عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2009
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: التنكر لمعاني الهجرة وعضاتها

في كل عهد وفي كل وقت علم ذلك من علم وجهله من جهل. أما قادة العالم العربي والإسلامي فأقول لهم، ولست أنا القائل ولكنه الإسلام، ولكنه إنذار الله عز وجل أو تبشيره، ولكل أن يسلك أحد السبيلين أقول لهؤلاء: عمر الزمن قصير فما بلك بعمر الإنسان، ولعل الواحد منهم يكمن موته خلف أذنه، ولعله سيصبح غداً ولن يمسي، ترى ما هي الكنوز التي سيرحل بها إلى الله؟ أين سيحمل كرسيه عندما يرحل إلى الله عز وجل من خلال القبر الذي سيتمدد فيه ثم من خلال الموقف الذي يقف بين يدي مولانا رب العالمين فيه، من ذا الذي يظن منهم أنه سيقف أمام الله جالساً على عرشه متربعاً على كرسيه، لن ترحل إلى الله إلا عارياً من ذلك كله كما قال الله سبحانه وتعالى، لن ترحل إلى الله عز وجل إلا فقيراً من ذلك كله، ويحك تدارك الساعات الباقية من عمرك قبل أن ترحل إلى الله وتجتر الشقاء الذي لا نهاية له، إخوانك الذين يلتجئون إليك ويستنصرون الله عز وجل عن طريقك ينبغي أن تعلم أن النصر إنما هو من عند الله ولكنه ابتلاء يبتلي الله عباده بعباده من أجل أن يثيب هؤلاء بهؤلاء أو أن يعذب هؤلاء بجريمتهم في حق هؤلاء. يا عجباً لحال إنسان أغمض عينية عن الحقيقة الساطعة، خذ المال ولكن لا تعبده، اجلس على الكرسي الذي أقامك الله فيه ولكن لا تعبد كرسيك صباح مساء، أنت راحل عن هذه الدنيا {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً، لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً، وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدا} [مريم:92-95]، سترحل إلى الله بشيء واحد، بعملك الصالح، بخدمتك لإخوانك، بتحقيقك وتنفيذك لمولاك إذ يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[الحجرات: من الآية10] {أَصْلِحُوا} يا عجباً لمن يسمع كلام الله ويصك أذنيه ثم يأبى إلا أن يفسد ما بينه وبين أخويه، يستصرخه إخوانه في الله أن يفتحوا السبل أمامهم، أمام مرضاهم، أمام جرحاهم، أمام المحتاجين منهم، ليصافح الأخ أخاه، ليعانق الأخ أخاه، ليعين الأخ أخاه فلا يستجيب هؤلاء القادة إلا بإغلاق الأذن وبإغلاق السبل أما إسرائيل فتأمر لتطاع، تحكم ليُنْغَضَ لها الرأس بذل. هذه المحنة أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل منها عبرة وأسأله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لأن نقطف منها العبرة. أما شامنا هذه فأسأل الله سبحانه وتعالى لها مزيداً من الصبر، أسأل الله سبحانه وتعالى لها مزيداً من التوفيق، أن تمد ما أمكن أن تمده من جسور التعاون، من جسور النصر، من جسور الأخوة التي أمرنا الله عز وجل بها وأسأل الله عز وجل أن يجعل دوافعنا جميعاً بلوغ مرضاة الله، استنـزال رضى الله سبحانه وتعالى، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم فاستغفروه يغفر لكم.
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشهد أن لا إله إلا الله إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً. عباد الله اتقوا الله فيما أمر وانتهوا عما نهى عنه وزجر وأخرجوا حب الدنيا من قلوبكم فإنه إذا استولى أسر. أيها الإخوة ما أظن إلا أن قلوبكم قد فاضت بالمشاعر الحارة المؤلمة، وما أظن إلا أنها تنتظر أن تعبروا عنها بما يثلج صدروكم وبما يخفف لظى هذه الحرقة في أفئدتكم. لقد أصغيتم إلى الكلمات التي قلتُهَا وآن الآن أن تعبروا أنتم عن مشاعركم المهتاجة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على مزيد من الإيمان بالله ومن التعلق بمعنى الأخوة في سبيل الله. بعد أن ننتهي من صلاة الجمعة بوسعكم أن تجتمعوا في صحن هذا المسجد لترفعوا أصواتكم معبرين عن مشاعركم ولتطلقوا زفراتكم ترفعونها إلى عنان السماء، تبعثونها أدعية ضارعة إلى الله عز وجل أن يستجيب، زفرات بوسعكم أن ترفعوها وأن تنشروها في الآفاق لعلها تبلغ آذان القادة الراقدين ربما أيقظتهم زفرة من هذه الزفرات وربما نبهتهم قبل حلول الممات، ربما. اخرجوا بعد صلاة الجمعة إلى ساحة هذا المسجد لتعلنوها صرخةً في صَرَخَات، معنىً في معانٍ، أخوة واحدة تعبرون بها وتعلمونها الذين دأبهم أن يتشرذموا وأن يتفرقوا، وأسأل الله عز وجل أن يجعل منا من يدعو فيستجاب لدعائه. وشيء آخر أريد أن أقوله لكم، هي سنة ماضية علَّمَنَا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الحال وفي مثل هذا الكرب الخانق أن ندعوَ بدعاء النازلة عند الاعتدال في الركعة الأخيرة من الصلاة أي عند الاعتدال من الركعة الثانية من صلاة الجمعة الآن هو دعاء النازلة نستجيب فيها لأمر الله سبحانه وتعالى، وكلكم يؤمن ولاشك أن فيكم من سيستجيب الله عز وجل دعاءه.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت إلى إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ورضي الله عن الخلفاء الراشدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وألِّفْ بين قلوبهم يا ذا الجلال والإكرام. اللهم أنت أنيسنا في الوحشة وأنت أملنا عند اليأس وأنت عوضنا عن كل مصيبة لا تبعدْنا يا ربي في هذه الساعة عن جنى رحمتك، أذقنا برد إحسانك ولطفك يا ذا الجلال والإكرام. اللهم استجب دعاءنا، حقق اللهم رجاءنا. اللهم إننا نتوسل إليك بإيماننا بك وبحسن ظننا بك ونتوسل إليك بقولك في محكم تبيانك {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: من الآية62]، نتوسل إليك بحبك لمحمد صلى الله عليه وسلم إلا استجبت دعاءنا، اكشف اللهم الغُمَّة عن إخواننا أهلِ غزة وعن سائر المسلمين المظلومين المنكوبين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم رُدَّ عنهم كيد الكائدين، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إنا نسألك بدموع الثكالى ونسألك بالدماء الزكية التي تُراق ولا تجف على أرض غزة ونسألك يا ذا الجلال والإكرام بالشيوخ الركع وبالأطفال الرضع نسألك بذل عبوديتنا لك وبعظيم افتقارنا إليك إلا استجبت دعاءنا، نحن عبادك المضطرون فاكشف الضر عنا. نحن عبادك اللائذون بابك لا تقطعنا عن بابك يا ذا الجلال والإكرام بقبائح عيوبنا، أنت الغفور، أنت الودود، اصفح اللهم عنا صفحك الجميل يا ذا الجلال والإكرام، لا تهلكنا يا أرحم الراحمين بذنوبنا، لا تهلكنا بجريرة غيرنا يا رب العالمين، لا تهلكنا بجرير القادة الذين آثروا دنياهم على أمرك، الذين آثروا كراسيهم وعروشهم على شرف العبودية لك يا ذا الجلال والإكرام، انتصر لعبادك المسلمين في غزة يا ذا الجلال والإكرام، أعد قولك في محكم تبيانك {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة: من الآية40]، اللهم إن هذا وعدٌ لا زمن له ليس حكراً في وقت من الأوقات، أنت الناصر دائماً وأنت الملجأ دائماً وأنت الملاذ دائماً {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ}، انصر اللهم عبداك المؤمنين، هم مؤمنون بك يا رب العالمين، هم لائذون بك يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إن عروش الدنيا كلها، طغاة الأرض أضمع لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً أمام نصرك المؤزر الذي تنصر به عبادك المؤمنين يا رب العالمين، نصرك الذي آتيته رسولك بالأمس آته لعبادك المسلمين اليوم يا ذا الجلال والإكرام، اغفر لنا ذنوبنا، اصفح عنا صفحك الجميل يا رب العالمين يا أرحم من سُئِل ويا أكرم من أعطى ويا أكرم من استجاب يا رب العالمين، أنت القائل {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران: من الآية159]، أنت أودعت في قلب نبيك محمد الرحمة لعبادك التائهين فارحمنا وإن كنا تائهين عن صراطك يا ذا الجلال والإكرام، لكننا عبيدك المؤمنون بك، لكننا عبيدك المتمسكون بهديك يا أرحم الراحمين، نحن عبيدك المعتزون بإسلامك المعتزون بشرعتك يا الله، يا الله استجب دعاءنا، يا من يرى مكاننا ويسمع الساعة كلامنا ويعلم سرنا وعلانيتنا
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس