عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2012
  #52
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نهتم بصلاة الجماعة في العشاء والصبح أكثر من الاهتمام بها في غيرهما لتأكيد الشارع علينا في ذلك لا لعلة أخرى، ولولا علم الشارع صلى الله عليه وسلم منا التهاون في حضور الجماعة في هاتين الصلاتين ما أكد علينا في حضورهما، فإن تأكيد السيد على العبد إنما يكون إذا علم في العبد التهاون بخدمته، وإلا كان السيد أمره بذلك من غير تأكيد ولا بيان ثواب، وهذا العهد يخل به كثير من الناس ولا سيما الصنايعي في أيام الصيف، فإن التعب ينحل عليه آخر النهار فلا يخلص منه إلى طلوع الشمس، وهذا وإن لم يكن عذرا شرعيا ففيه رائحة العذر لأمر الشارع له بالأكل من عمل يده بخلاف من لا حرفة له، فإنه لا عذر له في تخلفه عن هاتين الصلاتين، فاعلم أن من أكل من عمل يده وتعاطى الأعمال الشاقة في تحصيل لقمته وأدى الفرائض في جماعة فهو من الكاملين في مقام الإيمان. والله تعالى أعلم.

وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: إياكم أيها الفقراء والفقهاء الذين يأكلون من الأوقاف ولا يعملون حرفة أن تبادروا إلى الإنكار على من رأيتموه طائفا ببضاعة على رأسه وقت صلاة الجماعة أو الجمعة أو جالسا في حانوته يبيع فربما يكون له عذر شرعي، بل ابحثوا عن أمره وتعرفوا حاله ثم أنكروا عليه بطريقه الشرعي اهـ.

وسمع أخي أفضل الدين رحمه الله شخصا يقول: لولا الضعف لحضرت صلاة الجماعة في العشاء والصبح، فقال لا ينبغي لك يا أخي أن تتعلل بالضعف إلا إن كنت بحيث لو وعدت على حضور الجماعة بألف دينار، لا تقدر على الحضور بحيلة من الحيل فإن قدرت على الحضور لأجل ألف دينار ولم تحضر لصلاة الجماعة فعندك نفاق ينص الشارع اهـ. والله تعالى أعلم.

- روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: (اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا).

قلت: هذا الحديث يشتمل على معنيين أن يكون المراد ترك النوافل في البيت أصلا فتصير كالقبور: أي لا صلاة فيها، وأن يكون المراد به النهي عن جعل قبر الإنسان في بيته إذا مات لذهاب الاعتناء بالقبر إذا كان في البيت لكثرة مشاهدته له ليلا ونهارا. والله تعالى أعلم.

وفي رواية لمسلم وابن خزيمة في صحيحه وغيرهما مرفوعا:(إذا قضى أحدكم الصلاة بمسجد فليجعل لبيته نصيبا من صلاته فإن الله تعالى جاعل من صلاته في بيته خيرا).

وروى الإمام أحمد وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحهما مرفوعا: (لأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة).

وروى ابن خزيمة في صحيحه مرفوعا:(صلاة الرجل في بيته نور فنوروا بيوتكم

وروى النسائي وابن خزيمة في صحيحه مرفوعا:(صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة).

وروى البيهقي بإسناد جيد إن شاء الله تعالى مرفوعا: (فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل الفريضة على التطوع).

وروى ابن خزيمة في صحيحه مرفوعا:(أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم . والله تعالى أعلم." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس