شيخ الوطنيين
الحاج محمّد نوري الفتيّح
ولد الحاج محمّد نوري الفتيّح عام 1881م في دير الزور من أسرة عريقة , بدوية الأصل تنتمي إلى عشيرة العرفة من قبائل العنزة ؛ كبرى قبائل الجزيرة العربيّة , ووالده الحاج عبد الفتاح الكرنوص من وجهاء دير الزور البارزين .
تلقّى علومه في مدرسة الرشدية بدير الزور , ثمّ تابع تعليمه فدرس القانون في اسطنبول , ثمّ عاد إلى مدينته الصغيرة وهو يحمل لها حبّاً عظيماً , وأفكاراً كبيرة لخدمة وطنه وأمّته , فدخل معترك الحياة السياسيّة في سنٍّ مبكّرة , فكانت حياته مليئة بالعمل الوطني , والنضال والتضحية في جميع المراحل التاريخيّة التي مرَّ بها البلد من الحكم العثماني وحتّى الاستقلال .
وهنا سنذكر بعض النقاط المضيئة والمشرقة في حياة رجل نذر نفسه لخدمة وطنه :
1- عيّن عضواً في مجلس المعارف عام 1905م ولم يتجاوز عمره 24 عاماً , وعضواً في محكمة البداية والتجارة عام 1907م , و وكيلاً لقائمقاميّة البوكمال ورأس العين عام 1908م , ثمَّ عضواً في المجلس العمومي لإدارة متصرفيّة دير الزور عام 1909م .
2- وصل إلى أعلى مركز قضائي آنذاك ؛ وهو المدّعي العام لمحكمتي الحقوق والجزاء .
3- انتخب نائباً في مجلس المبعوثان العثماني عن متصرفيّة دير الزور , والتي كانت تشمل الفرات والجزيرة ؛ وهو في الحادي والثلاثين من عمره عام 1912م .
4- تقدّم مع عدد من النواب بعريضة إلى الباب العالي يحتجّون بها على تنازل السلطنة العثمانيّة عن ولايتي برقة وطرابلس للحكومة الإيطاليّة في معاهدة الصلح بينهما ؛ معتبرين أنّها أرض عربيّة , ولا حقّ لتركيّا بالتنازل عنها .
5- انتخب نائباً في مجلس المبعوثان مرّة أخرى عام 1914م , وبقي حتّى نهاية الحكم العثماني للمنطقة العربيّة عام 1918م .
6- كان زميلاً وصديقاً لشريف الحجاز الأمير فيصل بن الحسين في مجلس المبعوثان , ولعدد من أحرار العرب الذين جمعتهم الأفكار التحريريّة والاستقلاليّة في نهاية العهد العثماني .
7- عضو في الحكومة الأهلية الأولى التي ساعدت على استتباب الأمن في دير الزور بعد انسحاب العثمانيين عام 1918م ؛ حيث شارك في وضع قانونها مع السادة ( حسن محمّد الجاسم , وفنوش العبود ) .
8- عضو في المجلس الأهلي الذي شكّله أوّل محافظ وطني لمتصرّفية دير الزور عام 1918م .
9- عضو في مجلس الشورى الذي شكّله رمضان باشا شلاش برئاسته , وأعلن الحكم العربي بدير الزور بعد طرد الإنجليز منها عام 1919م .
10- رئيس الوفد الفراتي إلى دمشق لتهنئة الشريف فيصل بن الحسين بتتويجه ملكاً على سوريّة عام 1920م.
11- عضو في المؤتمر السوري الفيصلِ عام 1920م .
12- معاون للحاكم الإداري الحاج فاضل العبود في حكومته الأهليّة الثانية بعد انهيار العهد الفيصلِ عام 1920م .
13- عيّن قائمقام لقضائي الميادين والبوكمال عام 1920م , ومدّعيّاً لدى محكمة الاستئناف عام 1920 , وعيّن عضواً بمحكمة الجنايات عام 1922م .
14- رئيس لبلديّة دير الزور عام 1925م .
15- انتخب رئيساً للمجلس النيابي المحلّي الذي أرادت فرنسا من إحداثه تقسيم سوريّة , وإقامة (دولة الجزيرة والفرات) إلا أنّ مواقفه الوطنيّة كانت أكبر عامل لأن يقرر المجلس بالإجماع وحدة سوريّة الطبيعيّة بما فيها لبنان وفلسطين ولواء اسكندرون , فكانت في ذلك نهاية حياة المجلس الفراتي المصطنع عام 1926م .
16- منحه رئيس الدولة السوريّة أحمد نامي وسام الشرف السوري من الدرجة الثانية لأعمال الإخلاص للدولة عام 1927م .
17- قام بمشاريع عمرانيّة وخدميّة هامّة ؛ منها مشروع مياه الشرب , والمسلخ البلدي عام 1928م .
18- انتخب نائباً عن دير الزور في قائمة المرشحين الوطنيين للمجلس النيابي , ثمَّ انتخب من أعضاء المجلس نائباً لرئيس المجلس عام 1932م .
19- كان أحد النواب السبعة عشر الذين انسحبوا من المجلس النيابي , ورفضوا المعاهدة التي حاول الفرنسيون فرضها على البلاد عام 193م .
20- شارك في تأسيس الكتلة الوطنيّة في سوريّة , وأصبح رئيسها في منطقة الفرات عام 1932م .
الحاج محمّد في الصف الأول الرابع من اليسار