عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2008
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

[وصية:

ثابر على اتيان جميع القرب جهد الإستطاعة في كل زمان وحال بما يخاطبك به الحق بلسان ذلك الزمان ولسان ذلك الحال فإنك إن كنت مؤمناً فلن تخلص لك معصية أبداً من غير أن تخالطها فإنك مؤمن بها أنها معصية فإن أضفت إلى هذا التخليط استغفاراً وتوبة فطاعة على طاعة وقربة إلى قربة فيقوى جزء الطاعة التي خلط به العمل السيء ، والإيمان من أقوى القرب وأعظمها عند الله فإنه الأساس الذي إتبنى عليه جميع القرب ومن الإيمان حكمك على الله بما حكم به على نفسه في الخبر الذي صح عنه تعالى الذي ذكر فيه (( وأن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت منه باعاً وإن أتاني يمشي أيتته هرولة)) وسبب هذا التضعيف من الله والأقل من العبد والأضعف فإن العبد لا بد له أن يتثبت من أجل النية بالقربة إلى الله في الفعل وأنه مأمور بأن يزن أفعاله بميزان الشرع فلا بد من التنبط فيه وإن أسرع ووصف بالسرعة فإنما سرعته في إقامة الميزان في فعله ذلك لأني نفس الفعل فإن إقامة الميزان به تصح المعاملة وقرب الله لا يحتاج إلى ميزان فإن ميزان الحق الموضوع الذي بيده هو الميزان الذي وزنت أنت به ذلك الفعل الذي تطلب به القربة إلى الله فلا بد من هذا نعته أن يكون في قربه منك أقوى وأكثر من قربك منه فوصف نفسه بأنه يقرب منك في قربك منه ضعف ما قربت منه مثلاً يمثل لأنك على الصورة خلقت وأقل خلافة لك خلافتك على ذاتك فأنت خليفته في أرض بدنك ورعيتك جوارحك وقواك الظاهرة والباطنة فعين قربه منك قربك منه وزيادة وهي ما قال من الذراع والباع ولهرولة والشبر إلى الشبر ذراع والذراع إلى الذراع باع والمشي إذا ضاعفته هرولة فهو في الأول الذي هو قربك منه وهو في الآخر الذي هو قر به منك فهو الأول و الآخر وهذا هو القرب المناسب فإ ن القرب الإلهي من جميع الخلق غير هذا وهو قوله (( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) فما أريد هنا ذلك القرب وإنما أريد القرب الذي هو جزاء قرب العبد من الله وليس للعبد قرب من الله إلا بالإيمان بما جاء من عند الله بعد الإيمان بالله وبالمبلغ عن الله تعالى \" .]

[وصية:

الزم نفسك الحديث يعمل الخير وإن لم تفعل ومهما حدثت نفسك بشر فاعزم على ترك ذلك لله إلى أن يغلبك القدر السابق والقضاء اللاحق فإن الله إذا لم يقض لعليك باتيان ذلك الشر الذي حدثت به نفسك كتبه لك حسنة وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل إنه يقول(( إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعملها)) وكلمة ما هنا ظرفية فكل زمان يمر عليه في الحديث يعمل هذه الحسنة وإن لم يعملها فإن ا لله يكتبها له حسنة واحدة في كل زمان يصحبه الحديث بها فيه بلغت تلك الأزمنة من العدد ما بلغت فله بكل زمان حديث حسنة ولهذا قال ((ما لم يعملها )) ثم قال تعالى ((فإذا عملها فأنا أكتبها له بعشرة أمثالها ))ومن هنا فرض العشر فيما سقت السماء إن علمت فإن كانت من الحسنات المتعدية التي لها بقاء فإن الأجر يتجدد عليها ما بقيت إلى يوم القيامة كالصدقة الجارية مثل الأوقاف والعلم الذي يبثه في الناس والسنة الحسنة وأمثال ذلك ثم تمم نعمه على عباده فقال تعالى(( وإذا تحدث بأن يعمل سيئته فأنا أغفرها له ما لم يعملها )) وكلمة ما هنا ظرفية كما كانت في الحسنة سواء والحكم كالحكم في الحديث والجزاء بالغاً ما بلغ ثم قال (( فإذا عملها فإما أكتبها له يمثلها)) فجعل العدل في السيئة والفضل في الحسنة وهو قوله ((للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ))وفهو الفضل وهو ما زاد على المثل ثم أخبر تعالى عن الملائكة أنها تقول بحكم الأصل عليها الذي نطقها في حق أبينا آدم بقولهم (( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)) فما ذكروا إلا مساويئنا وما تعرضت للحسن من ذلك فإن الملأ الأعلى تغلب عليه الغيرة على جناب الله أن يهتضم وعملت من هذه النشأة العنصرية أنها لا بد أن تخالف بها لما هي عليه من حقيقتها وذلك عندها بالذوق من ذاتها وإنما هي في نأتنا اظهر ولولا إن الملائكة في نشأتها على صورة نشأتنا ما ذكر الله عنهم أنهم يختصمون والخصام ما يكون إلا مع الأضداد وما ذكر الله عن الملائكة في حقنا أنهم يقولون ذاك عبدك يريد أن يعمل حسنة فإنظر قوة هذا الأصل ما أحكمه لمن نظر
ومن هنا تعلم فضل الإنسان إذا ذكر خبراً في أحد وسكت عن شره أين تكون درجته مع القصد الجميل من الملائكة فيما ذكروه ولكن نبهتك على ما نهتك عليه من ذلك لتعرف نشأتهم وما جبلوا عليه فكل يعمل على شاكلته كما قال تعالى وأخبر أن الملائكة تقول ذاك عبدك فلان يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به قال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة أنه إنما تركها من جرائي أي من أجلي فالملائكة المذكورة هنا هم الذي قال الله لنا فيهم إن عليكم لحافظين كراماً كاتبين فالمرتبة والتولية أعطتهم أن يتكلموا بما تكلموا به فلهم كتابة الحسن من غير تعريف بما يقدم الله إليهم به في ذلك ويتكلمون في السيئة لما يعلمونه من فضل الله وتجاوزه ولولا ما تكلموا في ذلك ماعرفنا ما هو الأمر فيه عند الله مثل ما يقولونه في مجالس الذكر في الشخص الذي يأتيها إلى حاجته لا لأجل الذكر فأطلق الله للجميع المغفرة وقال هم القوم لا يشقى جليسهم فلولا سؤالهم وتعريفهم بهم ما عرفنا حكم لله فيهم فكلامهم عليهم السلام تعليم ورحمة وأن كان ظاهره كما يسبق إلى الإفهام القاصرة مع الأصل الذي نبهناك عليه وقد قال الله في الحسنة والسيئة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وأغفر بعد الجزاء ليقوم وقبل الجزاء لقوم آخرين فلا بد من المغفرة لكل مسرف على نفسه وإن لم يتب فمن تحقق بهذه الوصية: عرف النسبة بين النشأة الإنسانية والملائكة وأن الأصل واحد كما أن ربنا واحد وله الأسماء المتقابلة فكان الوجود على صورة الأسماء .]


يتبع بعون الله تعالى0000
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس