم، من كان راكباً على كاهل الغربة. وكان أنيسا بالوحشة. وجليسه الوحدة. وسميره الكربة. وموطنه الخربة. هل في الامكان ان تخلو كتبته عن الخطأ والسقطة. لاسيما اذا كان المشرحة كامثال "قزل ايجاز" بالغة من الاغلاق والايجاز. الى حيث دون حلها خرط القتاد، وخرق الاعجاز. فالمرجو من النظار. ذوي دقة الافكار. وحدة الابصار. ان يصلحوا خطيئاتي. ويصححوا غلطاتي. ويبينوا ما عجز عن حله فكرى. وضاق عنه صدرى. وكلّ عن بيان متنه متني. وعمي عن رؤىته طرفى وعيني... على اني ما كنت من رجال هذا الرهان. ولابذى شان في هذا البيان. أوان شبابي وانا ابن ثلاثين. فكيف بي هذا الامتحان وانا ابن ثمانين. ولهذا قد بقى مواضع باكرة غير مفضوضة بفكرى احلتها لذوى الافكار الثاقبة من دهاة اذكياء الاستقبال بعد خمسمائة سنة.
عبدالمجيد


صيقل الإسلام/قزل إيجاز - ص: 238
ومما يدل على درجة دقة الاستاذ سمكا وعمقا في اوائل شبابته:
ان سئل - وهو ابن عشرين - عن ثنتي عشرة كلمة على هذا الشكل "فيل" بلا نقطة ولا حركة. وقيل له "والقائل الشيخ امين البتليسي" ان اصبت في تنقيطها وتحريكها وتفسيرها نحن نعدك من الاذكياء والا.. فلا يبقى لك بين الاذكياء "لارفع، ولا نصب، ولاجر". وكان الاستاذ حينئذ حافظا لما في القاموس من اللغات الى باب السين.. فبالاستمداد بما حفظ اجاب بعد ثلاثة ايام: ولقد اصاب فيما اجاب - هكذا: كتب اولا الاشكال [فبل. فبل. فبل. فبل. فبل. فبل.فبل. فبل. فبل. فبل. فبل. فبل. ثم وضع على الحرف الاول من كلها نقطتين وتحت الحرف الاوسط ايضا نقطتين من كل تلك الاشكال الا الخامس وضع تحته نقطة واحدة ثم حركها هكذا: قِيلَ[1] قَـيّلْ[2] قَيْلَ[3] قَيْلٍ[4] قَبْلَ[5] قَيْلٍ[6]قِيْلَ[7] قَيْلٍٍ[8] قِيلَ[9] قَيْلُ[10] قَيْلٍ[11] قُيِّل[12]
ثم فسَرها هكذا: [1] [قِيلَ] ماضي مجهول من القول. [2] [قَيّلْ] امر من باب التفعيل بمعنى الاعطاء. [3] [قَيْلَ] اسم بعير. [4] [قَيْلٍ] اسم رجل والتركيب اضافي. [5] [قَبْلَ] ظرف. [6] [قَيْلٍ] اى العصر. والتركيب اضافي. [7] [قِيْلَ] اى اللبن. [8] [قَيْلٍ] اسم من اسماء الابل. [9] [قِيْلَ] ماض مجهول. [10] [قَيْلُ] البعير. [11] [قَيْلٍ] اى ذلك الرجل. [12] [قُيّلْ] اعطى له اللبن.
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس