عرض مشاركة واحدة
قديم 03-07-2009
  #4
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: تذكرة المحبيّن في أسماء سيّد المرسلين

الفائدة السادسة:

كثيراً ما يصدر على ألسَنة المؤمنين من الصّلاة على سيّد المرسلين إذا سمعوا قارئاً يقول: قال محمّد بن المُنكدر، أو قال: محمد بن الحسن فيقولون (7ب) عند ذلك ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ اعتقاداً منهم من أول السَّماع أنّ مرادَ القارىء اسم المصطفى، فيبتدرون بالصلاة من قلوبٍ تدلُّ على كمال المحبّة والصَّفا.

فإذا تحقّقوا أنّ مرادَ القارىء خلافْ المراد، ربّما خَجل السامع لكونه لم يطابق الاعتقاد، فكأنّ صلاته لم يَصَنْعها محلّها، أو كأنه لم يبلغ هديُها محلّها.

وعندي أن الله ــــ سبحانه ــــ لا يضيّعُ لهذا المصلّي أَجراً، بل بِكَرَمِه وجُوده يضَعُ عَنْهُ بِصَلاتهِ إصْراً، ويُسكنه بفضله جَنّة المأوى لقول حبيبه عليه الصَّلاةُ والسَّلام: «إنّما الأَعمالُ بالنيّات وإنَّما لِكُل امرىءٍ ما نَوى»

فلنقتصر عن التّطويل، ونغتن الفضل والثّواب ممّا نويت في هذا التأليف من الربّ الجليل.

وقد شرعْتُ في بْحارٍ مع أني لا دارية لي بالعَوْم، لكنْ غلبني الحُبّ، وندب نفسي في تشبّهها بالقوَم. عن أَنس بن مالك رضي الله عنه أَنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المرءُ معَ مَن أحَبّ» قال: أنا أُحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ــــ وأبا بكر وعُمر رضي الله عنهما، وأَرجو أَن أكونَ معهم.

وأتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إن الرجل يحب الرجل على العمل من الخير، يعمل به، ولا يعمل مثله. فقال عليه الصلاة السلام: «المرء مع مَنْ أحب».

ومثل أنس رضي الله عنه وغيره من أصحابه عليه السلام يرجو أن يكون مع أصحابه لوقوفهم عند حده، واتّباع طريقه وهديه.

ومثلي وأَنظاري، لا تصدق فيه المحبة الحقيقية، لكنها نافعة ــــ إن شاء الله ــــ بمنه وفضله، موصلة إلى رضا الله، وبَذله

وذكر القشيري ــــ رحمه الله ــــ في كتابه قال: "يحكى عن بعضهم أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وحوله جماعة من الفُقَراء، فبينا هم كذلك، إذ نزل من السماء ملكان، بيد أحدهما طست، وبيد الآخر إبريق، فوضعا الطست بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسل يده الكريمة، ثم أَمرهما حتى غَسلا أيديهما، ثم وضعا الطست بين يدي، ثم قال أَحدُهما للآخر لا تَصُبّ عليه (8أ) فإنه ليس منهم. فقلت يا رسول الله: قد ورَد عنك، أَنّك قلت: «المرءُ مع مَنْ أحب» قال: صَدق الراوي. فقلت: فأنا أُحبك، وأُحبّ هؤلاء الفقراء. فقال عليه الصلاة والسلام: صُبّ على يديه فإنّه منهم

وأنشدوا في محبتهم:




تهبُّ لنا مِنْ نحوهم نَفَحاتُ = فَتُعْرِبُ عَنَّا بالهَوى حَرَكاتُ
ونَطْرَبُ أنْ غَنّى الحَدَاةُ بذكرِكُمْ = فَلِمْ لا، وأَنَتُمْ لِلطَّرِيْق هُداةُ؟
أَأَحبابنا كيفَ الطّريقُ إليكمُ = وقد قَطعتنا عنكم الشَّهَواتُ؟



رزقنا الله محبَّتهم، ومحَّبَّة أنبيائهِ، وأعانَنا على طاعَتهِ، وعلى القيام بحقّ أَوْلِيائِه." اهـ.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس