عرض مشاركة واحدة
قديم 08-13-2009
  #107
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

الغَفُورُ جَلَّ جَلالُهُ



" اعلم أن الله تعالى كرَّر أسماء المغفرة (1) في القرآن، ونوَّع معانيها لتطمئنَّ قلوب العصاة، وتسكن نفوس المذنبين، ولا ييأس مجرمٌ من رَوح الله "الغفور" جلَّ جلاله؛ فهو { غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ } (2) . من أذنب وأتى إلى بابه قبله.


الغفَّار: هو الذي إن تكرَّرت منك الإساءة وأقبلتَ عليه فهو غفَّارها وستَّارها (3) .


و"الغفور" هو السيد التامُّ القدرة (4) ، وقد يغفر فضلاً منه وإحسانا، بدون قيدٍ ولا شرط، فهو الفعَّال المطلق الذي هو فوق القيود والحدود.


واعلم... أن العبد متى تأمَّل في أخلاق الله تعالى ومعاملته لعباده انفتح أمامه باب الأمل، ونشط في صالح العمل (5) ، ولاح على قلبه نور "الغفور"، وانكشف له حكمة المقدور، فلا يرى عورةً إلا سترها، ولا زلَّةً إلا غفرها؛ إن اعتذر إليه أخٌ قَبِلَ، وعامله بالإحسان، ويقابل جميع الإساءة بالغفران.


وصاحب هذا الخلُق يصبح بين العالم كشجرة مُظِلَّةٍ مثمرة، وروضةٍ بأنواع المسرَّات عامرة.




الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت الغفور الذي تغفر الذنوب جميعاً، تمحو الإساءات فتجعل العاصي وجيهاً مطيعاً، تجليت بنور اسمك الغفور، ففرت إلى رحابك الأرواح، وانشرحت الصدور. تجلَّ لقلبي بواسع الغفران، واجعلني مظهر الإحسان في بني الإنسان، واجعل قلبي نقياً تقياً، راضياً مرضياً، فأكون مصدراً للعفو والصفح عليك، إذ الأمر منك وإليك. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:============================================

(1) : قيل: والمغفرة مأخوذة من الغفر، وهو: نبت إذا وضع في الجرح بريء من حينه، فالمغفرة تبريء جراح الذنوب، كما يبريء هذا النبات جراح الأبدان. وقيل من (المِغْفَر) وهو الجُنَّة التي تجعل على الرأس عند الحرب لأن المغفرة ستر الذنوب . وقيل الغفور هو السيد التام القدرة، وقد يغفر فضلاً وإحساناً منه، بدون قيد ولا شرط . فهو الفعال المطلق الذي هو فوق القيود والحدود . وقيل : إن الغفار هو الذي إن تكررت منك الإساءة ، وأقبلت عليه فهو غفارك وستَّارك وستارها.

(2) : سورة غافر - الآية رقم 3.

(3) : فالغفار صيغة مبالغة لغافر أيضاً وهي أبلغ لزيادة المعنى ، وقيل مبالغة من جهة الكمية والتكرار، فهو" العزيز الغفار" - سورة ص 66 - تدلُّ على غفران الذنوب على سبيل التكرار مرة بعد أخرى، فستر القبيح وأظهر الجميل، فهي تتناول الأفراد والأرتال، هذا بينما "الغفور" تتناول المبالغة من جهة الكيفية بمغفرة الذنوب العظيمة، وهو تعالى يغفر الذنوب جميعاً، كبيرها وصغيرها، غير أنه { لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} مهما عظم الذنب وتكررت الآثام.

(4) : والغفور صيغة مبالغة لغافر التي تدلُّ على أصل المغفرة، وهو من الغفر، وهو الستر بصيانة العبد عما استحقه من العذاب، فهو كثير الستر على عباده بالتجاوز عن سيئاتهم لمن استغفر من أي ذنب فهو يدل على كثرة ما يغفر، فهو يغفر الذنوب جميعاً، فهو من جهة الكيفية جودة وكمالاً فهو تام المغفرة كاملها ، يغفر الذنوب العظام.

(5) : مكرراً الدعاء الذي رواه البخاري، ويسمى سيد الاستغفار، وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام: (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت) . وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في صلاتي . فقال له: قل " اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك ، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم " .

وروى الأصمعي قال: وقف أعرابي أمام الروضة الشريفة فقال: اللهم هذا حبيبك، وأنا عبدك، والشيطان عدوك، فإن غفرت لي سُرَّ حبيبك، وفاز عبدك، وغضب عدوك. وإن لم تغفر لي غضب حبيبك، ورضي عدوك، وهلك عبدك. وأنت أكرم من أن تغضب حبيبك، وترضي عدوك، وتهلك عبدك. اللهم إن العرب الكرام إذا مات فيهم سيد أعتقوا على قبره، وإن هذا سيد العالمين، فأعتقني على قبره." اهـ






(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: الشَّكُورُ جَلَّ جَلالُهُ....... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس