عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2008
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

واتفقنا , بناء على هذا , على إقامة ندوة علمية فى المملكة السعودية , مؤلفة من علماء المملكة ممن يتمتعون بالعلم الوفير والإخلاص لدين الله والغيرة على وحدة الأمة , ومن عشرة من علماء بقية العالم العربى , يتسمون بالصفات ذاتها . على حد علمنا وطبق ما انتهت إليه معرفتنا . فيتناقشون فيها طبق منهج علمى متفق عليه . والمأمول عندئذ أن تتجلى الحقائق وينجلى عنها الضباب والأوهام اللذان يسببان سوء الرؤية , ومن ثم يؤدى سوء الرؤية إلى الوقوع فى المسالك المتشعبة والسبل المضللة .
وتفرقنا على هذا الأساس , والتزمت أن أقترح أسماء العلماء العشرة من مختلف بلادنا العربية وفى مقدمتها سورية , كما التزم هو أن يقترح أسماء العلماء العشرة من المملكة , ومن ثم يتحدد الموعد ثم اللقاء .
ولقد وفيت بما التزمت , فأرسلت إليه أسماء العلماء العشرة الذين تأملت فيهم العلم الوفير , والإخلاص لدين الله والغيرة على وحدة المسلمين ... وانتظرت أن أتلقى منه بقية الأسماء وتحديد ميقات الندوة ومكانها . وها أنا ذا لا أزال أنتظر , وقد مر اليوم على هذا الإتفاق سنوات ..
وقد علمت أن صديقنا الوفى هذا بذل ما فى وسعه .. ولم يأل جهداً فى أن يختار من علماء المملكة من تتوافر بهم أركان تلك الندوة , ولكنهم كانوا كعادتهم يفرون من المواجهة والنقاش فى هذه المسائل بالذات , بمقدار ما يقبلون منفردين ومتحمسين لتنفيذ آرائهم الخاصة بهم فيها
والسؤال الذى لا بد أن نتطارحه بناء على هذا هو :
أفهكذا يكون الإخلاص لوجه الله فى إقامة المعروف وإزالة المنكر ؟
كيف يكون المعروف معروفاً إذا لم نتداع نحن الإخوة المسلمين متعاونين لمعرفته والتعريف به ؟ وكيف يكون المنكر منكراً فى عملنا الإسلامى إذا لم نتداع متعاونين لمعرفة كونه منكراً,ومن ثم للتعاون على انكاره ؟
كيف يكون انفراد أخوتنا مشايخ نجد بالإقدام على هذه الأعاجيب التى عددها السيد يوسف الرفاعى فى رسالته الحوارية هذه والتى بلغت 58 أعجوبة , والتى بحثنا فلم نجد فى دين الله ما يسوغ هذا الإقدام عليها , أقول : كيف يكون انفرادهم عن سائر علماء المسلمين فى الإقدام عليها , أقول : كيف يكون انفرادهم عن سائر علماء المسلمين فى الإقدام على مستحدثاتهم هذه دون أى استشارة لهم أو تعاون معهم , عملاً إسلامياً مقبولاً , وقد كان الإسلام ولا يزال قائماً
فى كل أموره وشؤونه , على التواصل والتعاون ؟
على أنى لا أيأس ... وسأظل متفائلاً ما وجدت إلى ذلك سبيل .
إننى فى الوقت الذى أشكر فيه أخى السيد يوسف الرفاعى على رسالته الحوارية الهامة فى مضمونها , والمحببة واللطيفة فى أسلوبها , أرجوا أن تلقى آذاناً صاغية من الإخوة الفضلاء الذين وجهت إليهم , كما أرجوا أن تلامس من قلوبهم حرقة اْلإخلاص لله والغيرة على حرمات الله والشفقة على صلة القربى فى نطاق الإسلام . كما أرجو أن تذكرهم هذه الرسالة بأن الإسلام لا يتكامل فى كيان الإنسان إلا إن دخل العقل يقيناً وهيمن على القلب حباً وتعظيماً.
فهلا تلمستم – يا علماء نجد – مكان محبة الله ورسوله من أفئدتكم , وهلا استنبتم هذه المحبة إن رأيتموها ضامرة بمزيد من ذكر الله عز وجل .. إذن لدفعكم الحب – والله – إلى حراسة آثار النبوة وصاحبها بدلاً من محوها والقداء عليها ، ولسلكتم في ذ للك مسلك السلف الصالح رضوان الله عليهم .. وإذن لأقلعتم عن ترديد تلك الكلمة التى تظنونها نصيحة وهى باطل من القول , وتحسبونها أمراً هيناً , وهى عند الله عظيم , ألا وهى قولكم للحجيج فى كثير من المناسبات : إياكم والغلو فى محبة رسول الله ..
ولو قلتم , كما قال رسول الله : لا تطرونى كما أطرت النصارى ابن مريم , لكان كلاماً مقبولاً , ولكان ذلك نصيحة غالية . أما الحب الذى هو تعلق القلب بالمحبوب على وجه
الاستئناس بقربه والاستيحاش من بعده , فلا يكون الغلو فيه – عندما يكون المحبوب رسول الله فى حبه له أو بالغ , فلن يصل إلى أبعد من القدر الذى أمر به رسول الله إذ قال فيما اتفق عليه الشيخان : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين , وفى رواية للبخارى : ومن نفسه .
وإذا ازدهرت قلوبكم بهذه المحبة , فلسوف تعلمون أنها مهما تلظت بهذه المحبة , فلسوف تظل متقاصرة عن الحد الذى يستحقه رسول الله ولسوف تنتعش نفوسكم لمرأى آثار النبوة – إن كان قد بقى منها بقية لديكم اليوم , بدلاً من أن تكرهوها وتسعوا سعيكم الحثيث للتخلص منها وللقضاء عليها ..
أسأل الله ضارعاً أن يجمعنا مع إخوتنا علماء نجد على الحق الذى جاء به كتاب الله ود لت عليه سيرة رسول الله وسنته, وسار عليه سلفنا الصالح . وأن يجمعنا بعد اليقين العقلى بحقائق الإسلام , على ورد لا ينضب من محبة الله ومحبة نبيه عليه أزكى الصلاة والسلام .
د / محمد سعيد رمضان البوطى
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس