عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2010
  #3
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي

وأرسلت زينب الغزالي لهدى شعراوي خطاباأعلنت فيه استقالتها من الاتحاد النسائي، ثمَّ تخلَّت عن جميع ملابسها الموجودة، وطلبت من أخيها جلباباً فضفاضاً، وخماراً وضعته على رأسها بدلاً من القبعة.

ورُبَّ ضارة نافعة، فقد كان في احتراقها كلّ الخير، وقد تحوَّلت هذا التحوُّل الكبير وغيَّرت أفكارها واتجهت بها إلى نصرة الدين الإسلامي والالتزام بالحجاب الإسلامي.

تلقَّى علماء الأزهر ـ خصوصاً الشيخ النجَّار ـ نبأ تحوُّلها بالبشر والفرح، ثمَّ توالت أنشطة زينب الغزالي من يومها، وقد بدأتها عام 1936م حين أسّست "جمعية السيدات المسلمات" تدعو إلى الله على بصيرة، وكانت محضناً خصباً ترعرعت فيه الكثيرات من الكوادر النسائية الإسلامية اللائي عملن للدعوة منذ نعومة أظفارهن دون مرورهن بالدهاليز التي سلكتها المربية الفاضلة زينب الغزالي بحثاً عن كوّة النور، التي هديت إليها بعد معاناة وإخلاص وجدّ في البحث، ثمَّ أهدت عصارة تجاربها للقادمات من بعدها، تحذِّرهن من الانخداع بمعسول الكلام وبريق الشعارات التي خاضت فيها يوماً وقد أنجاها الله بعد ما كادت تهلك!

كانت زينب الغزالي علامة بارزة من علامات فضح هذه الدعاوى الباطلة، وكانت بذرة صالحة وُلدت مع دعوة خبيثة رضعت لبانها فلم تستسغه وانقلبت عليه سالكة طريق الحقّ تكافح هذه الدعوة وتلاحقها، حتى شحب عودها واصفرّ لونها.

تحوَّلت زينب حينما ذاقت حلاوة الإيمان، بعد ما جرَّبت علقم الشعارات الرنَّانة، وبعد ما تأكدت من سعة الإسلام الصالح لكلّ زمان ومكان، وتأكَّدت من ضيق هذه الأباطيل وعجزها عن استيعاب الذين ما زالوا يروِّجون لها، ويدافعون عنها، وينفخون فيها لإحيائها، بعد ما انكشفت حقيقتها، وخبت نارها، ووهنت وشاخت أمام شرعة الإسلام المتدفقة بالحيوية والصلاحية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

كانت هذه هي رحلة زينب الغزالي ـ الشاقة والمضنية ـ من القبعة إلى الحجاب، استدبرتها لتستقبل مرحلة أخرى أكثر معاناة، ويا لها من معاناة يزيل لفح هجيرها نسمة من نسمات المسلمات بقيادة زينب الغزالي، انهالت عليها الابتلاءات بالتضييق في الرزق تارة، وبالمعتقلات والملاحقة تارة أخرى، فكانت تستقبل هذه المحن بروح عالية مدركة أنَّ ذلك من سنن الدعوات الصالحة، من أجل تنقيتها من خبثها، فثبتت ـ يغفر الله لها ـ في وجه المحن جميعها، ثمَّ عادت بعد سنوات طويلة من الظلم والهوان حاملة دينها بين يديها، وقد أودعته قلبها حتى تسلّل إلى جميع خلاياها، ينهل منه ومن سيرتها العطرة محبُّوها من كلّ مكان إلى يومنا هذا.

فاللهمّ اجزها خير الجزاء وتقبَّل عملها خالصاً لوجهك الكريم

منقول
__________________
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس