عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2012
  #35
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


الحمد لله حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه، وصلّى الله تعالى وسلّم وشرّف وكرّم وبارك على سيدّنا ومولانا محمّد رسول الله،صلاة جلال وكمال وسلام جمال ووصال، وعلى الآل والصحب الأكامل ومن والاه إلى يوم الجزاء والنوال، وبعد:



"- (
أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نواظب على الركعتين بعد كل وضوء بشرط أن لا نحدث فيهما أنفسنا بشيء من أمور الدنيا أو بشيء لم يشرع لنا في الصلاة، ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ يسلك به حتى يقطع عنه الخواطر المشغلة عن خطاب الله تعالى

واعلم أن حديث النفس المذموم ليس هو رؤية القلب لشيء من الأكوان كما توهمه بعضهم، فإنه ليس في قدرة العبد أن يغمض عين قلبه عن شهود أنه في مكان قريب أو بعيد من بستان أو جامع أو غير ذلك، فإن في حديث الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال:
(رأيت الجنة والنار في مقامي هذا).

وكان ذلك في صلاة الكسوف، فلو كان ذلك يقدح في كمال الصلاة لما وقع له صلى الله عليه وسلم ذلك، وحمل بعضهم ما وقع له صلى الله عليه وسلم على قصد التشريع لأمته بعيد.


وأما ما نقل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تجهيز الجيوش في الصلاة، فذلك لكماله، لأن الكمل لا يشغلهم عن الله شاغل مع أن ذلك كان في مرضاة الله عز وجل.


فاسلك يا أخي على يد شيخ ناصح يشغلك بالله تعالى حتى يقطع عنك حديث النفس في الصلاة كقولك أروح لكذا أفعل كذا أقول كذا أو نحو ذلك وإلا فمن لازمك حديث النفس في الصلاة، ولا يكاد يسلم لك منه صلاة واحدة لا فرض ولا نفل، فاعلم ذلك وإياك أن تريد الوصول إلى ذلك بغير شيخ كما عليه طائفة المجادلين بغير علم فإن ذلك لا يصح لك أبدا.

وقد قال الجنيد يوما للشبلي وهو مريد
: يا أبا بكر إن خطر في بالك من الجمعة إلى الجمعة غير الله فلا تأتنا فإنه لا يجيء منك شيء.

قلت ومراده بغير الله عز وجل غير ما لا يرضيه من المعاصي وإلا فحضور الطاعات على القلب لا يقدح في السالك بالإجماع. {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}.


- روى الشيخان مرفوعا:
لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا. أي اقترعوا، وفي رواية للإمام أحمد مرفوعا: لو يعلم الناس ما في التأذين لتضاربوا عليه بالسيوف.

وروى مالك والبخاري والنسائي وابن ماجه أن أبا سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال لعبدالرحمن بن أبي صعصعة:
إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا أنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة.

قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي سمعت ما قلته لك بخطاب لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولفظ ابن خزيمة في صحيحه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا يسمع صوته أي المؤذن شجر ولا مدر ولا حجر، ولا جن ولا إنس إلا شهد له.

وفي رواية للإمام أحمد:
يستغفر للمؤذن منتهى أذانه، ويستغفر له كل شيء رطب ويابس سمعه.

وفي رواية للبزار:
ويجيبه كل شيء رطب ويابس.

زاد في رواية للنسائي:
وله مثل أجر من صلى معه.

قال الخطابي:
ومدى الشيء: غايته والمعنى أنه يستكمل مغفرة الله إذا استوفى وسعه في رفع الصوت فيبلغ الغاية من المغفرة إذا بلغ الغاية من الصوت، قال الحافظ المنذري ويشهد لهذا القول رواية يغفر له مد صوته بتشديد الدال أي بقدر مد صوته قال الخطابي، وفي وجه آخر وهو أنه كلام تمثيل وتشبيه يريد أن المكان الذي ينتهي إليه الصوت لو يقدر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقامه الذي هو فيه ذنوب تملأ تلك المدى لغفرها الله له.

وروى الإمام أحمد والترمذي مرفوعا:
ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة فذكرهم، ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة. زاد في رواية الطبراني: ويطلب وجه الله وما عنده.

وروى الطبراني مرفوعا:
المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه، إذا مات لن يدود في قبره.

وروى الطبراني في مجاميعه الثلاثة مرفوعا:
إذا أذن في قرية أمنها الله من عذابه ذلك اليوم.

وفي رواية:
أيما قوم نودي فيهم بالأذان صباحا إلا كانوا في أمان الله حتى يمسوا، وأيما قوم نودي فيهم بالأذان مساء إلا كانوا في أمان الله حتى يصبحوا.

وروى ابن ماجه والدارقطني والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين مرفوعا:
من أذن اثنتا عشرة سنة وجبت له الجنة، وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة وبكل إقامة ثلاثون حسنة.

وروى ابن ماجه والترمذي مرفوعا:
من أذن محتسبا سبع سنين كتب له براءة من النار. والله تعالى أعلم." اهـ



يتبع إن شاء الله تعالى مع العهد التالي....


والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس