عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2009
  #5
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: وفــاء الـنـســـاء في أخـبـار الـنـســـــاء





لا تنكحي أغمّ القفا



"كان هدبة بن خشرم العذري قتل ابن عمرٍ يقال له زياد بن زيد فطلبه سعيد بن العاص، وهو يلي المدينة لمعاوية فحبسه، فقال في السّجن قصيدته التي يقول فيها:




عسى الكرب الذي أمسيت فيه = يكون وراءه فرجٌ قريب



وفي سجنه يقول أيضاً:





ولمّا دخلت السّجن يا أمّ مالك = ذكرتك والأطراف في حلق سمر
وعند سعيد غير أنّي لم أبح = بذكرك إلاّّ من يذكّر بالأمر



وسئل عن هذا، فقال: لمّا رأيت ثغر سعيدٍ شبّهت به ثغرها، وكان سعيد حسن الثّغر. فحبس هدبة سبع سنينٍ ينتظر به احتلام المستورد بن زيادة، فلمّا احتلم، أخرج صبح تلك الليلة إلى عامل المدينة فرغّبه في العفو، وعرض عليه عشر ديّاتٍ، فأبى إلاّّ القود. وكان ممّن عرض الدّيّات عليه الحسن بن علي، عليهما السّلام، وعبد الله بن جعفر وسعيد بن العاص ومروان بن الحكم. فلمّا أبى، بعث هؤلاء وغيرهم من إخوانه بالحنوط والأكفان فدخل عليه رسولهم السّجن فوجدوه يلعب بالنّرد. فجلسوا ولم يقولوا له شيئاً، فلمّا لحظهم إذا بطرف بردٍ خرج من بعض الأكفان فأمسك، ثمّ قال: كأنّه قد فرغ من أمرنا؟ فقالوا: أجل.


فقام فاغتسل ثمّ رجع إليهم فأخذ من كلّ واحدٍ ثوباً وردّ ما بقي. وأخرج ليقاد منه، فجعل ينشد الأشعار. فقالت له حيا المدينة: ما رأيت أقسى قلباً منك، تنشد الأشعار، وقد دعي بك لتقتل، وهذه خلفك كأنّها غزالٌ عطشانٌ تولول؟ يعني امرأته. فوقف، ووقف النّاس معه، فأقبل على حيا فقال:





وجدت بها ما لم تجد أمّ واجدٍ = ولا وجد حبّي بابنٍ أم كلاب
وإنّي طويل السّاعدين شمرطلٌ = على ما اشتهيت من قوّةٍ وشباب



فأغلقت الباب في وجهه. وعرض له عبد الرّحمن بن حسّان فقال: أنشدني! فقال له: على هذه الحال؟ قال: نعم. فابتدأ ينشده:




ولست بمفراحٍ إذا الدّهر سرّني = ولا جازعٍ من صرفه المتقلّب
ولا أتمنّى الشّرّ، والشّرّ تاركي، = ولكن متى ما أحمل الشّرّ أركب
قال:ونظر رجلٌ إلى امرأته فدخلته غيرةٌ، وقد كان زيادة جدع أنفه بسيفه:





فإن يك أنفي بأن عنّي جماله = فما حسبي في الصّالحين بأجدعا
فلا تنكحي إنّ فرّق الدّهر بيننا = أغمّ القفا والوجه ليس بأنزعا
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس