عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2012
  #32
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


الحمد لله حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه، وصلّى الله تعالى وسلّم وشرّف وكرّم وبارك على سيدّنا ومولانا محمّد رسول الله،صلاة جلال وكمال وسلام جمال ووصال، وعلى الآل والصحب الأكامل ومن والاه إلى يوم الجزاء والنوال، وبعد:



"- (
أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على السواك عند كل وضوء. وعند كل صلاة، وإن كان يقع منا كثيرا ربطناه في خيط في عنقنا أو عمامتنا إن كانت على عرقية من غير قلنسوة، فإن كانت على قلنسوة وشددنا عليها العمامة رشقناه في العمامة من جهة الأذن اليسرى، وهذا العهد قد أخل به غالب العوام من التجار والولاة وحاشيتهم فتصير روائح أفواههم منتنة قذرة، وفي ذلك إخلال بتعظيم الله وملائكته وصالح المؤمنين. فضلا عن غير الملائكة والصالحين،

وما رأيت أكثر مواظبة ولا حرصا على السواك من سيدي محمد بن عنان وسيدي شهاب الدين بن داود والشيخ يوسف الحريثي رحمهم الله، وكل ذلك من قوة الإيمان وتعظيم أوامر الله عز وجل وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم ، لا سيما وقد أكد صلى الله عليه وسلم في ذلك ولم يكتف بمجرد الأمر به مرة واحدة، فلازم يا أخي على السنة المحمدية لتجني ثمرة ثوابها في الآخرة، فإن لكل سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم درجة في الجنة لا تنال إلا بفعل تلك السنة، ومن قال من المتهورين هذه سنة يجوز لنا تركها يقال له يوم القيامة وهذه درجة يجوز حرمانك منها صرح بذلك الإمام أبو القاسم بن قسي في كتابة المسمى بخلع النعلين.


وقد بلغنا عن الشبلي رحمه الله أنه احتاج إلى سواك وقت الوضوء فلم يجده، فبذل فيه نحو دينار حتى تسوك به ولم يتركه في وضوء، فاستكثر بعض الناس بذل ذلك المال في سواك، فقال إن الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، فماذا يكون جوابي إذا قال لي لم تركت سنة نبيي، ولم تبذل في تحصيلها ما خصك الله به من جناح البعوضة، فأعجزه ومضى،
وأظنك يا أخي لو طلب منك صاحب السواك نصفا واحدا حتى يعطيه لك لتركت السواك وقدمت النصف وأنت مع ذلك تزعم أنك من أولياء الله تعالى ومن المقربين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله إنها دعوى لا برهان عليها.

وسيأتي ما يستفاد منه في الأحاديث أن قليل العمل مع الأدب خير من كثير العمل من غير أدب.


وقد كان سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه يقول لقراء القرآن: إياكم والغيبة والتكلم بالكلام الفاحش، ثم تتلون القرآن، فإن حكم ذلك حكم من مس بألفاظ القرآن القذر ولا شك في كفره، وهذا أمر قد عم غالب قراء القرآن، فلا يكاد يسلم منه إلا القليل، حتى قال الفضيل بن عياض وسفيان الثوري، قد صار القراء يتفكهون في هذا الزمان بالغيبة وتنقيص بعضهم بعضا، خوفا أن يعلو شأن أقرانهم عليهم ويشتهرون بالعلم والزهد والورع دونهم وبعضهم يجعلها كالإدام في الطعام وهو أخفهم إثما.


ورأيت شخصا من المجاورين يقرأ كل يوم ختمة وهو مع ذلك لا يكاد يذكر أحدا من المسلمين بخير، إنما هو غيبة وازدراء فنهيته عن ذلك فتركهم واشتغل بغيبتي، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فعظم يا أخي سنة نبيك، واستغفر الله من استهانتك بتركها، فإنك لو صرحت بالاستهانة كفرت وحكم الباطن عند الله تعالى في ذلك حكم الظاهر. {والله غفور رحيم}


- روى الطبراني مرفوعا:
حبذا المتخللون من أمتي، قالوا وما المتخللون يا رسول الله قال المتخللون في الوضوء، والمتخللون من الطعام. أما تخليل الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع الحديث.

وروى الطبراني مرفوعا وموقوفا وهو الأشبه:
تخللوا فإنه نظافة، والنظافة تدعو إلى الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجنة.

وروى الطبراني مرفوعا:
من لم يخلل أصابعه بالماء خللها الله بالنار يوم القيامة. وفي رواية له مرفوعا: لتنتهكن الأصابع بالطهور أو لتنتهكنها النار. وفي رواية له أيضا بإسناد حسن مرفوعا: خللوا الأصابع الخمس لا يحشوها الله نارا. وقوله لتنتهكن: أي لتبالغن في غسلها أو لتبالغن النار في إحراقها، والنهك: المبالغة في كل شيء.

وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا:
ويل للأعقاب من النار.

وفي رواية للترمذي:
ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار.

وروى الإمام أحمد رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة فقرأ فيها سورة الروم فلبس بعضها فقال:
إنما لبس علينا الشيطان القرآن من أجل أقوام يأتون الصلاة بغير وضوء، فإذا أتيتم الصلاة فأحسنوا الوضوء.

وفي رواية أنه تردد في آية فلما انصرف قال:
إن أقواما منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء، فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء. والله سبحانه وتعالى أعلم. " اهـ.




يتبع إن شاء الله تعالى مع العهد التالي....


والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس