عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2008
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: كتاب أسرار الحج في إحياء علوم الدين للغزالي

فضيلة البـيت ومكة المشرفة:


"قال : «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وَعَدَ هٰذَا البَـيْتَ أَنْ يَحُجَّهُ كُلَّ سَنَةٍ سِتُّمِائَةِ أَلْفٍ فَإِنْ نَقَصُوا أَكْمَلَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ المَلائِكَةِ، وَإِنَّ الكَعْبَةَ تُحْشَرُ كَالعَرُوسِ المَزْفُوفَةِ، وَكُلُّ مَنْ حَجَّهَا يَتَعَلَّقُ بِأَسْتَارِهَا يَسْعَوْنَ حَوْلَها حَتَّىٰ تَدْخُلَ الجَنَّةَ فَيَدْخُلُونَ مَعَهَا»

وفي الخبر: إنَّ الحَجَرَ الأَسْوَدَ يَاقُوتَهُ مِنْ يَوَاقِيتِ الجَنَّةِ، وإنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ يَشْهَدُ لِكُلِّ مَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقَ وَصِدْقٍ» وكان يقبله كثيراً وروي أنه سجد عليه وكان يطوف على الراحلة فيضع المحجن عليه ثم يقبل طرف المحجن ، وقبله عمر رضي الله عنه ثم قال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك، ثم بكى حتى علا نشيجه فالتفت إلى ورائه فرأى علياً كرّم الله وجهه ورضي الله عنه فقال: يا أبا الحسن ههنا تسكب العبرات وتستجاب الدعوات،

فقال علي رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين بل هو يضر وينفع، قال: وكيف؟ قال: إن إنّ الله تعالى لما أخذ الميثاق على الذرّية كتب عليهم كتاباً ثم ألقمه هذا الحجر؛ فهو يشهد للمؤمن بالوفاء ويشهد على الكافر بالجحود. قيل: فذلك هو معنى قول الناس عند الاستلام: «اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاء بعهدك». وروي عن الحسن البصري رضي الله عنه: أنّ صوم يوم فيها بمائة ألف يوم، وصدقة درهم بمائة ألف درهم، وكذلك كل حسنة بمائة ألف ويقال: طواف سبعة أسابـيع يعدل عمرة وثلاث عمر تعدل حجة. وفي الخبر الصحيح «عمرة في رمضان كحجة معي» وقال : «أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ ثُمَّ آتِي أَهْلَ البَقِيعِ فَيُحْشَرُونَ مَعِي ثُمَّ آتِي أَهْلَ مَكَّةَ فَأُحْشَرُ بَـيْنَ الحَرَمَيْنِ» ."اهـ.



"وفي الخبر: «إنّ آدم لما قضى مناسكه لقيته الملائكة فقالوا: برَّ حجك يا آدم لقد حججنا هذا البـيت قبلك بألفي عام» وجاء في الأثر: إن الله عز وجل ينظر في كل ليلة إلى أهل الأرض فأوّل من ينظر إليه أهل الحرم، وأولّ من ينظر إليه من أهل الحرم أهل المسجد الحرام، فمن رآه طائفاً غفر له، ومن رآه مصلياً غفر له، ومن رآه قائماً مستقبل الكعبة غفر له،

وكوشف بعض الأولياء رضي الله عنهم قال: إني رأيت الثغور كلها تسجد لعبادان ورأيت عبادان ساجدة لجدّة. ويقال: لا تغرب الشمس من يوم إلا ويطوف بهذا البـيت رجل من الأبدال، ولا يطلع الفجر من ليلة إلا طاف به واحد من الأوتاد، وإذا انقطع ذلك كان سبب رفعه من الأرض فيصبح الناس وقد رفعت الكعبة لا يرى الناس لها أثراً، وهذا إذا أتى عليها سبع سنين لم يحجها أحد. ثم يرفع القرآن من المصاحف فيصبح الناس فإذا الورق أبـيض يلوح ليس فيه حرف، ثم ينسخ القرآن من القلوب فلا يذكر منه كلمة. ثم يرجع الناس إلى الأشعار والأغاني وأخبار الجاهلية، ثم يخرج الدجال وينزل عيسى عليه السلام فيقتله والساعة عند ذلك بمنزلة الحامل المقرب التي تتوقع ولادتها.

وفي الخبر: «اسْتَكْثِرُوا مِنَ الطَوَافِ بِهَذَا الْبَـيْتِ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ فَقَدْ هُدِمَ مَرَتَيْنِ وَيرْفَعُ فِي الثَّالِثَةِ» وروي عن علي رضي الله عنه، عن النبـي أنه قال: قال الله تعالى: «إِإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُخَرِّبَ الدُّنْيَا بَدَأْتُ بِبَـيْتِي فَخَرَّبْتُهُ ثُمَّ أُخَرِّبُ الدُّنْيَا عَلَى أَثَرِهِ» .."اهـ



فضيلة المقام بمكة حرسها الله تعالى وكراهيته:


كره الخائفون المحتاطون من العلماء المقام بمكة لمعان ثلاثة:

الأول: خوف التبرم والأنس بالبـيت:؛ فإنّ ذلك ربما يؤثر في تسكين حرقة القلب في الاحترام، وهكذا كان عمر رضي الله عنه يضرب الحجاج إذا حجوا ويقول: يا أهل اليمن يمنكم ويا أهل الشام شامكم ويا أهل العراق عراقكم. ولذلك همَّ عمر رضي الله عنه بمنع الناس من كثرة الطواف، وقال: خشيت أن يأنس الناس بهذا البـيت.

الثاني: تهيـيج الشوق بالمفارقة لتنبعث داعية العودة، فإنّ الله تعالى جعل البـيت مثابة للناس وأمناً. أي يثوبون ويعودون إليه مرة بعد أخرى ولا يقضون منه وطراً. وقال بعضهم: تكون في بلد وقلبك مشتاق إلى مكة متعلق بهذا البـيت خير لك من أن تكون فيه، وأنت متبرم بالمقام وقلبك في بلد آخر. وقال بعض السلف: كم من رجل بخراسان وهو أقرب إلى هذا البـيت ممن يطوف به؟ ويقال: إن لله تعالى عباداً تطوف بهم الكعبة تقرّباً إلى الله عز وجل."
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس