عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2009
  #101
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الحَكَمُ جَلَّ جلالُهُ



" هو الحاكم الذي حكم على كل حقيقة بما هي عليه، حكم في الأزل، وقدَّر العمل والأمل، وجعل لكل شيء سبباً، وربط المسببات بأسبابها، وبين الدخول من أبوابها، فالعباد أمام أحكامه أقسام:


منهم: من نظر إلى الخاتمة.


وأعلى منهم: من نظر إلى السابقية.


وأعلى منهم: من نظر إلى حكم وقته الذي هو فيه، فقام بواجب الوقت.


وأعلى منهم: من استغرق بالكلية في شهود الحاكم وذكره، والقيام بأمره.


فمن نظر إلى السابقية أو الخاتمة تكاسل في العمل، ومن نظر إلى الواجب عليه في وقته فهو السعيد المستحق للمزيد.


واعلم أن سر القدر والتكلم فيه منهيٌّ عنه لأن العقول لا تصل إلى حقيقته لأن الله كتب كتابان:


الأول: كتاب الأحكام القدرية ، أخفاه عنا.


الثاني: الأحكام الشرعية أبرزه لنا، وكلَّفنا به، وأخبرنا أن السعادة في الوقوف عند أحكامه الشرعية.


فإذا كنت مطيعاً فاعتبر الطاعة بقدر الله وتوفيقه، وهدايته، ولا تنسبها إلى نفسك خوفاً من الغرور بها.


وإذا كنت عاصياً فاعتبر ذلك باستعداد فطرتك، وظلم نفسك وغفلتك، وتنبَّه بسرعة إلى التوبة، وارجع إلى الأحكام الشرعية، كل ذلك بتقدير أزلي من الحكيم الخبير.


وإذا وقعت في ذنب فاعتبر أنك مريض أسرع بالعلاج، وهو مركب من ثلاث حقائق: الندم على ما فات، والعزم على أن لا تعود ، وردّ المظالم إلى أهلها إن أمكن.


واعلم أن الاحتجاج بالقدر لا يفيد، ولكن العارف يفر من قدر الله إلى قدر الله، كما يفر المريض من مكان مضر إلى مكان هواؤه نقي، فإن كانت المعصية بقضاء الله، فهي مرض مهلك يفر منها إلى قضاء الله، وهو الصلح على مولاك.


واعلم أن العبد متى تحقَّق بقضاء الله الأزلي وبقسمته السابقة في الأجل والرزق اطمأنَّ قلبه، ولم يطمع في حصول شيء لم يكن له، فيزول من قلبه همُّ الرزق، لأنه يصير له كالظل لا يفارقه (1) .


ومتى أشرق على قلبك نور اسمه "الحكم" وعرفت أنه أثبت كل أحكامه في القدم، صرت وقوراً لا تجزع، وإن جزع الخلق، ولا تفزع وإن فزع الخلق، ولا تحزن وإن حزن الجهَّال، رفعت الأقلام وجفت الصحف.


وحظُّك من هذا الاسم الشريف أن تكون حاكماً على قوتك الغضبية، فلا تغضب على من أساء إليك، وأن تحكم على قوتك الشهوانية فلا تطلب إلا ما يسَّره الله لك، ولا تحزن على ما تعسَّر، وأن تحكم على نفسك فتجعلها تحت سلطان العقل، وتجعل العقل تحت سلطان الشرع، ولا تحكم حكماً حتى تأخذ الإذن من الله "الحكم" العدل." اهـ




الدُّعـــــاءُ


" إلهي ... أنت الحكم الذي حكمت على العوالم وهي في علمك ، وخصصتها بإرادتك وأبرزتها بقدرتك ، فكل شيء في الوجود محكوم عليه فيما هو عليه من علم وعمل ، وقد نشرت أسباب السعادة لأهلها ،فأشهد قلوبنا أقدارك حتى نتنعم في أنوارك، ونرضى عن أحكامك، فنصبح بالرضا من خواص خدمك، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:============================================

(1) : : فمن عرف أنه سبحانه وتعالى الحاكم لم يتحاكم لغيره، فإذا ظهر له شيء من أمره رضي بحكمه، وانقطع تعلق قلبه عن المستقبل ، - كما ذكر الرازي - بل يصير مشغول القلب بأنه لا يصيبه إلا الذي جرى في الأزل. ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (من عرف سر الله في القدر هانت عليه المصائب) .قال عليه الصلاة والسلام: (اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت). اهـ




(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: العَدْلُ جَلَّ جَلالُهُ ....... )


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس