الموضوع: الشعاع الخامس
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2008
  #10
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الشعاع الخامس - ص: 124

اما ظلمهم وقسوتهم فهما من الشناعة بحيث تدمر - بجريرة شخص واحد - مائة قرية، وتعاقب الابرياء، ويهجّرون من اماكنهم ويذلون.


الجهة الثالثة والسبب الثالث:


ان كلا الدجالين يحصلان على معاونة المنظمات السرية اليهودية الحاقدة على الاسلام والنصارى حقداً شديداً، ومؤازرة منظمة رهيبة اخرى تعمل تحت ستار حرية النساء؛ حتى ان دجال المسلمين يتمكن من خداع لجان الماسونيين، فيكسب ودهم وتأييدهم.. لذا يُتوهم ان لهم اقتداراً عظيماً.


هذا ويفهم من استخراجات بعض الاولياء الصالحين: ان "الدجال السفياني" الذي سيرأس دولة الاسلام.. يجد له رئيس وزراء في غاية الاقتدار والدهاء والفعالية مع بعد عن حب الظهور، وعدم مبالاة بالشهرة والصيت.. ويجد له ايضاً قائداً عاماً للجيش في منتهى الشجاعة والقدرة والصلابة مع نشاط دائم وعدم اكتراث بالشهرة.. فيسخرهما "الدجال السفياني" لغايات شخصه، ويسند الى نفسه ما يقومان به من اعمال عظيمة - ينجزانها بدهائهما - مستغلا بعدهما عن الرياء.


وهكذا.. بهذه الوسيلة يسند الى نفسه ما تقوم به الدولة والجيش العظيم من تجدد وانقلاب ورقي حصلوا عليه بدافع من الحاجة الناجمة من الحرب العالمية. ويدفع المداحين ليشيعوا في الاوساط ان في شخصه قوة عجيبة خارقة واقتداراً فوق المعتاد.


الجهة الرابعة والسبب الرابع:


يملك الدجال الكبير حواس لها من التأثير والتسخير ما يشبه التنويم المغناطيسي والتأثير على الارواح، ودجال المسلمين كذلك له في احدى عينيه قوة تسخير مغناطيسية، حتى ورد "أنه أعور" ملفتاً الانظار الى عينه. ففي الحديث اشارة الى: ان الدجال الكبير أعور. والآخر احدى عينيه ممسوحة، اي بحكم العوراء بالنسبة للاخرى، وبانهما كافران كفراً مطلقاً، فليست لهما إلاّ عين واحدة فقط تنحصر رؤيتها في الحياة الدنيا. أما الاخرى التي لها القدرة على رؤية العقبى والآخرة فعوراء ممسوحة.



الشعاع الخامس - ص: 125

ولقد رأيت في عالم معنوي دجال المسلمين، وشاهدت بعيني ما في احدى عينيه من قوة تسخير مغناطيسية، وعرفته منكراً كلياً لله. هذا الانكار هو الذي يدفعه الى الهجوم بجرأة على المقدسات ولكن عامة الناس يجهلون الحقيقة فيظنون انه يقوم بأعماله بجرأة فائقة وقدرة عظيمة.


ان امة بطلة مجيدة - وهي تتجرع هزائمها - بدافع الاعجاب بالبطولة تشيد ببطولة هذا القائد المكار المستدرج الذي نال شهرة وحظاً وانتصارات، وتصرف نظرها عن ماهيته الحقيقية، وتحاول ستر سيئاته.. فياهلاكها.. ولكن - كما نفهم من الروايات - بان نور الايمان وضياء القرآن الموجود في روح الجيش البطل المجاهد والامة المتمسكة بدينها يدفعهما الى مشاهدة حقيقة الحال فيحاولون تعمير ما دمره ذلك القائد من دمار مريع.


المسـألة الثالثة الصغيرة:


وهي حوادث ثلاث ذات عبر:


الحادثة الاولى:


انطلق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فاشار صلى الله عليه وسلم الى احدهم بين صبيان اليهود، وقال: هذا صورته فقال عمر رضي الله عنه: ذرني يارسول الله اضرب عنقه، فقال صلى الله عليه وسلم "ان يكنُه فلن تسلط عليه - اي ان يكن هذا السفياني - وان لم يكن فلا خير لك في قتله" 1 .


فهذه الرواية تشير الى ان صورته ستظهر في كثير من الاشياء زمن حكمه والى أنه سيولد بين اليهود.


ومن الغريب ان سيدنا عمر رضي الله عنه الذي حمل عداوة وغضباً شديداً على صورته المشاهدة في صبي حتى أراد قتله، اصبح لدى ذلك "السفياني" اكثر من يثني عليه، ويعجب به ويقدره..





_____________________


1 عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ان عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من اصحابه قبل ابن صياد، حتى وجده يلعب مع الصبيان عند اطم بني مغاله... فقال عمر بن الخطاب ذرني يارسول الله أضرب عنقه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ان يكنه، فلن تسلط عليه وان لم يكنه فلا خير لك في قتله" . رواه البخاري ومسلم 2924، 2930، وابو داود 4329 وغيرهم بألفاظ متقاربة.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 01-24-2010 الساعة 10:19 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس