عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2009
  #108
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية


الشَّكُورُ جَلَّ جَلالُهُ



" هو الذي يجازي على العمل اليسير بالأجر الكبير، ويعطي للطائعين في العمر المحدود رضوانه الأكبر في دار الخلود.


هو الذي وهب التوفيق والهدى للطائعين، ويشكرهم بين العالمين.


و"الشكور": هو الله، إذ العبد عاجزٌ في مبداه ومنتهاه.


والشكر من العبد: هو اعترافه بعجزه عن الشكران، والدواء الوحيد لحفظ النعمة ودوام المزيد هو شكر المنعم الكريم، والسير على الصراط المستقيم.


وما زالت نعمةٌ عن مخلوق إلا بترك الشكر، ولا نزلت بليّةٌ بإنسان إلا من التهاون في الأمر (1) .


قال تعالى: { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ }(2) .



الدُّعـــــاءُ


" إلهي ....أنت الشكور، جذبتنا إليك بحسن معاملتك فشرحت الصدور، وكشفت للعارفين الحقيقة، فلم يعاملوا سواك، ورفعت النقاب عن بصائر الواصلين فدخلوا في رضاك. شاهدوك متجلياً فشكروك، وعاينوا نورك في كل المواطن فعبدوك، تحققوا بالشكر فأعطيتهم المزيد، وجعلتهم بفضلك نوراً مشرقاً للعبيد، أسألك أن تكشف عن بصيرتي الحجب حتى أكون مظهراً للشكر، وأنت الشكور.وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:
============================================


(1) : فالشكر مبنيٌ على خمس قواعد: الأولى: خضوع الشاكر للمشكور. والثانية: حبه له. والثالثة: اعترافه بنعمه. والرابعة: الثناء عليه بها. والخامسة: أن لا يستعملها فيما يكره.

وإن نعم الله تعالى لا تحصى، وإن أجلَّها نعمة الصحة، والأبدان، والأبناء، والأموال، وما هدانا الله إليه وأعاننا عليه من طاعته، وغفر زلته، وما يلم بنا من ضعف، ومن مناجاته" تطاع ربنا فتشكر، وتعصى فتغفر لمن شئت". وسمَّى نفسه تعالى "شكوراً" على معنى أنه يجازي العبد على الشكر شكراً كما سمى جزاء السيئة باسمها { وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا }. إن الشكر يتضمن معرفة النعمة كما يتضمن إظهارها والثناء على المنعم بها، بوصفها في محلها، و" إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" فالثناء شكر،ووضع النعمة في مواضعها، وحسن استخدامها من ضروب الشكر ومستلزماته، وبضد ذلك الكفر بالنعمة، فهو غطاء وستر لها، وجحود ووضعها بغير مواضعها، كاستعمالها لغير ما يرضى بها المنعم... ولهذا قال تعالى: { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }. الذي يصرف النعمة إلى ما خلقت من أجله، ويؤدي حقها نية وقولاً وعملاً.


(2) : سورة إبراهيم - الآية 7.

ويذكر القشيري أن شكر العبد للخالق غير ميسور وبيان ذلك من وجوه : الأول: أن شكر النعمة مشروط بمعرفة تلك النعمة ، ومعرفة نعم الله تعالى غير حاصلة ، يقول الله تعالى: { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } فإذا كانت معرفة النعم غير حاصلة ، كان الشكر غير ممكن من هذا الوجه . الثاني: شكر النعمة مخلوق من المنعم، وذلك الشكر أعظم قدراً من تلك النعمة ، فكيف يعقل شكر نعمته من غير نعمته . الثالث: أن الله يعطي على هذا الشكر نعمة زائدة فإن وقع هذا الشكر في مقابلة النعمة السابقة بقيت النعمة اللاحقة بلا شكر وإن وقع الشكر في مقابلة اللاحقة بقيت النعمة السابقة بلا شكر، وعلى التقديرين لا يفي شكر العبد بنعمة الرب . الرابع: أن الله يعطيك مع استغنائه عنك، وأنت تشكره مع افتقارك إليه، فكيف يقع هذا الشكر الصادر عن الحاجة والضرورة، في مقابلة الإنعام الذي هو محض التفضل والإحسان ؟." اهـ






(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: العَلِيُّ جَلَّ جَلالُهُ ....... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس