عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2016
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي توضيحات مهمة وصريحة بشأن مؤتمر (من هم أهل السنة) المنعقد في الشيشان

توضيحات مهمة وصريحة بشأن مؤتمر (من هم أهل السنة) المنعقد في الشيشان
===
أولاً: الزمان والمكان

الزمان: يعصف بالمسلمين فتن كثيرة كالعلمانية والإلحاد والتدخلات العسكرية والفكرية والأيدي العميلة، ومن بين تلك الفتن الإرهاب بشكل عام ... والإرهاب الذي يُقتل فيه المسلمون باسم الإسلام، بل وباسم أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، وما ترتب على ذلك من إراقة دماء المسلمين والفتن بينهم، وتشويه صورة الإسلام عند غير المسلمين.

المكان: جمهورية الشيشان المسلمة التي لا يزيد عدد سكانها عن مليون وثلاث مائة ألف، وخاضت حروب متعاقبة أبيد في تلك الحروب رجالهم ويتمت أطفالهم ورملت نساؤهم، وكانت الحروب تثور حربا من بعد حرب بسبب تصرفات من ينسبون أنفسهم للجهاد بدون إدراك لمعنى الجهاد وأحكامه والوسع والطاقة والمصلحة، وكلما حصلت هدنة تسببوا في نقضها ... فوقف مفتي الشيشان السابق الحاج أحمد قديروف في وجه هؤلاء الذين تسببوا في تلك المآسي وقال بأني لن أقود شعبي للمحرقة ولو كان ثمن إنقاذ شعبي هو حياتي ... وأنقذ شعبه دون أن يقبل رأس خصمه كما فعل خالد بن الوليد رضي الله عنه ... فقام من ينسبون أنفسهم إلى الجهاد بقتله بحجة أنه عميل لكونه أوقف الحرب وأفتى بعدم مشروعيتها، نعم المكان هو (الشيشان) الذي يقع في إقليم (القوقاز) القوقاز المسلم الأشعري السني ... يقع الشيشان في هذا الإقليم الذي اصطلى بنار الإرهابيين الذين ينسبون أنفسهم للجهاد جهلا ... فكم قتل من العلماء الشافعية والحنفية ... هذا قتل في محرابه، وذاك وهو خارج للمسجد، وذاك وهو خارج من المسجد، وهذا عالم، وهذا إمام مسجد ... قُتِلَ هؤلاء بحجة أنهم مشركين ... فكانت الرغبة من علمائهم لا من رئاسة الجمهورية ولا من رئاسة الدولة أن يقام هذا المؤتمر ليكون توضيحا لمنهج أهل السنة حتى يعرف الناس في عموم روسيا حقيقة الأمر، ولم يكن لأحد من السياسيين لا من الدولة الأم روسيا ولا من حكومة الشيشان علاقة بما يطرح ويناقش ويقرر، ولا علاقة لهم بالنتائج ولا التوصيات البتة.

ثانياً: الداعي للمؤتمر
هي الإدارة الدينية (الإفتاء)، ولا يخفى أن أي مؤتمر في الدنيا الآن لا بد أن يتم أخذ الترخيص فيه من الدولة التي سيكون على أرضها، ورئيس الجمهورية داعم ومؤيد لانعقاد المؤتمر وليس مملياً لما يقال فيه، وهو خصم للإرهابيين وهم قتلة والده المفتي للشيشان ورئيسها السابق، ولكنه محب لله ولرسوله أولاده يحفظون القرآن، وهو محافظ على دينه، لا يترك صلاة الجماعة، يصلي معه الفجر كل يوم معاونوه ومساعدوه، وبشكل مستمر ..
نقل شعبه:
من الخوف والحرب إلى الأمن والسلم
حافظ على السلم والهدنة، فبنى المساجد لا في الشيشان بل في عموم روسيا، وبنى مراكز العلم ومدارس التحفيظ، وعمرَ البلاد، واطمأن الناس، وحفظت الأرواح.
والمتهورون يريدون منه أن يدخل شعبه في هلكة ودمار، ويطلبون منه ما لا يطاق، ... وإلا رموه بكل أوصاف الذم

ثالثاً: أهداف المؤتمر
- بيان من هم أهل السنة والجماعة، وتبرئة أهل السنة من التشوية والقتل الذي يمارس تحت هذا المسمى، وحماية صورة الإسلام من التشويه.
- تعرية الفرق المبطلة التي تمارس العنف والقتل وتنسبه للإسلام والسنة.

كون هذا المؤتمر العلمي المتخصص في قضية علمية محصورة جداً قد يعجب الدولة الفلانية، ويغيظ الدولة الفلانية، أمر لا مفر منه عند تقاطع المصالح، وهذا لا يجيز كتم العلم أو التحريف فيه، أو الفرار من القضية بأكملها.

رابعاً: هل في البيان احتكار وتضييق للقب أهل السنة
نص بيان المؤتمر على أن أهل السنة هم الأشاعرة والماتريدية، وأهل المذاهب الأربعة، وأهل التصوف، وهذا الوصف يستوعب كل أهل السنة، فليس في الواقع من هو من أهل السنة إلا وهو منتسب إلى مدرسة من هذه المدارس.

وأما الذين قالوا لماذا لم يتم التنصيص على (مدرسة أهل الحديث) فالحقيقة أن مدرسة أهل الحديث الذين لهم مصنفات في العقيدة أو تنبيهات في مصنفاتهم كالبيهقي وابن حبان والحاكم والدارقطني والإسماعيلي والخطيب البغدادي وابن عساكر، وغيرهم ليس لهم عقيدة تختلف عن عقيدة الأشاعرة لأن عقيدتهم الإقرار والإمرار (التفويض) وهذا أحد مسلكي الأشاعرة:
وكل نص أوهم التشبيه *** أوله أو فوض ورم تنزيا
فأهل الحديث يوردون الآيات والآثار دون أن يخوضوا في ((1- تفسيرها أو 2- تأويلها))، ومع سكوتهم وتفويضهم فمنهم من يمنع التأويل ويبدعه ومنهم من يراه مرجوحا

ومن طالع كتاب الأسماء والصفات للبيهقي أو الاعتقاد للإسماعيلي أو الإمام المحدث الصابوني لن يجد إلا تفويضا أو تأويلاً وهما ((مسلكا الأشاعرة))، ولهذا لم يتم التنصيص عليهم في البيان، مع أن جميع البحوث المقدمة أشارت إلى أن أهل الحديث مكون أصيل من مكونات أهل السنة والأشاعرة، ولم أسمع اعتراضاً واحداً على ذلك، وسوف تنشر البحوث ويرى الناس جميعا نصوص أهل العلم المنقولة في الأبحاث المقررة لكون أهل الحديث من صلب وصميم أهل السنة والجماعة، بل إن في البحوث المقدمة بحثا خاصا بذلك، وإنما تم الاقتصار في البيان على ذلك للعلة السابقة الذكر.

وكان من الحاضرين من يرى بصراحة أن (الوهابية) فريق من فرق أهل السنة، وإنما يعيب عليهم المسارعة إلى التكفير والتبديع بدون موجب، والمبالغة في الإثبات بما قد يفهم التجسيم والتشبيه، وممن صرح بذلك من الحاضرين الحبيب علي الجفري، وقال الشريف حاتم العوني بأن خلاف السلفية بين خلاف حقيقي في الفروع أو خلاف لفظي في الأصول.

خامساً: هل المقصود بالمؤتمر كما ينشر البعض إعلان الحرب على فصائل دعوية ؟
والجواب:
لا ... وإنما الهدف النصح والبيان بالدلالة على المذهب الحق وهو مذهب أهل السنة والجماعة، وبذلك عُلِمَ أن الرافضة والمعتزلة والخوارج وغيرهم ليسوا من أهل السنة، كما تم التنصيص على براءة أهل السنة ممن ينسب نفسه إليهم وليس منهم بما نصه في البيان: (وكانت أولى تلك الموجات الضالة الضارة، الخوارج قديما، وصولا إلى خوارج العصر الحديث من أدعياء السلفية التكفيرية، وداعش ومن سار على نهجهم من التيارات المتطرفة التي يعتبر القاسم المشترك بينها هو التحريف الغالي والانتحال المبطل، والتأويل الجاهل للدين).

سادساً: المؤتمر كما سبق علمي في قضية خاصة محددة، والتوافق عليها لا يعني التوافق على ما عداها من قضايا علمية أو مواقف سياسية.

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل


كتبه/ د. سيف علي العصري
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس