عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2009
  #106
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الأنـــــوار الـقــد ســــــيــة في شرح اسماء الله الحسنى واسرارها الخفية

العَظِيمُ جَلَّ جَلالُهُ



" هو الذي تسجد العقول على أعتاب عظمته، وتصعق الأرواح عند تجلِّي عزَّته، وتتلاشى الموجودات عند ظهور كبريائه، وتتضاءل الكائنات عند ظهور آلائه.


والعظمة لها معانٍ لغوية، ومراتب معنوية:


فالسموات عظيمة في صفائها وضيائها.
والأملاك عظيمة في طاعتها وتقديسها.
والأخلاق عظيمة في قدرتها ووصفها.
والأعمال الصالحة عظيمة في علو شأنها..... .


والعظيم المطلق هو الله جلَّ جلاله، الذي يعظم الأشياء بإفاضة الكمال عليها، وقد عظم في الوجود خلائق كثيرة، وأماكن مختلفة:


فأول الكائنات التي عظَّمها الأنبياء؛ لأنَّ نفوسهم من الصفاء، وقد صيَّرهم الحق بعنايته عظماء. ثم ورثة الأنبياء من العارفين العلماء (1) (؛ فمن احتقر الأنبياء وورثتهم كفر بواهب العطاء (2) .


ومن الأمكنة المعظمة الكعبة (3) ، وجميع المساجد، ومقامات الأولياء (4) ، وإن كانوا في البرازخ.

ومن التعظيم: شعائر الله. قال الله تعالى: { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب} (5) .


فالذي يعظم حرمات الله، ويحترم شعائر الدين، ويوقِّر كلَّ ما نسب إلى الحضرة العلية؛ فهو عظيم القدر عند الله، وعند عباده، وجيهاً في الدنيا والآخرة (6) .


ومن ذلك: تعظيم الملائكة لطالب العلم، فهي تضع أجنحتها إجلالاً له (7) ." اهـ




الدُّعـــــاءُ


" إلهي .... تجليت بعظمتك فخضعت لك العوالم بالسجود ترتعد لعزتك، أشرق أنوار العظمة على قلبي، حتى يسجد فلا يرفع، وأشهدني جلال الكبرياء حتى تتزكى نفسي، فلا أرى سواك ينفع، فأرى نفسي حقيرة مهينة، وأرى حقيقتي عدماً، وأشاهدك لي معيناً. إلهي .... اجعلني معظماً لكل ما عظَّمت، محقِّراً معادياً لكل ما حقَّرت، حتى ألبس رداء الهيبة بين العوالم، وسلِّمني بفضلك من كل ظالم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".



اقتباس:
============================================


(1) : ذكر حجة الإسلام الغزالي رضي الله عنه ونفعنا بمحبته: أن العظيم من العباد هم الأنبياء والعلماء الذين إذا عرف العاقل شيئاً من صفاتهم امتلأ بالهيبة صدره، وصار مستوفى بالهيبة قلبه ، حتى لا يبقى فيه متسع. فالنبي عظيم في حق أمته، والشيخ في حق مريده ، والأستاذ في حق تلميذه، إذ يقصر عقله عن الإحاطة بكنه صفاته، وكل عظيم ناقص بالنسبة إلى عظمة الله تعالى، لأنه العظيم المطلق، فعظمته فوق كل عظيم غيره.

عن كَثِيرِ بنِ قَيْسٍ قالَ: "كُنْتُ جَالِساً مَعَ أبي الدّرْدَاءِ في مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فقالَ: يَا أبَا الدّرْدَاءِ إنّي جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرّسُولِ صلى الله عليه وسلم لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أنّكَ تُحَدّثُهُ عنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم مَا جَئْتُ لِحَاجَةٍ. قالَ: فإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَك الله بِهِ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ الْجَنّةِ، وَإِنّ المَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا رِضاً لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ في السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْحِيَتَانِ في جَوفِ الْمَاءِ، وَإنّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ علَى سَائِرِ الْكَواكِبِ، وَإِنّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ، وَإنّ الأنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرّثُوا دِينَاراً وَلا دِرْهَماً، وَرّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أخَذَهُ أخَذَ بِحَظّ وَافِرٍ". أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه من حديث أبي الدرداء.

انظر: تخريج أحاديث الإحياء، للحافظ العراقي - كتاب العلم - الباب الأول - الحديث رقم 2.


(2) : كما هو حاصل في أيامنا النحسات من روايات وأفلام وأقلام ومسلسلات ومقالات تسيء إلى رسل الله وعلى رأسهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكذا علماء الأمة وأئمتها من السلف والخلف، ويقرب منهم من يوافقهم في منهجه ودعوته ولو كان متحلياً بوصف الدعاة إلى الله، فيقع في أعراض أهل الله تعالى، ويحقر الأولياء والصالحين من هذه الأمة الموحدة، ويتهم أئمتها وعلماءها بالشرك والضلال دون وجه حق سوى التعصُّب الأعمى لفرقته، فاحذر يا أخي ولا تغتر بكل ناعق، هدانا الله وإياك لما فيه رضاه، ورضا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ورزقنا الأدب مع أهل الله العارفين والعلماء العاملين، من السلف والخلف، آمين.


(3) : ومن تشريفه تعالى للكعبة المعظمة البيت الحرام أن كان من الأدعية المأثورة: ( اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ومهابة وبراً، وزد من حجَّهُ واعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ومهابة وبراً.


(4) : وزيارة أهل الله الصالحين من الأحياء والأموات، وزيارة قبورهم ومقاماتهم من أسباب حصول البركة والخير، وفيها من الفتوح والمنوح ما لا يدركه إلا من عرفه وذاقه، ورزقه الله الصدق والإخلاص، والفهم، لا سيما إن كان المزور من عباد الله الصالحين وأهل الله العارفين فتتأكد حرمته، والتحشم عنده، وحفظ القلب، وسلوك أدب الزيارة، وقد قال سيدي ومولاي العربي الدرقاوي في بعض رسائله في الحث على زيارة الصالحين أحياء وأمواتاً : "فإذا كنتَ بفاس البالي - أيها الفقير! - وأردتَ زيارة شيوخ الطريقة الذين هم هنالك، فابدأ بسيدي ابن العربي المعافري الذي بين المدينتين البالية والجديدة - حرسها الله - ، ثم سيدي علي بن حرزهم، ثم سيدي عبد الله التاودي، ثم سيدي يوسف الفاسي، ثم سيدي محمد بن عبد الله، ثم سيدي أحمد اليمني ، ثم سيدي علي الجمل أستاذنا، وهو من بقيتهم هنالك، ثم بادر إن عزمت إلى سيدي أبي علي بايتيوسي، ثم إلى سيدي أبي يعزى بتاغية، ثم إلى سيدي أبي سلهام، بساحل البحر، ثم إلى مولاي عبد الله بن أحمد بمكناسة الزيتون - حرسها الله - ثم إلى سيدي أبي زكري بها، ثم إلى مولاي عبد السلام بن مشيش بجبل الأعلام، ثم إلى سيدي أبي زيد بقبيلة مزيات - حرسها الله - ثم إلى شيخه سيدي أبي مدين الغوث بعباد تلمسان- رضي الله عنهم - وهم كثيرون إلا أنهم لا يعرفهم إلا من وصل مقامهم، أو من وقف على آثارهم، فاستدل به عليهم، ولا يعرف ذلك إلا الحاذق اللبيب من أهل العلم والتقى ، إذ هم قد كادوا - رضي الله عنهم - أن يكونوا أنبياء، على نبينا وعليهم الصلاة والسلام، كما قلنا فيما تقدم، وقد كررنا قولنا هذا عنوة لعل من يربح، ولا بد ولا بد زرهم - أيها الفقير – ما دمت حياً كما تزور الوالدين وأهل المحبة، إذ لزيارتهم الفضل الكبير، والسر الواضح الشهير ، قد شاهدناه مراراً متعدده - والله على ما نقول وكيل - ومن أراد أن يعرف فضل الزيارة وسرها وخيرها وبركتها ومزيتها فلينظر كتب القوم - رضي الله عنهم - فقد قال الشيخ الجليل ولي الله تعالى أبو سالم سيدي ابراهيم التازي دفين وهران - رضي الله عنه :



زيارة أرباب التقى مرهم يبري=ومفتاح أبواب الهداية والخير
وتحدث في القلب الخلي إرادة=وتشرح صدراً ضاق من سعة الوزر
وتنصر مظلوماً وترفع خاملاً=وتُكسِب معدوماً وتجبر ذا كسرِ
وتبسط مقبوضاً وتضحك باكياً=وترفع بالبر الجزيل وبالأجرِ
عليك بها فالقوم باحوا بسرها=وأوصوا بها ياصاح بالسر والجهرِ
فكم خلّصت من لجة الإثم فاتكاً=فألقته في بحر الإنابة والسرِ
وكم من بعيد قرَّبته بجذبة=ففاجأه الفتح المبين من البرِ
وكم من مريد ظفّرته بمرشدٍ=حكيم خبير بالبلاء وما يبري
فألقت عليه حُلّة يمنية=مطرّزة باليمن والفتح والنصر
فزر وتأدب بعد تصحيح توبة=تأدب مملوك مع الملك الحر
ولا فرق في أحكامها بين سالك=مربّ ومجذوب وحي وذي قبر
وذي الزهد والعباد فالكل منعم=عليه ولكن ليست الشمس كالبدر
وزورة رسل الله خير زيارة=وهم درجات في المكانة والقدر
وأحمد خير العالمين وخير من=ييممه العافون في العسر واليسر
وأمته أصحابه الغر خيرهم=وأفضل أصحاب النبي أبو بكر
ويتلوه فاروق أبو حفص الرضى=على رأي أهل السنة الشُّهُب الزهـر
وبالوقف قالوا في الهزبر أخي العلا=علي وعثمان الشهيد أبا عمروِ
وقالوا كترتيب الخلافة فضلهم=وقد تم نظمي في المزور وفي الزورِ
على أنبياء الله مني ورسله=وخاتمهم أزكى سلام مدى الدهرِ
وقرباه والصحب الكرام وتابع=لهم في التقى والبر والصبر والشكرِ


والسلام.


(5) : سورة الحج – الآية 32.


(6) : وحظ العبد من هذا الاسم : التواضع لله وأن يستعين بربه ويستهديه. والعلم والقدرة هما مظهرا عظمة الإنسان، وبهما كرَّمه الله تعالى، وفي هذا المعنى ورد أنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: ( من تعلَّم وعلَّم وعمل بما علم ثم علَّم الغير فذلك يدعى عظيماً في السماء).

وقد قيل: العظيم من لا تكون عظمته بتعظيم الأغيار بله أهل الصغار، وإنما من جلَّ عن الحدِّ والمقدار بمزيد إيمانه ومعارفه وقوله وعمله.


(7) : روى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم مرفوعا: ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ).


وروى أبو داود والترمذي وابن ماجه في صحيحه مرفوعا: (إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). " اهـ





(يتبع إن شاء الله تعالى مع اسمه الشريف: الغَفُورُ جَلَّ جَلالُهُ....... )
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس