الموضوع: حالقة الدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2010
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
حالقة الدين

حالقة الدين



قال رسولنا الاكرم محمد صلى الله عليه وسلم: “سألت ربي ثلاثا، فاعطاني ثنتين ومنعني واحدة: سألت ربي الا يهلك امتي بالسنة فاعطانيها . وسألت ربي الا يهلك امتي بالغرق فاعطانيها . وسألته ان لا يجعل بأسهم بينهم شديداً فمنعنيها” . اخرجه الامام مسلم في صحيحه باب الفتن، واخرجه الامام احمد في مسنده .


المطالب الثلاثة


في هذا الحديث الشريف يوضح (عليه الصلاة والسلام) بانه سأل الله عز وجل ثلاث مسائل:


1- عن المسألة الاولى يقول: (سألت ربي الا يهلك امتي بالسنة فأعطانيها) أي طلبت من الله رب العالمين الا يهلك الامة الاسلامية بالسنة أي بالقحط والجدب فاستجاب الله عز وجل لهذا المطلب، وحتى لو اصابها قحط فإن ضرره يكون جزئيا .


2-المسألة الثانية: يقول علية الصلاة والسلام: “ . .وسألت ربي الا يهلك امتي بالغرق فاعطانيها” . أي طلب من الله العلي القدير الا يهلك الامة الاسلامية بالغرق فاستجاب لهذا المطلب ايضا بمعنى ان الامة الاسلامية لا تهلك بسبب الغرق حتى لو اصابها غرق او الطوفان فان ضرره يكون جزئيا وليس شاملاً .


3- المسألة الثالثة: يقول عليه الصلاة والسلام: “ . .وسألته ان لا يجعل بأسهم بينهم شديداً فمنعنيها” . أي طلبت من الله سبحانه وتعالى ان لا يجعل الاختلاف والشدة بين المسلمين فمنعنيها بمعنى ان الله رب العالمين لم يستجب لمطلب الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة .


والسؤال: ما الحكمة الشرعية من عدم استجابة الله عز وجل لمطلب رسولنا الاكرم صلى الله عليه وسلم بشأن المسألة الثالثة؟ والجواب والله اعلم: ان الوحدة والتضامن والتكافل والتعاون تتعلق بها احكام شرعية تكليفية عملية فكما ان الله سبحانه وتعالى طلب منا الالتزام بالاحكام الشرعية التكليفية العملية التي تتعلق بالصلاة والزكاة والحج وغيرها فانه عز وجل قد طلب منا الالتزام بالاحكام الشرعية التكليفية العملية المتعلقة بالوحدة والتضامن والتكافل والتعاون والتعاضد، كما ان هناك احكاما شرعية عملية اخرى تتعلق بالتحذير من الاختلاف والتفرق والنزاع والشقاق والاقتتال لانها تحلق الدين أي تزيله .فعلى المسلمين الالتزام والتقيد باحكام هذا الدين العظيم حتى تحقق الوحدة وتتجنب الخلافات والصراعات .


ان هذا الحديث النبوي الشريف يحذر المسلمين في كل زمان ومكان من الاختلاف والنزاع والشقاق ، وان الله العلي القدير قد وضعهم في اختبار صعب وليجتازوا المحن والخلافات بنجاح وذلك بالوحدة التي دعا اليها القرآن الكريم ودعت إليها السنة النبوية .


وهناك مجموعة من الآيات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الوحدة والاصلاح وعلى التوادد والتعاطف منها:


- قال سبحانه وتعالى “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا . . .”(سورة آل عمران الآية 103)


- قال عز وجل “ان هذه أمتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون” (سورة الانبياء الآية 92) .


- قال العلي القدير “انما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين اخويكم، واتقوا الله لعلكم ترحمون” (سورة الحجرات الآية 10)


- قال صلى الله عليه وسلم “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا” (رواه البخاري ومسلم عن الصحابي الجليل ابي موسى الاشعري رضي الله عنه) .


كما أن هناك مجموعة اخرى من الايات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة تنهى عن التفرق والخلاف منها:


- قال عز وجل “ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم،واصبروا ، ان الله مع الصابرين” (سورة الانفال الآية 46) .


- قال عليه الصلاة والسلام . . .” فلا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض،الا ليبلغ الشاهد الغائب” (متفق عليه عن الصحابي الجليل بكره رضى الله عنه) .


- قال صلى الله عليه وسلم “الا اخبركم بافضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة”؟ قلنا: بلى، يا رسول الله . قال “اصلاح ذات البين وفساد ذات البين هي الحالقة ، لا اقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين” . (رواه احمد وابو داود والترمذي عن الصحابي الجليل ابي الدرداء رضى الله عنه . والنص للترمذي وقال :حديث حسن صحيح) .


* رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس