عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2010
  #1
عبدالرحمن الحسيني
محب نشيط
 الصورة الرمزية عبدالرحمن الحسيني
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 285
معدل تقييم المستوى: 14
عبدالرحمن الحسيني is on a distinguished road
8 أجمل تعريف للحب

قد يستغرب البعض من هذه البداية بعد هذا العنوان , ولكني أقول لا داعي للاستغراب ولا حاجة للإنكار , إن ليلى المشار إليها في بيت الشعر السابق ليس شخصاً حقيقياً وإنما هي رمز للمحبوبة التي يدّعي الكل معرفته لها وصلته بها ولكن لا قيمة لكلامهم ولا فائدة من دعواهم لأنها من طرف واحد فليلى لا تقر لهم بذاكا.
أردت من هذه المقدمة أن أخلص لأمر وهو سهولة الدعوى وكثرة المدعين في كل زمان وفي كل مكان لكن مع كثرتها لا قيمة لها إذا لم يقرّ بها الطرف الآخر , وللتقريب أقول إن كل مسلم يدعي حبه لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم لكن لا قيمة لهذا الكلام إذا لم يقرَّ لهم الله بأنهم أحبابه لا تستغرب قال تعالى: (يحبهم ويحبونه) إذاً كما أن البشر يحبون الله فالله أيضاً يحبهم لأنهم أحبوه بصدق , هذا سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى يوماً سيّدنا حارثة بن زيد فيجري بينهم الحوار التالي:2

رسول الله :كيف أصبحت يا حارثة.
حارثة :أصبحت مؤمناً حقاً يا رسول الله.
رسول الله مطالباً الدليل: إنّ لكل قول حقيقة فما حقيقة قولك.
حارثة:عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي , وأظمأت نهاري , وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً , وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها , وإلى أهل النار يتعاوون فيها.
رسول الله موافقاً على الدليل: رجل نوّر الله قلبه عرفت فالزم عرفت فالزم.

إن حبَّ الله وحبَّ رسوله صلى الله علبه وسلم واجب على كل مسلم قال صلى الله عليه وسلم: (أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي) وهذه أدنى درجات المحبة (الحب للمنفعة) وهي البداية لكن إذا تمكنت المحبة من القلب وصارت غذاء له فإن المحب عندها يحب لا لمنفعة وما ينسب إلى السيدة رابعة العدوية رضي الله عنها _مع أن البعض يشكك في صحته_ (إلهي إن كنت عبدتك خوفاً من نارك فأحرقني فيها وإن كنت عبدتك رغبةً في جنَّتك فاحرمني منها وإن كنت عبدتك لأنّك تستحق العبادة فأكرمني بالنَّظر إلى وجهك الكريم) فهذه محُِبَّةٌ قد ارتقت في درجات المحبة , فصفت محبتها وارتقت عن المنفعة فصارت تحب الله لأنه يستحق المحبة دون أي سبب آخر وليس معنى هذا كما يفهم البعض من أنها تقلل من شأن الجنة والنار فهي لم تقل هذا وإنما صفت محبتها فارتقت بها فقالت ما قالت.
والمحبون أحوالهم عجيبة وغريبة فهم يقولون ويقومون بأشياء للتقرب من محبوبهم ولإثبات محبتهم لا تخطر على بال واسمع أحدهم وهو يقول:
رأى المجنونُ في البيداءِ كلباً*******************فمدَّ لهُ من الإحسانِ ظلَّا
فلاموه على ما كان منه********************وقالوا قد أنلتَ الكلبَ نيلا
فقال دعوا الملامة إنَّ عيني*******************رأتهُ يوماً في حيِّ ليلى
أجمل تعريف للحب قرأته أو سمعته هو أن الحب الحقيقي هو الفناء والمقصود بالفناء فناء الإرادة لا فناء الحلول والاتحاد فالمحب تفنى رغباته في رغبات محبوبه فتختفي رغباته وتظهر رغبات المحبوب كما حصل مع باء الحب فالحبُّ يحوي باء مشددة وهذا يعني أن هناك باء مستترة فانية في الباء الثانية فالظهور والرسم للثانية ولم يبق من الأولى إلا أثر صغير منها فالباء الأولى هي المحب والثانية هي المحبوب.
أول شرط من شروط المحبة الاتباع وبدون الاتباع ما الحب إلا دعوى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
والمقصود بالآية اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون المعنى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوا رسولي ولن تتبعوا رسولي حتى تحبوه فمتى أحببتموه اتبعتموه ومتى اتبعمتوه أثبتم محبتكم لي فحق لكم أن تصلوا إلى مرتبة حبي لكم ,ولا مانع من أن تسبق محبة الله لعبده محبة العبد لربه.
عبدالرحمن الحسيني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس