عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2008
  #6
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

وصية: -

وإياك أن تصوّر صورة بيدك من شأنها أن يكون لها روح فإن ذلك يهوّنه الناس على أنفسهم وهو عند الله عظيم فالمصوّرون أشد الناش عذاباً يوم القيامة يقال للمصوّر يوم القيامة أحي ما خلقت أو انفخ فيها روحاً وليس بنافخ وقد ورد في الصحيح عن الله تعالى أنه قال( ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقاً كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة ) وإن العبد إذا راعى هذا القدر وتركه لما ورد عن الله فيه ولم يزاحم الربوبية في تصوير شيء لا من الحيوان ولا من غيره فإنه يطلع على حياة كل صورة في العالم فيراه كله حيواناً ناطقاً يسبح بحمد الله وإذا سامح نفسه في تصوير النبات وما ليس له روح في الشاهد في نظر البصر في المعتاد فلا يطلع على مثل هذا الكشف أبداً فإنه في نفس الأمر لكل صورة من العالم روح أخذ الله بأبصارنا عن إدراك حياة ما يقول عنه أنه ليس بحيوان وفي الآخرة يتكشف الأمر في العموم ولهذا سماها بالدار الحيوان فما ترى فيها شيئاً إلا حياً ناطقاً بخلاف حالك في الدنيا كما روى في الصحيح أن الحصى سبح في كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل الناس خرق العادة في تسبيح الحصى وأخطأوا وإنما خرق العادة في سمع السامعين ذلك فإنه لم يزل مسبحاً كما أخبر الله إلا أن يسبح بتسبيح خاص أو هيئة في النقط خاصة لم يكن الحصى قبل ذلك يسبح به ولا على تلك الكيفية فحينئذ يكون خرق العادة في الحصى لا في سمع السامع والذي في سمع السامع كونه سمع نطق من لم تجر العادة أن يسمعه - .]



[وصية: -


وعليك يا أخي بعيادة المرضى لما فيها من الاعتبار والذكرى فإن الله خلق الإنسان من ضعف فينبهك النظر إليه في عيادتك على أصلك لتفتقر إلى الله في قوّة يقويك بها على طاعته وأن الله عند عبده إذا مرض ألا ترى إلى المريض ما له استغاثة إلا بالله ولا ذكر إلا الله فلا يزال الحق بلسانه منطوقاً به وفي قلبه التجاء إليه فالمريض لا يزال مع الله أي مريض كان ولو تطيب وتناول الأسباب المعتادة لوجود الشفاء عندها ومع ذلك فلا يغفل عن الله وذلك لحضور الله عنده وأن الله يوم القيامة يقول ( يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما أنك لو عدته لوجدتني عنده) الحديث وهو صحيح فقوله ( لوجدتني عنده ) هو ذكر المريض ربه في سرّه و علانيته وكذلك إذا استطعمك أحد من خلق الله أو استسقاك فأطعمه واسقه إذا كنت واجداً لذلك فإنه لو لم يكن لك من الشرف والمنزلة إلا أن هذا المستطعم والمستسقي قد أنزلك منزلة الحق الذي يطعم عباده ويسقيهم وهذا نظر قل من يعتبره انظر إلى السائل إذا سأل ويرفع صوته يقول بالله أعطني فما نطقه الله إلا اسمه في هذه الحال وما رفع صوته إلا ليسمعك أنت حتى تعطيه فقد سماك بالاسم الله والتجأ إليك برفع الصوت التجاءه إلى الله ومن أنزلك منزلة سيده فينبغي لك أن لا تحرمه وتبادر إلى إعطائه ما سألك فيه فإن في هذا الحديث الذي سقناه آنفاً في مرض العبد أن الله يقول ( يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعني قال يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلاناً استطعمك قلم تطعمه أما لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلاناً استسقاك فلم تسقه أما لو سقيته لوجدت ذلك عندي ) خرّج هذا الحديث مسلم عن محمد بن حاتم عن بهز عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله نفسه في هذا الخبر منزلة عبده فالعبد الحاضر مع الله الذاكر الله في كل حال في مثل هذه الحال يرى الحق أنه الذي استطعمه واستسقاه فيبادر لما طلب الحق منه فإنه لا يدري يوم القيامة لعله يقام في حال هذا الشخص الذي استطعمه واستسقاه من الحاجة فيكافئه الله على ذلك وهو قوله ( لوجدت ذلك عندي ) أي تلك الطعمة والشربة كنت أرفعها وأربيها حتى تجيء يوم القيامة فأردها عليك أحسن وأطيب وأعظم مما كانت فإن لم تكن لك همة أن ترى هذا الذي استسقاك قد أنزلك منزلة من بيده قضاء حاجته إذ جعلك الله خليفة عنه فلا أقل أن تقضي حاجة هذا السائل بنية التجارة طلباً للربح وتضاعف الحسنة فكيف إذا وقفت على مثل هذا الخبر ورأيت أن الله هو الذي سألك ما أنت مستخلف فيه فإن الكل لله وقد أمرك بالإنفاق مما استخلفك فيه فقال ((وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه )) وعظم الأجر فيه إذا أنفقت فلا ترد سائلاً ولو بكلمة طيبة والقه طلق الوجه مسروراً به فإنك إنما تلقى الله وكان الحسين أو الحسن عليهما السلام إذا سأله السائل سارع إليه بالعطاء ويقول أهلاً والله وسهلاً بحامل زادي إلى الآخرة لأنه رآه قد حمل عنه فكان له مثل الراحلة لأن الإنسان إذا أنعم الله عليه نعمة ولم يحمل فضلها غيره فإنه يأتي بها يوم القيامة وهو حاملها حتى يسأل عنها فلهذا كان الحسن يقول أن السائل حامل زاده إلى الآخرة فيرفع عنه مؤنة الحمل - .]



يتبع بعون الله تعالى 0000

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس