عرض مشاركة واحدة
قديم 03-31-2009
  #15
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: تذكرة المحبيّن في أسماء سيّد المرسلين

"ونذكُر ــــ إن شاء الله ــــ مِن هذا التخميس المبارك ما يليقِ
ذكرُه بكل اسم منها ــــ إن شاء الله، فقال المخَمِّسَ وأجاد ــــ لا حَرمنا الله وإيَّاهُ الثوابَ يوم المعَاد ــــ:





فشهدتُ أنّ الله خصَّ محمّداً = فغدا بأَملاككِ السّماءِ مُؤَيَّدا
وعلى لسان الأَنبياءِ مُمَجَّدا = ورأيتُ فضلَ العالمين مُحَدَّدا
وفضائل المختارِ لا تَتناهى
أمداحُه تبقى على مَرِّ الزّمَنْ = كم آيةٍ فيها لهُ مَدْحٌ حَسنْ
أعيتْ مدائِحهُ الحسانُ ذوي اللَّسَنْ = كيفَ السّبيلُ إلى تَقصّي مَدْحِ مَنْ
قال الإله لهُ؛ وحَسْبُك جاها
ما ضلَّ صاحِبُكم فخصّ وكرَّما=ويقولُ ما كذَبَ الفؤادُ لقد سَما
وكفاه ما قد قالَهُ رَبُّ السَّما=إنّ الذينَ يُبايعونك إِنّما
فيما يقول يُبايعونَ الله
شَهِدَتْ جميعْ الأنبياءِ بفضلِهِ=ولأَجل خَتْمِهمْ أَتَوْا مِنْ قَبْلِهِ
وله لواءُ الحمد خُصَّ بحملِهِ=هذا الفخارَ فهل سمعتَ بمثله
وَاهاً لِنَشْأَتِه الكريمةِ وَاها




فَجَرت ــــ والحمدُ لله ــــ بثنائه على الألسُن والأنهار، ونفحت من المحبين فوائح الأزهار، وانغرست في سويداء قلوب المحبيّن الذين لاحتْ به مِنَ الإيمان أَنَوارٌ وأشْجار، أصلها ثابت وفرعها في السماء لِتَعَلّقِها بذروَةِ سُنّةِ النبيّ المختار ، وطلعت في سماء رفعتهم من أنوار محبته في كل حين وزمان شموسٌ وأقمار.


فهم يشاهدون مكان الحبيب في حضرة محبته، فبِالجِنان يتنعمون، لاَهِجِين بذكره إخواناً على سُرُرٍ مُتَقابلين، لا يَمَسُّهم فيها نَصَبٌ وهُم فيها مُخَلَّدون.


فقايِسْ أيّها المُحِبُّ محبّتَك مع محبة مَن مضى من أصحابه الكرام تستقلّها، وتابِعْ أوصافَهم المرضيّة في حياته وبعد مماته، تعلَمْ أنَّكَ لم تُعْطِ محبَّتَه قدرَها، مع كونهم رضي الله عنهم باعوا نفوسهم وتركوا ديارهم وأموالهم، وآثروا ذلك في محبته، وبَذلُوا وُسْعَهُم وأنفذوا عزمَهم في اتّباع طريقته؛ ومع هذا فهم لأفعالهم مُحْتَقِرون وبتقصير أعمالهم مُعترِفون، وبعد مَماتِه ضافت عليهم (19ب) الأرضُ بما رَحُبَت لفراقهِ، فَهُمْ على ظهرها بالصُّورة، وفي بطنها بالمعنى يتردّدُون." اهـ4.




"‏ كان الصَّدُوقُ الصِّدِّيقُ المُؤانس للرّسول صلى الله عليه وسلم في كل صعبٍ وضِيق، ضجيعُه وحبيبُه أَبو بكرٍ الصِّدِّيق ــــ رضي الله عنه ــــ يرثي حبيبَه بعدَ مماتهِ ويقول:




لمّا رأيتُ حبيَبنا مُتَجَدِّلاً=ضاقَتْ عليَّ بِعَرْضِهنَّ الدَّورُ
فارتْتُ روعةَ مُستهامٍ وألهٍ=فالعظمُ منّي ما بقيتُ كَسِيرُ
أَعَتيقُ وَيْحَكَ إنَّ حِبّك قد ثوى=وبقيتَ مُنْفَرِداً وأَنْتَ حَسيرُ
يا ليتَني مِنْ قبلِ مَهْلككِ صاحبي=غُيّبْتُ في جَدَثٍ عليّ صخورُ




واتَّفَقَتِ العُلَماء على أنّه ما يُتقرّب إلى الله سبحانه بثناءِ أحدٍ مِنَ المخلوقاتِ، بأفضل من الثناء على مَنْ أنارَ الله به الأَرضين والسّموات.


ويُروى أنّه مكتوبٌ على سَاق العَرْش: مَن اشتاق إلى رحمتي رَحِمْتُه، ومن لم يسألني لم أؤيِسه، ومَنْ تقرّب إليّ بِقَدْرِ محمد صلى الله عليه وسلم غَفرتُ له ذنوبه ولو كانت مثل زَبد البحر.


روى محمّد الباهلي ــــ رحمه الله ــــ قال: دخلتُ المدينةَ حتى انتهيتُ إلى قبر النَّبِيّ ــــ صلى الله عليه وسلم ــــ فإذا بأعرابي وضع بعيرَه فأناخه ثمّ دخل إلى القبر فسلّم سلاماً حسناً ثم قال: بأبي أَنت وأُميّ يا رسول الله صلى الله عليه وسلم خَصّك بوحيه، وأنزل عليك كتابه، وجمعَ لك فيه علم الأوّلين والآخرين، وقال في كتابه العزيز: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاؤُوكَ، فاسْتَغْفَرُوا الله، واستَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لوَجَدُوا اللَّه تَوّاباً رَحِيْماً} (النساء:64)


، وقد أتيتُك مُقرِّاً بالذنوب، مُستشفعاً بك إلى ربك. ثم أنشأ يقول:




يا خيرَ مَنْ دُفِنَتْ في التُّربِ أعْظُمهُ=فَطابَ مِن طيبِهنَّ القَاعُ والأَكَمُ
أنتَ النبيُّ الذي تُرْجى شَفاعَتُه=عندَ الصّراطِ إذا ما زَلّتِ القَدمُ
نَفْسِي فداءٌ لقبرٍ أنتَ ساكِنةُ=فيه العَفافُ وفيه الجودُ والكرمُ


ثمّ انصرفَ. قال الرّاري: فَما شككت أَنّه راحَ مغفوراً له.


وفيما ذكرناه في هذا الاسم كفاية، نرجُو بها من الله سبحانه الإنانة، ولو ذكرنا ما يناسبه، ويتعلق به لذهبت الأعمار، وانقضت الأعصار. والله الموفق لا ربّ غيره، ولا معبود سواه.


(20أ) فأَسألُ الله المغفرةَ لمؤلِّفه وكاتِبه، وقارئه وسامعه، وشَمِلَ الجميعَ بلُطْفه ورحمته، وجعلَنا في شفاعة سيد المرسلين بِحُرْمَةِ الشّيخين الفاضِلَيْننِ أَبي بكر وعُمَر." اهـ




__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس