عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2010
  #3
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي

الحكاية الثالثة

قال بعضهم: كان لي مريد خدمني تسع سنين وكنت أحبه حبا شديدا لخدمته وحسن معاشرته ولأنه كان من أهل حومتنا ومن جيراننا، وكان لي امرأة يعتريها المرض كثيرا وكان للمريد امرأة جميلة فـيأتي بها لدارنا فتباشر الخدمة التي لا تطيقها امرأتي، فكان هو وامرأته يخدمان وكنت أحبه لذلك حبا شديدا.

فبينما أنا ذات يوم واقف فـي موضع من المواضع إذا به أتى بصبية له صغيرة فـي يدها مصحف فلم أشعر إلا بالصبية سقطت بين رجلي وفـي يديها المصحف، فقلت بعد أن تأخرت وتقهقرت ما تريد يا فلان؟ فهذا دخيل عظيم وعوريط كبير، فقال يا سيدي أريد أن تعطيني السر، فقلت له يا فلان إنك لا تطيقه وإن السر أمر عظيم وخطب جسيم لا يطيقه إلا من قواه الله عليه، و إن ثلثي البشر يقولان لحامله بخ بخ وفـي بوحه هلاكه وحتفه، فقال يا سيدي أعطني السر فإني أطيقه قال فنظرت إلى خدمته وخدمة امرأته وإلى المعرفة التي كانت بيننا وإلى الدخيل الذي أتى به فقلت له نعم أنا أعطيك السر فأعطيته السر. قال شيخنا رضي الله عنه: فأخذ السر بلا ذات وكل من أخذه بلا ذات فإنه يهلكه، فقلت ما المراد بالذات؟ فقال ذات الشيخ وأسرارها، وهي لا تنتقل إلى المريد إلا بعد وفاة الشيخ، قال والولي يقدر على إعطاء السر ولا يقدر على إعطاء الذات إلا الله تعالى، فأخذ السر وانطلق وتغيب عن الشيخ ثلاثة أيام فلم يكملها حتى جعل يتكلم فـي شيخه، فجاء من أخبر الشيخ وقال إن فلانا مريدك يتكلم فـيك، قال فتعامى عنه الشيخ والبلاء ينزل عليه، فلم يزل أمره فـي العماية والظلام حتى جاءت قافلة فخرج معها وركب البحر فأسر ثم تنصر والعياذ بالله، وقد حصل له هذا الشقاء من استعجاله السر قبل أوانه، فعوقب بحرمان الإسلام، نسأل الله السلامة.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس