يامن تشعر بالبؤس والضيق
قصة مؤثرة يرويها الشيخ (علي الطنطاوي) رحمه الله تعالى، في برنامجه الذي كان يبث على القناة السعودية الأولى، يقول الشيخ:
كنت حينها قاض في الشام، وحدث أن كنا مجموعة نمضي المساء عند احد الأصدقاء، فشعرت بضيق نفس واختناق شديد...!
فاستأذنت أصدقائي للرحيل، فأصروا أن أتم السهرة معهم، ولكني لم أستطع، وقلت لهم أريد أن أتمشى لأستنشق هواء نقياً، خرجت منهم مشياً وحدي في الظلام، وبينما أنا كذلك، إذ سمعت نحيباً وابتهال آت من خلف التلة، نظرت فوجدت امرأة يبدو عليها مظاهر البؤس، كانت تبكي بحرقة وتدعو الله...!
اقتربت منها وقلت لها: ما الذي يبكيك يا أختي؟!!
قالت: إن زوجي رجل قاسي، وظالم، طردني من البيت، وأخذ أبنائي، وأقسم ألا أراهم يوماً، وأنا ليس لي أحد، ولا مكان أذهب له...!
فقلت لها: ولماذا لا ترفعين أمرك للقاضي؟!! بكت كثيراً وقالت:
كيف لامرأة مثلي أن تصل للقاضي؟!!
(يكمل الشيخ وقد أمطرت عيناه، يقول: تقول هذا وهي لا تعلم أن الله قد جر القاضي من رقبته ليحضره إليها...!)
تعليق!
يا من تشعر بالبؤس، والضيق، وتظن أن الدنيا قد أظلمت عليك، وأنه لا أمل، فقط ارفع يديك للسماء، ولا تقل كيف ستحل...
بل تضرع لمن يسمع دبيب النملة السوداء، على الصخرة الملساء، في الليلة الظلماء، وهو سيجيبك، ولن يخيبك، ولن يضيعك. أليس هو القائل (ادعوني استجب لكم)؟!!
__________________
رفيقك علم الله فلابد ان لا تنسى رفيقك