عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2012
  #39
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


الحمد لله الذي وفقنا لما كلّفنا ففاهت ألسنتنا بحمده، وكان ذلك من محض كرمه،
والصلاة والسلام على شفيعنا السيّد الأعظم أشرف المرسلين محمّد الذي منّ الله علينا برسالته وكتَبَنا بقلم فضله من أمّته وخدمه،
ورضي الله عن العِترة والقرابة والوزراء الأقربين، وجميع الصحابة والأولياء العارفين، والعلماء العاملين،
والسلام علينا وعلى عباده الصالحين،
أمّا بعد أي سادة:
(من أقوال سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه)





"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم)
أن نساعد الناس في بناء المساجد في الأمكنة المحتاج إلى صلاة الجمعة والجماعة فيها بأنفسنا وأموالنا بشرط الإخلاص والحل في المال وعدم زخرفتها بالرخام الملون الرقيق وطلي سقفها بالذهب والألوان المعروفة، ولا نتخلف عن المساعدة فيها إلا لعذرٍ شرعي فإنها من جملة شعائر الله تعالى، ولتكون كناً للناس من الحر والبرد إذا صلوا وانتظروا لصلاة الأخرى، ومن جملة ذلك عمارة المنبر وكرسي المصحف وبناء المطهرة والمنارة فنساعد في بنائها كذلك وكذلك من الملحق ببنائها وقفنا الأوقاف عليها مساعدة لخدامها، ومن يقوم بوظائفها ويتلو القرآن فيها ويذكر اسم الله تعالى فيها فإن المساجد لا تكمل إلا بذلك. وإنما شرطنا الإخلاص في البناء والحل في المال وعدم الزخرفة لأن معاملة الله تعالى لا تكون إلا على الأوضاع الشرعية وذلك ليقبلها من صاحبها [أي ليقبلها الله من العبد] فراجع يا أخي جميع ما ورد من فضائل الأعمال إلى من كان مخلصاً في عمله منفقاً من طيب كسبه. وأما من بنى مسجداً من حرام أو شبهات أو من غير إخلاص نية فربما أثم ولم يقبل منه، وإذا كان يوم القيامة انهار به في نار جهنم .

وأما عدم الزخرفة فإنما هو حتى لا يفتن المصلون بإطماحهم أبصارهم إلى تلك الألوان والصنائع فلا يفي أجره بوزره لأن روح الصلاة، الذي هو الإقبال بالجسم والقلب على الله تعالى، لم يحصل لمن يصلي هناك، فكأنهم لم يصلوا هناك فلا تعمر يا أخي شيئاً من المساجد إلا إن علمت من نفسك الإخلاص، فإن علمت من نفسك أنك إنما تعمر ليقال، فأعط الناس الذين يكتمون عليك الأمر ما سمحت به من المال ليصرفوه في عماراته من غير أن ينسب إليك ذلك. والله تعالى أعلم.

- روى الشيخان: (أنّ امرأةً سوداء كانت تقم المسجد أي تكنسه، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها بعد أيام فقيل له إنها ماتت فقال: فهلاّ آذنتموني فأتى قبرها فصلى عليها).
وفي رواية لابن ماجه: (أنها كانت تلتقط الخرق والعيدان من المسجد).

وفي رواية للطبراني: (أنها كانت تلتقط القذى من المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني رأيتها في الجنة بلقطها القذى من المسجد).

وروى أبو الشيخ الأصفهاني: (أنها أجابت النبي صلى الله عليه وسلم من القبر لما صلى عليها وسألها ما وجدت من العمل أفضل فقالت: وجدت أفضل الأعمال قمّ المساجد).

قلت مرادها بأفضل الأعمال أي في حق نفسها، فلا ينافي ذلك من رأى أفضل الأعمال غير ذلك لأنه في حق نفسه كذلك وهكذا. والله تعالى أعلم.

وروى الطبراني مرفوعا: (ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها، فمن بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة، فقال رجل يا رسول الله وهذه المساجد التي تبنى في الطريق قال نعم، وإخراج القمامة منها مهور الحور العين).

وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم: (عرضت على أجور أمتي: القذاة يخرجها الرجل المسلم من المسجد).

وروى الترمذي وغيره: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتخذ المساجد في ديارنا وأمرنا أن ننظفها).

وروى ابن ماجه والطبراني مرفوعاً: (جنبوا مساجدكم، صبيانكم ومجانينكم، وشراءكم وبيعكم، وخصوماتكم، ورفع أصواتكم، وإقامة حدودكم، وسل سيوفكم، واتخذوا على أبوابها المطاهر وجمّروها في الجمع). ومعنى جمروها أي بخروها. والله تعالى أعلم." اهـ




يتبع إن شاء الله تعالى...

والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس