عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2009
  #110
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية


الكَبِيرُ جَلَّ جَلالُهُ



" هو الذي تتصاغر أمامه العظماء، وتضمحلُّ لجلالته الكبراء، كلُّ كبيرٍ أمامه كالذَّرِّ الحقير، وكلُّ شامخٍ إذا تجلَّى كبرياؤه فهو هباء صغير، له الكمال الذاتي، والجمال الصفاتي، له الغنى الأزلي، والبقاء الأبدي ( 1 ) .


واعلم ... أن الكِبْرَ من أمراض القلوب، وصاحبه ينازع علاَّم الغيوب، وهو من صفات إبليس، يوقع في الحجاب والعذاب، والبعد عن حضرة التوَّاب، ويولد مرض حب الرياسة والأنانية، ويجرُّ إلى الأمراض الظلمانية ( 2 ) ، فإذا أردت أن يحفظك الله من مرض الكبر: فكرِّر ذكر "يا كبير". واذكر من أنت في مبدأ الأمر والتصوير، حتى تنجو من الشر الخطير.


ومتى صغرت نفسك أمام عينيك، وفنيت ( 3 ) عن مقتضى حسِّك، أعطاك الله عزَّه الباقي الدائم، وصيَّرك كبيراً بين العوالم، متكبِّراً على كل ظالم، متواضعاً لكل فقير مسالم.


وقد خصَّص الحق سيدنا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بحلل الكمال، وكل من رآه أو سمع به خضع لظهور الكبير المتعال.


والكبير من العباد من منحه الله العلم بالله، وأعطاه الحمد فصيَّره كبيراً عند من رآه، ومنحه العواطف على الأمة فبذل النصيحة، وأنقذها من العصيان، ويدعو لها بالهدى ورفعة الشان ( 4 ) ." اهـ



الدُّعـــــاءُ


" إلهي ....أنت الكبير الذي ذلَّت لكبريائك الكائنات، وسجدت لعلوِّك المخلوقات، من تكبر قصمت ظهره، ومن تعاظم خفضت قدره وذكره. أشرق على قلبي بنور الكبرياء، حتى تمحو مني وجودي الباطل ويزول الداء، وظللني بظل أسمائك وأنوارها، فمن رآني خشع لعلو مقداري، فكلُّ جمال هو منك واصل، وكل كمال من فيضك حاصل، فكيف أتكبر وأَصْلِي معدوم؟، وكيف أتعاظم وأمري مفهوم ؟. اجعلني لك ذاكراً شاكراً، وكن لي حفيظاً ناصراً. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم" .



اقتباس:
============================================


(1) : : والله تبارك وتعالى هو الكبير في كل شيء، والغني على الإطلاق، وهو الذي كبر وعلا في ذاته وصفاته، وأفعاله عن مشابهة مخلوقاته: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } ، أو الذي فاق مدح المادحين، ووصف الواصفين، فهو أكمل الموجودات وأشرفها، أو ذو الكبرياء والعلو والعظمة والرفعة، والتنـزه عن أوهام الخلق ومداركهم، فله تبارك وتعالى كبرياء الذات والصفات والأفعال. وهو الذي يتصاغر أمامه الكبراء والعظماء، والمتعالي عن مشاهدة كل الحواس وإدراك العقول، لا ينازعه في كبريائه أحد، ولا تهتدي العقول لوصف عظمته، ولذلك نقلوا عن أدعية هذا الاسم الكريم : " يا كبير أنت الذي لا تهتدي العقول لوصف عظمته " .


وليس كبره لكبر جثة، بل هو كبر جلال وعلو، ولذلك قيل: يمتنع أن يكون الله تعالى كبيراً بحسب الجثة والحجم والمقدار، فوجب أن يكون كبيراً بحسب القدرة والمقادير الإلهية .


(2) : وهذا ما نشاهده اليوم في قلوب ووجوه من تكبر واعترض على علماء الأمة، وأهل الله العارفين، والعلماء العاملين المخلصين من سلف هذه الأمة وخلفها، حيث جعل بعض المتكبرين من أنفسهم أشباهاً للسلف الصالح، وعاندوا العقل والمنطق، ونفخ الشيطان في أنوفهم، فشبَّه لهم أن سلف الأمة الصالح وأئمتها العظام رجال، وهم رجال، فأطلقوا مقولتهم بدون وجه حق، فقالوا:" هم رجال ونحن رجال" نأخذ ونرد كما أخذوا وردّوا، ونسي هؤلاء قدرهم في العلم والحال، والذوق والوجدان، فاغتروا، وضلوا وأضلوا، فإياك يا أخي وإياهم، وفرَّ منهم فرارك من الأسد، فهم القوم والله والله والله لا يسعد جليسهم، ولا يشرف مخالطهم، ولعن الله من كذب عليك، فاسأل الله تعالى العافية.


(3) : المراد بالفناء : أن يفنى العبد عن حظوظ نفسه وعن أبناء جنسه، وعن كل ما سوى الله فلا يكون له في شيء من ذلك حظ، ويسقط عنه التمييز فناء عن الأشياء كلها شغلاً بما فني به، فالفناء فضل من الله تعالى وموهبة للعبد وإكرام منه، ومنـزلة له، واختصاص له به، وليس هو من الأفعال المكتسبة وإنما هو شيء يفعله الله عز وجل بمن اختصه لنفسه واصطنعه له ". انظر التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي صفحة123".


( 4) : ومن عرف كبرياء ربه يتواضع متذللاً له سبحانه، وللعارفين به، ولأوليائه الصالحين من عباده، متأدباً معهم وبين أيديهم أحياءً وأمواتا، ويدفع فساد أهل الكبرياء في أرض الله، والله لا يحب المفسدين، وأن يكون كبير القلب، كبير الهمة، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الشريف:" كبِّروا هممكم فإني لم أرَ أقعد بالرجال عن معالي الأمور من ضعف الهمم". وإن من مستلزمات ذلك مجانبة الغرور، وحسن التواضع ، وإلا وقع في التفاخر والرياء، والكبر، والغرور وهي تجزى عند الله بالصغار والهوان، وعند الناس بالنفرة حيناً، والمصانعة أخرى، والاحتقار. ومن عرف طفولته وحاجته، ونومه ومرضه، وموته، أدرك حقيقته، وعرف منَّة الله عليه فيما آتاه، وأنه لا يدري ما يسلب عنه من ذلك، وعرف أن ما آتاه الله ابتلاء بنعمه، إنما يستحق الشكر لا الاستكبار، والتخلق من ذلك بخلق الشيطان الرجيم،الموسوم بما سمي به إبليس فأبلس، وبئس،وحزن، وما زاده الكبر إلا صغارا. " اهـ






(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: الحَفِيظُ جَلَّ جَلالُهُ ....... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس