عرض مشاركة واحدة
قديم 02-26-2009
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي تذكرة المحبيّن في أسماء سيّد المرسلين

:extra138:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


:extra159:

قرأتُ لكم كتاب (تذكرة المحبيّن في أسماء سيّد المرسلين) للإمام محمد المرعي :





بِسْم اللَّهِ الرّحمنِ الرَّحِيمْ

صَلّى اللّه على سَيّدنا مُحَمَّدٍ وعلى آله وصَحْبِه سلّم تَسْلِيما.

قال() الشَّيْخُ الفقيهُ الإمامُ العالِمُ العَلَمُ العَلاّمَةُ المدَرّسُ بَقِيَّة المُجْتَهِدين ومُفْتِي المُسْلِمين خطيب الخِلاَفَةِ العَلِيَّة وقاضي الجماعة بالحَضُرَة التونسيّة أَبو عَبْدِ الله محمد بن الشَّيخ التّاجر المَرْعِيّ الوجيه كهن الفُقَراء وعماد الضُّعَفاء أَبي الفَضْللِ قاسِم الرَّصّاع؛ كانَ اللَّهُ تعالى لَهُ في الدَّارَيْننِ وحَشَرنا وإيَّاهُ في زُنْرَة أَوْلياءِ اللَّهِ الصَّالحين:

الحَمْدُ للَّهِ الذَّي فَضّل حبِيْبَهُ بأَنْ قَرن اسْمَهُ باسْمِهِ؛ وشَرَّفَهُ على خَلْقِهِ فأَجَلَّهُ بأَنْ شَقَّ له من أَسمائه ما دَلَّ على كماللِ صِفَتِه ووَسْمِه.

فهو ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ واسِطَةُ عقد أَهْللِ العِرْفان. صَبَّرَهُ مولاهُ قائماً في المَلْككِ بِشرعه وجلاله حتّى سرى سِرُّ سِرّه في الأكوان؛ ورحم به الملكوت برحمتهِ وجَمالِه فظَهر معناهُ المُشْرِق في مجالِيه الحِسَان.

وأَشْهَدُ أن لا إله إلاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لهُ شهادة من اعْتَرف بوحدانيّته بالدَّليل والبُرْهان. وأشْهَدُ أَنْ سَيّدنا ومولانا محمَّداً عبدُه ورسولهُ الذي خُلَقَتْ من أَجْلِه جَنَّةُ الرِّضوان. صلى الله عليه وعلى آله صلاةً نبني بها بيْتاً، نَستكِنُّ بها في الشَّدائد ونصلُ بها إلى سُكْنى الجِنان.

ورضي اللَّهُ عن أَصحابهِ الأَنّجُممِ الزّاهرة. والأنوار الفاخرة أهل الرّضا والرِّضَّوان الذين اسْتَمَدُّوا مِنْ أَنوارِه وتَنَعَّمُوا بِطيْببِ أَزْهارِه، فبلغوا إلى جنّة العِرفان، ملؤوا أفئدتهم وأَوصالهم بمحبّته، وتشرّفوا بخدمته، حتّى نطق بمناقبهم القُرآن؛ أَصّلهم مولاهم لِصُحبته، فاختارهم لحبيبه مِن بين خلقه، فكانوا أَنجماً للسائرين إلى الملك الديّان.

عمّم الله أَنوارهم على مَنْ بَعدهم، فورّثوهم ما ورّثهم نبيّهم فتحلّوا باليقين والإتقان، فخرجوا عن عالم المُلك إلى المَلكوت بمشاهدة العيان؛ ومن عالم المَلكوت إلى الجَبروتتِ بقوَّة اليقين والعِرفان. منهم لا يَرون في الوجود شيئاً سوى الملك المعبود، على بصيرةٍ منهم وتبيان. مَنَّ اللّه علينا بمحبّتهم، حتى نكرَع من نَهرهم فَيستنير منّا الجَنَان؛ وعمَر جوارحنا بخدمته وملأ جوانحنا بمحبته حتى نصل إلى الجِنان (2ب).

أمّا بَعد

: فإنّي لما رأيتُ من نفسي الاشتغال بما لا يُغني من المسَائل، ولم نحصل مع كثرة تعبها على طائل، جعلت وسيلة بيني وبين سَيّد الأَوْلِين والآخِرين، وقائد الغُرّ المُحَجَّلين، ما نرجُو به الرّضا والسُّول، وبلُوغ المأمول في الدُّنيا والدِّين.

وقد ألهمني المولى جل جلاله مِنّةً منه وفضلاً إلى شرح بعض أسماء المصطفى، وما وقع من ذلك في كتاب الشِّفا. وقد كنتُ قبل ذلك، أنظرها وأتفهّمها، وأتوسّل إلى الله العظيم في الشّدائد ببركتها.

ثم تَقَوَّى الحبّ في فَهم معناها، فعرَض لي في هٰذا الوقتتِ أن أطلبَ من الله ما نَعُدُّه ذُخراً في الحياة والمعاد، وما نتخذه عند حبيب الله ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ من الجنّة، وتذكير حُبّه في قلوب العباد، وما نرجُو به من المولى العفو والغُفران، وإن كنت كثير السيئات، قليل الزاد.

فأردت أن أشرح أسماءَهُ التي في كتاب الشِّفا، وأذكر اشتقاقها ومعناها، وأذيّل عليها بما يليقُ بمدلولها، وما تشير إليه بفحواها، وما يَصِحّ للمُرِيد أَن يتخلّق به من أسماء المُصطفى، وما ينتهي إليه مقام الكامل من أَهل الصدق والوفا.

وأذكر في هذا الكتاب بياننٍ كلّ اسممٍ رأيتُه فيه، مع ما أضيف إلى ذلك بعد كمال ما في الكتاب، وشرح ما لقحته فيه من فحَوى الخطاب والحامل لي ــــ والله أعلمُ بقصدي ــــ تَشَبُّثي بأذياللِ أسماء حبيب الرحمن، وتشبُّهي بطريق أهل الفلاح والعرفان، وإن كنت صِفراً من الطَاعات، جامعاً لقبيح الأَفعال والسّيئات، فقد ادّخرت الشفيع الأعظم عند الملك الديِّان. أقنَ الله خَوفنا، وغفر ذَنبنا، وستر عَيبنا، وبلّغنا أَملنا بحرمة أسماءِ اللّه الحسنى، وأَسماءِ حبيبه الذي خُلقت من أجله الرضوان." اهـ



فصل


"هذا الفصل أذكرُ فيه مسائل يُحتاج إليها، وفوائد يتأكّد التنبيهُ لطالب الأَسماء عليها، تصلحُ أن تكون مقدّمة بين يدي الأَسماء الكريمة، وعَوناً عليها.

وأختصرُ من الكلام ما لا يَسعُه منهم كثيرٌ من السامعين، وأقصر البسط في العبارة (3أ) فإنّ كثيراً من المُخاطبات لا تغني فيها الإشارة، وخطاب الذكيّ ليس كخطاب الغبيّ، وغالب قصدي في هذا التأليف: تعليم المبتدئين، وشرح ما أَشكل من الأَلفاظِ لأَهل البداية من السّالكين؛ فإن وقع في يَدِ أهلِ الرّمز والإشارة، والفهم الثاقب، وإدراك وجيز العبارة، فلا جَرَم أطلبُ منه طلاقه الوجه وحسن الصّفا، والإغضاءِ عن سَقطات القلم وكمال العفو والوفا.

فنقول، وباللَّه المُستعان، وعليه التّكلان: أَسماءُ رسول الله صلى الله عليه وسلم:

منها ما ورَد في الآيات القُرآنيّة؛ ومنها ما ورد في السنّة النبوية؛ ومنها ما أطلق عليه بإجماع الأُمّة المحمدية.

وقد بَيّن ذلك القاضي أبو الفَضل عياض، رحمه الله، أحْسَن بيان وشَفى الصُّدور بشفائه، وعَمَرها بِمَحبّة حَبيب الرَّحْمن.

وإذا شَرعنا ــــ إن شاء الله ــــ في شرح أسمائه عليه السلام فلا بد من ذكر ما دلّ على صِحّة التسمية له بذلك الاسم، وما دلّ عليه بالمعنى.

ونشرحُ الأَسماء التي سمّاه بها رَبّه جلّ جلاله، واشتقّها له من أسمائه الحُسنى، وأُذيّل على ما أذكر من الأَسماء بما يناسبه، ويجب على المُحِبّ التخلُّقُ به مِن مَعناه؛ أَو يقاربه. وأُطرّزُ الكلام بما يشوق من آثاره، ويحمل الصّادق في المحبّة عند ذكره إِلى اتّعاظه وادّكاره.

وأحذفُ ما فيه غُلوقٌ على أَفهام السّالكين، وأذكر بعض حكايات وآثارٍ وفوائدَ وأشعارٍ من كلام أهل الطّريق، وأَفعال الصالحين، ونطلبُ من اللَّه تعالى العَوْنَ والحِفظ من الخَطأ والزّلل في الاعتقاد، والقول، والعَمل؛ وسميته:

تذكرةَ المُحِبْين في أَسماءِ سيّد المُرسلين:


صلى الله عليه وعلى آله وأَصحابه الخِيرة المُنتخبين، وأزواجه الطّاهرات أُمّهات المؤمنين، صلاةً طيبةً دائمةً إلى يوم الدّين، وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدّين، والحمدُ لله ربّ العالمين.

(3ب) وممّا يُقَوّي رجائي، ويجيبُ ــــ إن شاءَ اللَّهُ ــــ دُعائِي ويلبّي ــــ ببركة هذا النَّبِيّ ــــ طَلِبتي، ويَصْلُح به ما فسدَ مِن نِيَّتي ويُثبني على ما قصَدْتُه من نُصرتي، ويحمل السّامعين على ما يزيدهم محبةً في سيّد المرسلين، ويشوّقُهم في صفات حبيببِ ربّ العالمين، ويُزعجهم إلى خِدمته ونُصرته في كلّ وقت وحين، ما ذكره الفقيهُ المُبارك قارىء هذا الكتاب، الذي يُرجى له من اللَّهِ التّوفيقُ والسَّدادُ والصواب:

أنّ اللَّهَ سُبحانه، أَوْقَف الأَمر في قراءته على ما أَراده بين مكانه ووقته، فعرض للقارىء في ابتداءِ قراءته في يوم الجُمعة ما مَنعه من القِراءة بعد الصَّلاة مانع من اللّه حتى كان ذلك سَبباً لِرؤيةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَتَدُلَّهُ على ما أَراد الله سُبحانه، لأنه يُريد ولا نريد، ولا يكونُ إلاّ ما يُريد." اهـ.



يتبع إن شاء الله تعالى...
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس