الموضوع: هم الأحبّةُ
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2009
  #1
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي هم الأحبّةُ


قال الإمام العارف المحبّ عبد الرحيم البرعي رحمه الله :


هم الأحبّةُ إنْ جاروا وإنْ عدلوا = فَلَيسَ لي معدلٌ عنهم وإنْ عدلوا
وكلٌ شيءٍ سواهم لي به بدلٌ = منهم وَمالي بهم من غيرهم بدلُ
إني وإنْ فتَّتوا في حبهم كبدي = باقٍ عَلى ودهم راضٍ بما فعلوا
شربتُ كأس الهَوى العذري من ظمأ = وَلذَّ لي في الغَرام العسل وَالنهلُ
فَليتَ شعري وَالدنيا مفرقةٌ = بين الرفاق وأيام الورى دولُ
هَل ترجع الدارُ بعد البعد آنسةً = وَهَل تعود لنا أيامنا الأولُ
يا ظاعنينَ بِقَلبي أينما ظعنوا = وَنازلين بِقَلبي أينما نَزَلوا
ترفقوا بفؤاد في هوادجكم = راحَت به يوم راحَت بالهَوى الإبلُ
فَو الَّذي حجّت الزوار كعبته = ومن ألمَّ بها يَدعو وَيبتهلُ
لَقَد جَرى حبكم مَجرى دَمي فَدمي = بعد التفرق في أطلالكم طللُ
لَم أَنس لَيلةَ فارقتُ الفَريق وَقَد = عاقوا الحَبيبَ عَن التَوديع واِرتَحَلوا
لما تَراءَت لهم نارٌ بذي سلم = ساروا فمنقطع عنها وَمتّصلُ
لا درَّ درُّ المَطايا أَينَما ذهبت = إن لم تنخْ حيث لا تُثنى لها العقلُ
في روضةٍ من رياض الجنّة ابتهجت = حسناً وَطاب بها للنازِل النزلُ
حيثُ النبوّةُ مضروبٌ سرادقها = وَطالعُ النّور في الآفاق يشتعلُ
وَحيثُ من شرَّفَ اللَهُ الوجودَ به = فاِستغرقَ الفضل فرداً ماله مثلُ
محمَّدٌ سيّدُ السّاداتِ من مضرٍ = سرُّ السَرارة شمسٌ ماله طفلُ
شواردُ المجد في مَعناه عاكفةٌ = وَريفُ رأفته غصن المنى الخَضِلُ
تُثنى عليه المَثاني كلما تليت = كَما اِستَنارَت به الأقطار وَالسبلُ
بحرٌ طوى رقَّه بِرٌّ وَمكرمةٌ = بدرٌ عَلى فلك العَلياء مكتملُ
ما زالَ بالنور من صلب إلى رحم = من عهد آدم في السادات ينتقلُ
حَتّى اِنتَهى في الذرا من هاشم وَسما = فَتى وَطفلاً وَوفّى وَهو مكتهلُ
فَكانَ في الكَون لا شكلٌ يقاس به = وَلا عَلى مثله الأقطار تشتملُ
به الحَنيفةُ مرساةٌ قواعدها = فوقَ النجوم وَنهج الحق معتدلُ
وَمنه ظلَّ لواءُ الحمد يشملنا = إذا العصاةُ عليهم من لظى ظللُ
وإنّه الحَكَم العدل الَّذي نسخت = بدين ملته الأديان وَالمللُ
يا خيرَ من دفنت بالترب أعظمه = فَطابَ من طيبهنَّ السهلُ وَالجبلُ
نَفسي الفداء لقبر أنت ساكنه = فيه الهدى وَالندى وَالعلم وَالعمَلُ
أَنتَ الحَبيبُ الَّذي نَرجو عواطفه = عند الصراط إذا ما ضاقَت الحبلُ
نَرجو شَفاعتك العظمى لمذنبنا = بجاه وجهك عنّا تُغفر الزللُ
يا سَيدي يا رَسولَ اللَه خُذْ بيَدي = في كل محادثة مالي بها قبلُ
قالوا نزيلكَ لا يؤذي وَها أنا ذا = دَمي وَعرضي مباحٌ وَالحمى هملُ
وَذا المسمّى بك اشتد البَلاء به = فاِرحمنْ مدامعه في الخدِّ تنهملُ
وَحُلَّ عقدة همٍّ عنه ما برحت = واشرحْ به صدر أمٍّ قَلبها وجلُ
وَصِلْ بمرحمة عَبد الرَحيم ومن = يَليه لا خاب فيك الظنُّ والأملُ
صَلّى وسلّم رَبي دائماً أبداً = عليكَ يا خيَر من يحفى وَينتعلُ
والآلُ وَالصحبُ ما غنَّت مطوّقة = وَما تعاقبت الأبكارُ والأصلُ
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس