عرض مشاركة واحدة
قديم 09-16-2009
  #109
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية



العَلِيُّ جَلَّ جَلالُهُ



" هو الذي له التعالي المطلق، والعلوُّ المحقَّق، وكل رتبة في الوجود مهما علت وارتقت فهي لعزِّ علاه خشعت (1)

.
والعلوُّ قسمان: علوُّ مكانة، وعلو مكان.


فعلوُّ المكانة: هو علوُّ الرتبة والشرف، مثل رتبةالخليفة، ورتبة العلماء.


وعلو المكان: مثل علو الكواكب والأفلاك، فالعرش العظيم له علوعلى جميع المخلوقات الحسية.
ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له علو المكانة والشرف على جميع العوالم الكونية. وقد أكرمنا الله ببركة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال تعالى: { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } (2) . فمنحنا رتبة العلوّ في المكانة ونحن على الأرض حتى سبقنا بذلك أهل السماء، لأننا كنا في معية العلي الأعلى (3) .


وقد كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في دعائه: ( اللهمَّ إنا نسألك الدرجات العلى) (4) . وهو أن يتجلى العليُّ لرفع شأن عبده فيجعله رفيع الدرجات، ظاهر البركات.


وعلوُّ الحضرة الإلهية علوُّ عزٍّ ومجد، وكمال، ونزاهة، يستوي عنده فوق وتحت، لأنه مقدَّسٌ عن الجهات، ولكن متى شاء الحق أن يرفع قدر عبده تعلَّق قلبه بربه، وخشع جسمه لطاعته، وهام في حبِّه، فلم يرَ سواه علياً كبيراً، ولا يرى غيره حافظاً نصيرا، فيكون في المعية الإلهية، ويرفعه الحق إلى مقام العبدية (5) .


ومن أراد العلو فليتواضع لله، فقد ورد في الحديث: ( من تواضع لله رفعه ) (6) .


وقد بين سبيل السعادة الباقية فقال تعالى: { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين} (7) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... أنت العلي المنـزَّه عن الحدود والجهات، المقدَّس عن الأوهام والخطرات، جعلت الشرف الأعلى لمن لجأ إليك، وأعطيت المقام الرفيع لمن توكَّل عليك.
إلهي .... إنك منحت سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم أعلى الدرجات، وصيَّرته مفتاحاً لكل المقامات والحضرات، فاجعل لنا حظاً وافراً من ميراثه العالي، وشرفه الغالي، حتى نفوز من علو المكانة بحظ أوفر، وننال بحسن اتِّباعه السعد الأكبر، إنك على كل شيء قدير. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم" ( 8 ) .



اقتباس:
============================================


(1) : واعلم أن علو الله تبارك وتعالى يرجع إلى واحد من ثلاثة أمور: إلى أنه لا يساويه شيء في الشرف والعزة، فيكون هذا الاسم من أسماء التنـزيه، أو إلى أنه قادر على كل شيء والكل تحت قدرته وقهره، فيكون من أسماء الصفات المعنوية، أو إلى أنه يتصرف في الكل بقدرته، فيكون من أسماء الأفعال. وأما علوه سبحانه فليس كما يفهم الأغبياء ومن شاكلهم من طلبة العلم المبتدئين أنه علو مكان - حاشاه سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً - وإنما هو علو مرتبة. والعجب من هؤلاء وأضرابهم أنهم لا يفهمون من الفوق إلا المكان !!! - كما قال حجة الإسلام - ومع ذلك إذا سئل أحدهم عن شخصين من الأكابر وقيل له: كيف يجلسان في الصدور والمحافل؟ فيقول: هذا يجلس فوق ذاك. وهو يعلم أنه لا يجلس إلا بجنبه ، وإنما يكون جالساً فوقه لو جلس على رأسه، أو مكان مبني فوق رأسه . ولوقيل له: كذبت ما جلس فوقه ولا تحته ، ولكنه جلس بجنبه، اشمأزت نفسه من هذا الإنكار، وقال : إنما أعني به فوقية الرتبة والقرب من الصدر؛ فإن الأقرب إلى الصدر الذي هو المنتهى، فوق بالإضافة إلى الأبعد . ثم لا يفهم من هذا أن كل ترتيب له طرفان يجوز أن يطلق على أحد طرفيه اسم الفوق والعلو، وعلى الطرف الآخر ما يقابله فافهم فهَّمني الله وإياك.

(2) : سورة آل عمران - الآية 139.

(3) : ومن أدب المؤمن مع اسم "العلي" أن يتواضع ويتذلل بين يدي الله تعالى، وعند ذلك يرفع الله قدره . روى القشيري أن الله تعالى أوحى إلى سيدنا موسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام - أن يأتي الجبل ليكلمه ، فتطاول كل جبل طمعاً أن يكون محلاً للمناجاة ، وتصاغر طور سيناء ، وقال : متى أستحق أن أكون محلاً لقدم موسى عليه السلام في وقت المناجاة، فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن ائت جبل سيناء لتواضعه. وحكي أن رجلاً قال لمالك بن فضول : اتق الله، فألصق خده بالتراب، وقال : سمعاً وطاعة!!.

(4) : جاء في دعائه صلى الله عليه وآله وسلم ، فيما رواه الطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك بسندهما عن السيدة أم سلمة رضي الله عنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم أنت الأول لا شيء قبلك، وأنت الآخر لا شيء بعدك، أعوذ بك من شر كل دابة ناصيتها بيدك، وأعوذ بك من الإثم والكسل، ومن عذاب النار، ومن عذاب القبر، == ومن فتنة الغنى وفتنة الفقر، وأعوذ بك من المأثم والمغرم، اللهم نق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس؛ اللهم بعد بيني وبين خطيئتي، كما بعدت بين المشرق والمغرب، هذا ما سأل محمد ربه؛ اللهم إني أسألك خير المسألة وخير الدعاء وخير النجاح وخير العمل وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، وثبتني وثقل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجتي وتقبل صلاتي، واغفر خطيئتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه، وأوله وآخره، وظاهره وباطنه، والدرجات العلى من الجنة آمين؛ اللهم نجني من النار، ومغفرة بالليل والنهار، والنزل الصالح من الجنة آمين، اللهم إني أسألك خلاصا من النار سالما، وأدخلني الجنة آمنا؛ اللهم إني أسألك أن تبارك لي في نفسي وفي سمعي وفي بصري وفي روحي وفي خلقي وفي خلقي وأهلي وفي محياي ومماتي؛ اللهم وتقبل حسناتي، وأسألك الدرجات العلى من الجنة آمين.

‏ انظر: كنـز العمال - المجلد الثاني - الفصل السادس - في جوامع الأدعية - الحديث رقم 3820.

(5) : العَبْدِيَّةُ والعُبودِيَّةُ والعُبودَةُ والعِبادَةُ: الطَّاعَةُ. القاموس - مادة عبد.

(6) : قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (من تواضع لله رفعه الله) . رواه الإمام أحمد في المسند، وابن ماجه في السنن بسندهما عن أبي سعيد الخدري بزيادة: " به درجة ومن تكبر وضعه الله "- الحديث، وأخرجه أبو يعلى وأحمد بلفظ: ( ومن قنع أغناه الله ومن أكثر ذكر الله أحبه الله). وأسنده الديلمي عن عمر بلفظ فهو في نفسه صغير وفي أعين الناس عظيم. ورواه أبو الشيخ عن معاذ بلفظ من تواضع تخشعا لله رفعه الله ومن تطاول تعظما وضعه الله وفي تاريخ ابن عساكر عن طلحة بن عبيد الله أن التواضع لله تبارك وتعالى الرضى بالدون من المجالس انتهى.‏

انظر: العجلوني - كشف الخفاء ومزيل الإلباس - الحديث رقم 2445.

(7) : سورة القصص - الآية 83.

( 8 ) : ومن عرف أنه العلي الذي ارتفع فوق كل شيء - علوَّ مكانة وجلال -، سَمَت همته لله، فجعل أحواله وقفاً عليه.

والتعلق باسمه تعالى "العلي": بطلب رفع همتك إليه، وجعل اختيارك وقفاً عليه، حتى لا تختار دنيا ولا آخرة، سوى الوصول إلى رضاه ، ولا تعتمد في كل أحوالك إلا إياه.

والتخلق به : بالجنوح إلى معالي الأمور. وفي الحديث: (إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها ). وعن سيدنا علي كرّم الله وجهه : علوُّ الهمة من الإيمان." اهـ






(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: الكَبِيرُ جَلَّ جَلالُهُ ....... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس