عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2008
  #21
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 44 } الورد بأمر من الله عزوجل وبأمر من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاستغفار ، ومن الصلاة على سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم ، ومن قول { لاإله إلا الله } ، فليس لأحد أن ينكره أو يتركه . فمن أنكر فلجهله .
ومن حرم الأوراد في بدايته حرم الواردات في نهايته ، فعليك بالأوراد ولو بلغت المراد ، والذكر مع وجود الغفلة سببه قلة الذكر ، فلابد من كثرة الذكر حتى تنقل إلى الحضور ، قال تعالى { اذْكرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً } سورة الاحزاب 44
وهذا صعب وليس بسهل فلا بد من المجاهدة لقوله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } سورة العنكبوت /69
{45} المريد الصادق يأخذ بوصية الله عزوجل ، وليس هناك أفضل وأكمل من وصية الله حيث يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } سورة الاحزاب /41
وقُيد الذكر بالكثرة ، لأن الفائدة من الذكر لا تتحقق إلا بالكثرة ، فإذا رأيت ثقل الذكر على لسانك اتهم نفسك بالنفاق ، لأنه من أوصاف المنافقين ، لقوله تعالى فيهم : { وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } سورة النساء /142
فلابد من الاستغفار والتوبة ، حتى

ــــــــــــ ص 54 ـــــــــــــــــ

تقوى على ذكر الله ، وبكثرة الذكر تخفف من طبيعتك البشرية ، فلا تأخذ من الدنيا إلا بمقدار الحاجة ، وعندها قلبك لا يميل ولا يرضى إلا بمولاك . فلابد من المجاهدة وكثرة الذكر . اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولا تجعلنا من الغافلين .
{ 46 } معرفة الله تبارك وتعالى ، لا تحصل إلا بعد معرفة النفس ، ومعرفة النفس لا تكون إلابعد معرفة المعرّف ، والمعرفون على قسمين كامل وناقص .
فالكامل : هو من كان وارثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظاهر والباطن ، فهذا يستفاد منه .
والناقص : من ورث علم الظاهر فقط فلا يصلح أن يكون معرفاً على الله تعالى . لذلك أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عمر رضي الله عنهما فقال ( يا ابن عمر دينَك إنما هو لحمك ودمك ، فانظر عمن تأخذ ، خذ الدين عن الذين استقاموا ، ولا تأخذ عن الذين مالوا ) أخرجه الحافظ ابن عدي في كنز الاعمال
ورحم الله الإمام مالكاً الذي قال : ( من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ، ومن جمع بينهما فقد تحقق ) فلابد للوارث الذي يصلح لأن يكون معرِفاً أن يجمع علم الظاهر والباطن .

{ 47 } ليس كل عام وارثاً ، وإلا لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث :
ـــــــــــــ ص 55 ــــــــــــــــــــ
( أن أول الناس يُقضى يوم القيامة عليه .... ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن ، فأتي به ، فعرفه نعمه فعرفها ، قال . فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن ، قال كذبت ، ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ) رواه مسلم والنسائي
ولكن العالم الوارث هو من كان على سيرته صلى الله عليه وسلم . وهو موجود إلى قيام الساعة ، لأن الدين باق حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، والحمدلله . ولن يبقى هذا الدين بدون وارث . والوارث له شرطان :
الشرط الأول : أن لايطلب أجراً على دعوته ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى : { قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى } سورة الشورى /23
وقال : { إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ } سورة يونس /72
الشرط الثاني : أن يكون مستقيماً على شرع الله عزوجل ، كما استقام النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال الله تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ } سورة هود/112
انتقل النبي صلى الله عليه وسلم ، وبقي الدين ، وإذا بقي الدين وجب أن يبقى

ــــــــــــــ ص 56 ـــــــــــــــــــ

من يدعو الناس إلى الله تعالى ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتقل حتى ترك وراثاً وخلفاء يقومون بمقامه صلى الله عليه وسلم مع فارق المقام . رضي الله عنهم وألحقنا بهم .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 09-19-2011 الساعة 09:50 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس