عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2008
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي كتاب الوصايا للشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على نعمه التي لا تحصى، وعطائه الذي لا يستقصى، أحمده كما ينبغي لجلاله، وكريم عطائه، وعظيم سلطانه،

وصلاة الله وسلامه ورحمته وبركاته على نبيه المصطفى وآله وصحبه

اللهم يا عماد من لا عماد له ، ويا ذخر من لا ذخر له ، ويا حرز من لا حرز له ، ويا ناصر من لا ناصر له
ويا مؤيد قلوب العارفين ، ويا مستراح مذاهب المتوكلين ، ويا شاهد مجالس الخائفين
ويا مقيل عثرة العاثرين ، يا أرحم الراحمين



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحبابي وسادتي في الله قرأت لكم هذا الكتاب وهو كتاب فريد من نوعه وهو جامع وصايا السيد الحبيب لشيخ مشايخ الصوفية وإمام أئمة الطرائق الإسلامية العارف بالله فريد عصره ووحيد زمانه الشيخ الأكبر مولانا محي الدين ابن عربي رضي الله عنه وسوف يقوم الفقير رزق البابلي بما يقدر له الله أن ينقله لكم وأسأل الله المولى القدير أن ينتفع به كل من قرأه وتدبر ما فيه وجزاكم الله عنا كل خير


كتاب الوصايا للشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رضي الله عنه


وصية: حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى








وصى الإله وأوصت رسلـه فلـذا
كان التأسي بهم من أفضـل العمـل
لولا الوصية كان الخلق فـي عمـه
وبالوصية دار الملـك فـي الـدول
فاعمل عليها ولا تهمـل طريقتهـا
إن الوصيـة حكـم الله فـي الأزل
ذكرت قوما بما أوصـى الإلـه بـه
وليس أحداث أمر في الوصية لـي
فلم يكن غير ما قالوه أو شرعـوا
من السلوك بهم في أقـوم السبـل
فهدي أحمد عيـن الديـن أجمعـه
وملة المصطفى مـن أنـور الملـل
لم تطمس العين بل أعطتـه قوتهـا
حتى يقيم الذي فيـه مـن الميـل
وخـذ بسـرك عـنـه مـراكـزه
علوا إلى القمر العالي إلـى زحـل
ومنه للقدم الكرسي ثم إلى العـرش
الميحـط إلـى الأشكـال والمـثـل
إلى الطبيعة للنفس النزيهة للعقـل
المقـيـد بـالأعـراض والعـلـل
إلى العماء الذي مـا فوقـه نفـس
منه إلى المنزل المنعـوت بـالأزل
وانظر إلى الجبل الراسي على الجبل
وقـد رآه فلـم يبـرح ولـم يـزل
لولا العلو الذي في السفل ما سفلت
وجوهنـا تطلـب المرئـي بالمقـل
لذلكـم شـرع الله السجـود لـنـا
فنشهد الحق في علو وفـي سفـل
هذي وصيتنـا إن كنـت ذا نظـر
فإنها حيلـة مـن أحسـن الحيـل
ترى بهـا كـل معلـوم بصورتـه
على حقيقة ما هو لا علـى البـدل
فإن دعاك إلى عيـن وليـس لـه
سواك مجلى فـلا تبـرح ولا تـزل
فإن دعاك إلـى عيـن تُسـر بهـا
فلا تجبه وكـن منـه علـى وجـل
أنـا إنـاث لمـا فيـنـا يـولـده
فلنحمد الله ما في الكون من رجـل
إن الرجال الذيـن العـرف عينهـم
هم الإناث وهم نفسي وهـم أملـي



فمن ذلك
[وصية: قال الله تعالى في الوصية العامة(( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه )) فأمر الحق بإقامة الدين وهو شرع الوقت في كل زمان وملة وأن مجتمع عليه ولا يتفرق فيه فإن يد الله مع الجماعة وإنما يأكل الذئب القاصية وهي البعيدة التي شردت وانفردت عما هي الجماعة عليه وحكمة ذلك أن الله لا يعقل إلهاً إلا من حيث أسماؤه الحسنى لا من حيث هو معرى عن هذه الأسماء الحسنى فلا بد من توحيد عينه وكثرة أسمائه وبالمجموع هو الإله فيد الله وهي القوة مع الجماعة أوصى حكيم أولاده عند موته وكانوا جماعة فقال لهم ائتوني بعصي فجمعها وقال هلم اكسروها وهي مجموعة فلم يقدروا على ذلك ثم فرقا فقال لهم خذوا واحدة واحدة فاكسروها فقال لهم هكذا أنتم بعدي لن تغلبوا ما اجتمعتم فإذا تفرقتم تمكن منكم عدوكم فأبادكم وكذلك القائمون بالدين إذا اجتمعوا على إقامة الدين ولم يتفرقوا فيه لم يقهرهم عدو وكذلك الإنسان في نفسه إذا اجتمع في نفسه على إقامة دين الله لم يتفرقوا فيه ولم يقهرهم عدو وكذلك الإنسان في نفسه إذا اجتمع في نفسه على إقامة دين الله لم يغلبه شيطان من الإنس ولا من الجن بما يوسوس به إليه مع مساعدة الإيمان والملك بلمته له



يتبع بعون الله تعالى
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 02-18-2019 الساعة 10:44 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس