تابع آداب المريد مع شيخه .. الآداب الظاهرة
بسم الله الرحمن الرحيم
من كتاب حقائق عن التصوف لسيدي الشيخ عبد القادر عيسى
نكمل اليوم تتمة آداب المريد مع شيخه
أما الآداب الظاهرة فهي :
1 - أن يوافق شيخه أمراً ونهياً ، كموافقة المريض لطبيبه 0
2 - أن يلتزم السكينة والوقار في مجلسه ، فلا يتكئ على شئ يعتمده ، ولا يتثاءب ولا ينام ، ولايضحك بلا سبب ، ولا يرفع صوته عليه ، ولايتكلم حتى يستأذنه لأن ذلك من عدم المبالاة بالشيخ وعدم الإحترام له 0 ومن صحب المشايخ بغير أدب واحترام حُرم مددهم وثمرات ألحاظهم وبركاتهم 0
3 - المبادرة إلى خدمته بقدر الإمكان ، فمن خَدَم خُدِم 0
4 - دوام حضور مجالسه ، فإن كان في بلد بعيد فعليه أن يكرر زيارته بقدر المستطاع ، ولذلك قيل (زيارة المربي ترقي وتربي)0
وإن السادة الصوفية بنو سيرهم على ثلاثة أصول (( الاجتماع والاستماع والاتباع )) وبذلك يحصل الانتفاع 0
5 - الصبر على مواقفه التربوية كجفوته واعتراضه 000 الخ ، التي يقصد بها تخليص المريد من رعوناته النفسية وأمراضه القلبية 0
قال ابن حجر الهيثمي : (( كثير من النفوس التي يراد لها عدم التوفيق إذا رأت من أستاذ شدة في التربية تنفر عنه ، وترميه بالقبائح والنقائص مما هو عنه برئ 0 فليحذر الموفق من ذلك ، لأن النفس لاتريد إلا هلاك صاحبها ، فلا يُطعها في الإعراض عن شيخه ))0
6 - أن لا ينقل من كلام الشيخ إلى الناس إلا بقدر أفهامهم وعقولهم لئلا يسئ إلى نفسه وشيخه ،
وقد قال سيدنا على رضي الله عنه : (( حدثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يُكَّذبَ اللهُ ورسولُه ؟؟ ))0
وهذه الآداب كلها إنما تطلب من المريد الحقيقي الذي يريد الوصول للحضرة الإلهية ، وأما المريد المَجازي فهو الذي ليس قصده من الدخول مع الصوفية إلا التزيي بزيهم والانتظام في سلك عقدهم ، وهذا لايُلزم بشروط الصحبة ولا بآدابها 0
ومثل هذا له أن ينتقل الى طريق أخرى ولا حرج عليه ، كما أن طريق التبرك لا حرج في الانتقال منها الى غيرها كما هو معروف عند المربين المرشدين 0