عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2011
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الشعاعات - الشعاع الثالث عشر


الشعاع الثالث عشر - ص: 388
ولئن لبثت في السجن مع بضع من أحبتي فحسب، لطالبت السلطات في "آنقرة" باجراء محاكمة علنية تهم العالم الاسلامي. وسنرسل ان شاء الله نسخاً عدة من رسالة "الثمرة" واجزاء من "الدفاع" بالحروف الجديدة، الى المراجع العليا المهمة.
* * *

اخوتي الاعزاء الاوفياء!
ان قسماً من الاحاديث النبوية متشابهات، ليس خاصاً ولا جزئياً، ولايتوجه الى مواضع عامة. وقسم آخر من الاحاديث يبيّن من الفتن الدينية التى تصيب الامة الاسلامية زماناً واحداً فقط ومواضع محددة كالحجاز والعراق مثالاً لها.
وفي الحقيقة ظهرت في زمن العباسيين فرق ضالة كثيرة اضرت بالاسلام كالمعتزلة والروافض والجبرية والزنادقة والملاحدة المتسـترين. وقد اخمد ائمة الاسلام العظام كالامام مالك والامام احمد بن حنبل والامام الغزالي والشيخ الكيلاني والجنيد البغدادي 1 نار تلك الفتن التي دبّت في مجال الشريعة والعقيدة.
وعلى الرغم من مرور ثلاثمائة سنة على هذا الظهور الايماني فان تلك الفرق الضالة المتسترة قد اوقعت المسلمين في فتنة هولاكو وجنكيز خان عن طريق السياسة. وقد اشار الحديثالشريف والامام علي رضي الله عنه الى هذه الفتنة اشارة صريحة وبتاريخها. ولما كانت فتنة زماننا هذا اعظم الفتن فقد اخبرت احاديث شريفة متعددة واشارات قرآنية كثيرة عنها بتواريخها.
وقياساً على هذا، عندما يبيّن حديثٌ شريف الاحداث التي تمر على الامة بصورة كلية، يبين حادثة واحدة - احياناً - بتاريخها كمثال من ذلك الكلي. فمثل هذه الاحاديث المتشابهة قد لاتدرك معانيها على الوجه الصحيح، وقد اثبتت اجزاء رسائل النور اثباتاً واضحاً تأويل تلك الاحاديث. واظهرت هذه الحقيقة مع قواعدها واصولها في كل من "الكلمة الرابعة والعشرين" و"الشعاع الخامس" .
* * *
_____________________
1 هو جنيد بن محمد (ابو القاسم الزجاج القواريرى)(ت 297هـ/1910): صوفي وزاهد، سيد الطائفة. ولد وتوفي ببغداد تلقى العلوم الفقهية عن سفيان الثوري والعلوم الصوفية عن خاله السري السقطي.

الشعاع الثالث عشر - ص: 389
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
لقد أخطر الى قلبي ان ابين لكم حقيقة لئلا يتهم بعضكم بعضاً بالانانية وعدم الوفاء.

لقد رأيت - يوماً - من ولي عظيم قد ترك الانانية وانمحت نفسه الامارة، رأيت منه انه يشكو بشدة من النفس الامارة. فحرت في الامر. ثم عرفت يقيناً انه لأجل إدامة المجاهدة المثاب عليها الى نهاية العمر تتحوّل اعتدة النفس الامارة بموتها الى العروق والمشاعر.
وهكذا يشكو اولئك الاولياء العظام من هذا العدو الثاني الوارث للنفس الامارة.
فضلاً عن ان القيمة والمقام والمزية المعنوية لا تتوجه الى هذه الدنيا كي تُشعر بنفسها. بل ان بعضاً ممن هم في اعلى المقامات، يعدّون انفسهم اكثر الناس ضعفاً وعجزاً وافلاساً لانهم لا يستشعرون احساناً الهياً اُنعم عليهم. مما يدل على ان الكشف والكرامة والاذواق والانوار التي تعتبر في نظر العوام مدار الكمالات لا تكون قطعاً محكاً ولامداراً لتلك المقامات والقيمة المعنوية. وممايثبت هذه الحقيقة انه بينما ساعة واحدة من حياة صحابي كريم تعادل يوماً من حياة ولي بل اياماً من معاناته واعتكافه، لا تبدو في كل صحابي تلك الحالات الخارقة المعنوية والكشف كما هو لدى الاولياء.
وهكذا فيا اخوتي!
تأملوا جيداً وراقبوا انفسكم لئلا تخدعكم نفوسكم الامارة بالسوء من زاوية قياس الآخرين بالنفس، ومن حيث سوء الظن بالآخرين، ولا تساوركم الشبهة في ان رسائل النور لاتربّي طلابها.
* * *
الشعاع الثالث عشر - ص: 390
اخواني الاعزاء الصديقين!
لقد كشف وزير المعارف (التربية) النقاب عن وجهه واظهر الكفر السافر في ثوب آخر. فقد كتب ذلك البيان بوسيلة اخرى قبل ان يتسلم دفاعاتنا الاخيرة. والواقع انني لم اكن افكر في ارسالها الى تلك الدائرة، إلاّ انه بناء على توصية اخواننا واستحسانهم فقد اتضح ان ارسالها كان ضرورياً وملائماً. لان وزيراً متعصباً للالحاد الى هذه الدرجة لايمكن ان يظل مكتوف اليد امام تلك الاوراق والرسائل السرية الخاصة المرسلة الى "آنقرة"، أو يقابلها بعدم الاكتراث. ولقد وقعت تلك المرافعات غير القابلة للطعن وقع الصاعقة على رأسه. وحسناً ما حدث.
ولسوف تبعث تلك الرسائل باذن الله تياراً قوياً متعاطفاً مع رسائل النور في تلك الدائرة ايضاً.
إخوتي! مادامت حقيقة بعض الناس على نحو ما بيّنا. فان الاستسلام لذلك البعض ما هو الا ّ ضرب من الانتحار ، بل يعتبر ندامة على الانتماء الى الاسلام، بل يعد انسلاخاً من الدين. لانهم قد بلغوا من التعصب للالحاد حداً لا يرضون من امثالنا مجرد الطاعة والاستسلام والمصانعة، وانما يقولون: دع قلبك ووجدانك وضميرك واعمل للدنيا وحدها.
ولا يسعنا تجاه وضع كهذا سوى الحفاظ على كمال المتانة وضبط النفس والتوكل على الله عز وجل وترك الامر الى عنايته سبحانه مع الدعاء لظهور رسائل النور عليهم بحقائق قوية والتي وصلتهم في اربعة صناديق.
هذا ، وقد افادتنا التجارب مراراً بان لا جدوى اطلاقاً من وراء التهرب اوالمجافاة او إضمار مشاعر الاستياء بعضنا لبعض ، ولا فائدة كذلك من الابتعاد عن رسائل النور أومحاولة الاستسلام لهم اوحتى الالتحاق بهم. وقد اثبت الزمان هذا بالتجارب.
لاتقلقوا ابداً! فمهما يكن من شئ فان مخاوف ذلك الوزير خوف الفئران ان دلت على أمر تدل على جُبنه وضعفه، وهي لا تدل على محاولة الاعتداء بقدر دلالتها على اضطراره للتنصل والدفاع عن النفس.
* * *
الشعاع الثالث عشر - ص: 391
باسمه سبحانه
اخوتي الاعزاء الاوفياء الثابتين المدركين لماهية التوكل وقيمته!
لم تكن لي الرغبة في قراءة اية صحيفة من الصحف ولا الاستفسار عنها منذ عشرين سنة خلت، الاّ انني اليوم اطّلعت على موضوع في جريدة - مع الاسف و نزولاً عند رغبة عدد من اخواننا الضعفاء - فادركت: ان تيارات لها اهميتها تلعب دورها الخطر في الخفاء والعلن. ولما كنا نحن نُشاهَد في الساحة، فيرد في الحسبان ان لنا علاقة مع تلك التيارات.
نسأل الله ان تكون لرسائل النور المرسلة في اربعة صناديق والحاملة للدلائل القاطعة غير القابلة للجرح مع مجموعة من دفاتر الدفاع نتائج تبشر بالخير لنا وللايمان والقرآن والاسلام.
اننا لم نتدخل بامور دنياهم، ولم يثبتوا علينا اي دليل كان على تدخلنا فيها، لذا اضطرت انقرة الى طلب جميع رسائل النور لاجراء التحقيق عليها.
فما دامت الحقيقة هي هذه، وقد شاهدنا الى الآن تجلي العناية الربانية في العمل لرسائل النور بما لا يمكن انكاره ، وقد شعر كلٌ منا بها جزئياً كان ام كلياً ، وما دامت التيارات السياسية العالمية تحشد كل منها قواها تجاه الآخر، ونحن لانقدر الاّ على الرضى بالقضاء الإلهي والتسليم بقدره والسلوان العظيم السامي النابع من العمل للايمان والقرآن والنور. فان ألزم ما ينبغي لنا عمله هو عدم القلق والاضطراب، وعدم اليأس، واسناد كل منا الآخر وامداد روحه المعنوية، وعدم الخوف، واستقبال هذه المصيبة بالتوكل، وعدم الاكتراث باقوال الصحف التي يطلقونها جزافاً ويستهولون كل حبة صغيرة، بل علينا استصغار ما استعظموه من امور.
إخوتى ! انه لا اهمية لهذه الحياة الدنيوية، وبخاصة في هذا الزمان وتحت هذه الظروف والضغوط. نعم، لنستقبل بالرضى كل ما يصيبنا.
* * *
الشعاع الثالث عشر - ص: 392
باسمه سبحانه
اخوتي الاعزاء الصادقين!
لقد وجد بضعة من اخواننا سلواناً جميلاً يسلون به انفسهم. وهو على هذه الصورة. فهم يقولون:
"ان قسماً من اخواننا الحديثي العهد بالسجن، يتحملون هذه المصيبة ويصبرون عليها بضع سنين بل عشر سنين من جراء عمل غير مشروع اقترفوه في ساعة أو ساعتين. بل يقول بعضهم: حمداً لله لقد نجونا من آثام اخرى. فلٍمَ نشكو اذن من ضيق وعنت خيّر، من جراء عمل مشروع جداً وخدمة ايمانية بوساطة رسائل النور، يستغرق بضعة اشهر؟"
وانا بدوري اقول لهم:الف الف بارك الله فيكم.
نعم ان مقاساة المرء خمسة او عشرة شهور من المشاق بنية انقاذ ايمانه وايمان غيره لخمس او عشر سنوات، انما هو مبعث شكر وافتخار واعتزاز في سبيل خدمة حلوة خيّرة سامية وعبادة فكرية رفيعة.
ولقد ورد في حديث شربف (لئن يهدىَ الله بك رجلاً خيرٌ لك من حمر النعم) 1 فتأملوا في عدد الذين ينقذون - أو سينقذون - ايمانهم من اعاصير الشبهات الرهيبة بوساطة خدماتكم وكتاباتكم سواء هنا أو في ارجاء البلاد كلها أو في آنقرة. فاشكروا ربكم من خلال الصبر والامتنان والرضى التام.
وإذا ما اصرّ حزب الشعب الجمهورى الحاكم في آنقرة وعاند تجاه رسائل النور ذات الحجج الرصينة والمرسلة الى هناك. ولم يحاول حمايتها والحفاظ عليها بالمصالحة معها. فهذا يعني ان افضل مكان لنا هو السجن. ويعني ايضاً ان الملحدين قد وحّدوا بين الزندقة والشيوعية، وان الحكومة ستضطر الى الخضوع لأقوالهم. وعندئذٍ تنسحب رسائل النور من الميدان ويتوقف عملها، وتبدأ المصائب المادية والمعنوية بالهجوم.
* * *
_____________________
1 جزء من حديث صحيح، اخرجه البخارى فى المغازى: باب غزوة خيبر، وفى الجهاد: باب دعاء النبى صلى الله عليه وسلم الى الاسلام والنبوة، وباب فضل من اسلم على يديه رجل، وفى فضائل اصحاب النبى صلى الله عليه وسلم: باب مناقب على بن ابي طالب. واخرجه احمد 5/333 ومسلم برقم 2406.

الشعاع الثالث عشر - ص: 393
باسمه سبحانه
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
(يَا مَعْشَرَ الجِنّ وَالإنْسِ ألَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ) (الانعام: 130)

جواب استاذنا عن سؤال ورد لحل الاشكال في صدد بعثة الرسل من الجن ايضاً كما هو مفهوم الآية الكريمة.
اخي العزيز!
حقاً ان لسؤالك هذا اهمية كبيرة، ولكن لما كانت اهم مهمة لرسائل النور، انقاذ الانسان من شباك الضلالة وظلمات الكفر المطلق، فان تسلسل الاولوية يحول دون بلوغ مثل هذه المسائل، فلا تفتح باب البحث فيها، علماً ان السلف الصالح ايضاً لم يبحثوا فيها كثيراً، لأن مثل هذه الامور الغيبية المحجوبة قد يساء فيها الاستعمال ويستطيع الماكرون ان يتخذوها وسيلة لمآربهم الذاتية. مثلما يخادع اصحاب التنويم المغناطيسى في الوقت الحاضر الناس ويغررون بهم باسم تلقّي الأخبار عن الجن، لذا لا يبحث في مثل هذه الامور كثيراً، لئلا يساء الى الدين.
ثم انه لم يبعث نبي في الجن بعد خاتم الانبياء صلى الله عليه وسلم.
ثم ان رسائل النور قد سعت في هذا الزمان لاثبات وجود الجن والروحانيين بحجج قاطعة لتبطل مفهوم المادية الساري سريان الطاعون في البشرية. فنظرت الى هذه المسائل بالدرجة الثالثة تاركة امر تفاصيلها للآخرين.
ولعل الله يهيئ احد طلاب النور فيفسّر "سورة الرحمن" ويحل هذه المسألة.
* * *
الشعاع الثالث عشر - ص: 394
باسمه سبحابه
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
لكل مصيبة نقول: (إنّا لله وَإنّا إلَيْهِ رَاجِعُون) (البقرة:156)
حقاً ان وفاة (الحافظ علي) و(الحافظ محمد) و(محمد زهدي) ليس ضياعاً كبيراً لنا ولاسبارطة وحدها بل ضياع ايضاً للعالم الاسلامي، ولكن تجلي العناية الربانية قد جرى الى الآن، انه عند ضياع أحد طلاب النور، يليه مثنى أو ثلاث من الطلاب على النمط نفسه، فيظهرون في الساحة.
فنحن على أمل كبير أن يظهر طلاب جادّون - بشكل آخر - يؤدون وظيفة اولئك الابطال، وسيظهرون باذن الله.فلقد ادى اولئك الميامين الثلاثة في فترة قصيرة مهمة مائة سنة من العمل.
نسأل الله ان ينزل عليهم شآبيب رحمته بعدد حروف رسائل النور التي قرأوها وكتبوها ونشروها.. آمين.
ابلغوا عني التعازي الى اقرباء (الحافظ محمد) وقريته الطيبة، وانا بدوري قد جعلته رفيقاً للحافظ علي ومحمد زهدي وضممت أسماء اولئك الثلاثة بين أسماء اساتذتي الاقطاب. وقد جعلت الحافظ عاكف كذلك رفيقاً لعاصم ولطفي.
* * *
باسمه سبحانه
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
ان في تأخير مسألتنا هذه خير، والخير فيما اختاره الله. لأن محبة ذلك الرجل الميت الرهيب يُلقّن في جميع المدارس والدوائر الحكومية وفي اوساط الشعب عامة. وستؤثر هذه الحالة تأثيراً أليماً وفجيعاً جداً في العالم الاسلامى وفي المستقبل.
ثم ان حصول اولئك الذين لهم علاقة معه - وهم آخر من يتخلون عنه - على رسائل النور التى تثبت وتظهر حججاً قاطعة حول ماهية ذلك الرجل، وقراءتها بلهفة وامعان، حادثة مهمة بحيث تجعل دخول الوفٍ من امثالنا في السجن بل حتى سوقهم
الشعاع الثالث عشر - ص: 395
الى الاعدام زهيداً رخيصاً في سبيل الذود عن الدين الاسلامي، لانها تنقذ في الاقل اكثر المتمردين عتواً من الكفر المطلق والارتداد عن الدين وتخرجهم الى كفر مشكوك فيه، ويحدّ من تعديهم الجرئ وتجاوزهم المتعنت.
"ولتكن رؤوسنا فداءً لحقيقة افتدتها ملايين رؤوس الابطال"
هذه الجملة التي صدعتُ بها وجوههم في المحكمة ختام مرافعتي، اعلنا بها اننا نثبت حتى النهاية، فلا نتخلى عن هذه الدعوى، وآمل الاّ يكون فيكم من يتخلى عنها، فما دمتم قد صبرتم وصمدتم حتى الآن، فتجملوا بالصبر والتحمل فان قسمتنا من الرزق ووظيفتنا هنا لم تنتهيا بعد.. ولن تكون هناك حركة عنيدة مضادة لرسائل النور دفاعاً عن مسلك الاعدام الابدي والسجن المنفرد الدائم اللذين اثبتتهما "رسالة الثمرة" بحجج دامغة لايمكن انكارها، بل ستُبحث عن وسيلة للمصالحة أو الترك. والصبر مفتاح الفرج والسرور.
* * *
باسمه سبحانه
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
ان الذين يسوموننا العذاب قد قبضوا بايديهم على وسائل الحياة ومباهج الحضارة والمتع والملذات ويتهموننا: اننا لا نعبأ بذلك الطراز من الحياة، بل يدينوننا على ذلك، حتى انهم يريدون ان يعاقبونا بالاعدام أو بعقوبات مشددة من السجن، ولكن لا يجدون حجة قانونية لذلك.
اما نحن فنقبض بايدينا على الموت الذى هو ستار دون الحياة الباقية، ونسعى ايضاً بكل ما نملك من قوة لإنقاذهم من تبعات المسؤولية الحقيقية، ومن الحكم عليهم ومن الاعدام الابدي والسجن المنفرد الدائمي. حتى أنهم اذا اصدروا اشد العقوبات عليّ بسبب الرسائل القوية المرسلة الى "آنقرة" فان قلبي وكذا نفسي تطاوعاني على انزال تلك العقوبات الصارمة بي اذا نجا اولئك الذين يصدرون تلك الاحكام من اعدام الموت بسبب تلك الرسائل.
الشعاع الثالث عشر - ص: 396
بمعنى اننا نريد لهم الحياة في كلا العالمين ونتحرى لهم عن دواعي ذلك، اما هم فيريدون القضاء علينا ويتشبثون بحجج لذلك.
الاّ ان حقيقة الموت الظاهرة كالشمس والمشاهدة جلياً كالنهار والمصدقة بثلاثين الف جنازة يومياً من البشر، تعلن وتبين لأهل الضلالة ثلاثين الفاً من اعدام ابدي وثلاثين الفاً من سجن انفرادي.
اننا لسنا مغلوبين امامهم، ليقضوا ماهم يقضون. فالآية الكريمة (فإنّ حزب الله هُم الغالبُون) (المائدة: 56) تبشر بظهورنا عليهم منذ اثنتى عشرة سنة...
ما دام الأمر هكذا سنقول بعد الآن للمحكمة وللناس : اننا نسعى لانقاذ انفسنا من الاعدام الابدي للموت الماثل امامنا والذي يرقبنا، ونجهد للنجاة من السجن الانفرادي الدائمي المظلم للقبر الذي فتح بابه على مصراعيه داعياً لنا، ويقحمنا فيه... اننا نعاونكم في انقاذ انفسكم من تلك المصيبة التي لاحيلة لكم دونها.
ألا إن أهم مسألة دنيوية وسياسية في نظركم، قليلة الاهمية في نظرنا وفي نظر الحقيقة بل لا اهمية لها ولاقيمة لدى الذين لم يعهد اليهم بتلك الوظائف، بل تعدّ من الامور التى لاتعنيهم بشئ. بينما الوظيفة الضرورية الانسانية التى ننهمك بها، لها علاقات مع الناس قاطبة وفي الاوقات كافة.
فالذين لايروق لهم وظيفتنا هذه ويحاولون رفعها وازالتها، عليهم رفع الموت اولاً وازالته وسدّ باب القبر وغلقه.
* * *
باسمه سبحانه
اخوتي الاعزاء الاوفياء!
انها لتجلٍ من تجليات العناية الربانية انفجار وزير التربية بالغيظ والحقد وقذفه جامّ غضبه وهجومه العنيف علينا قبل ان يرى دفاعاتنا ويدرس اوراقنا وكتبنا، بل كان ذلك بشعور مبطن منه. وبينما كنا ننتظر ان تتخذ "آنقرة" تجاهنا طور الشدة والعنف،
الشعاع الثالث عشر - ص: 397
بالنسبة لعظم المسألة، والناشئة من تدقيق اعلى المستويات في الدولة الرسائل السرية الخاصة امثال "الشعاع الخامس" و "ذيل الهجمات الست" ودفاعاتي التي تتعرض بشدة للكفر المطلق وتنزل ضرباتها به بكل شجاعة.
اقول بينما كنا ننتظر ذلك اذا بتلك المراجع العليا في "آنقرة" تأخذ موقف اللين، بل بما يتسم بالمصالحة.
ان حكمة واحدة من تجلي العناية الربانية هذه هي قراءة رسائل النور قراءة عامة تشمل البلاد كلها، وقراءتها في المراجع العليا في الدولة قراءة بامعان وبشوق، فلا شك ان قراءة درس رفيع كهذا الدرس، وفي هذا الزمان بالذات، وفي مجتمعات واسعة ودوائر رفيعة كلية هي عناية ربانية، وامارة قوية على ظهور رسائل النور على الكفر المطلق.
اخوتي!
ان قسماً من اصحاب العوائل ذوي الموارد القليلة، قد يجدون لأنفسهم عذراً بالانسحاب من ميدان رسائل النور والتنائي عنا وربما التخلي عن رسائل النور تحت هذا العنف والضيق والاضرار التي لحقت بهم.
فبينما كنت افكر في هذا الظن المحتمل، تبدل الامر بعد الافراج. فاقول:
ان الذي دفع كل هذه الاثمان الغالية المادية والمعنوية حفاظاً على هذه البضاعة القيمة النفيسة جداً، وتحمّل صنوف العذاب في سبيلها، اذا ماتخلى عنها فقد خسر خسراناً مبيناً. وانه لضررلا مبررله للشخص وللخدمة معاً اذا ما تخلى احدهم عن اجزاء رسائل النور وانقطعت علاقته عمّا يتعلق بها وترك الحفاظ علينا واحجم عن مدّ يد العون الينا وودّع الخدمة كلياً ، لذا ينبغي عدم استبدال شئ بالوفاء والارتباط والصلة وخدمة الايمان مع اخذ الحذر.
* * *
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس