عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2011
  #2
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في التصوف ، في الشأن العام و الخاص: ( مقدمات)

.دراسات في التصوف، في الشأن العام و الخاص تحديد المفاهيم)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه، وبعد
تختلف أرادات النا س بأختلاف سابقتهم ، هذه قاعدة أساسية ، تجدها عند كل الروافد العلمية و التربوية على السواء.و التميز في التفكير و الإبداع و الأبتكار ثم النظام ، تتفاوت قابلية الناس فيه. ولكي يكون المجموع أي الفضائل المرجوة من تربية معينة على منهاج معين و طريقة واضحة ذا ثمرة و فاعلية ، لاتنتج لك جمع من الناس على مقام واحد كامل في الأخلاق والمراتب، ولنا في الشرع و النموذج النبوي خير عبرة.
كان أبوبكر الصديق أرحم بأمة الحبيب صلى الله عليه و سلم ، و الفاروق أشد في أمرها ، و أمينها عبيدة بن الجراح ، و أعلمها بالقرآن العباس ، و اشدها حياءا عثمان رضي الله عنه ، وباب مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وسلم مولانا أبي طالب عليه السلام.
ألم يكن الرعيل الأول في أختلاف قابلياته و فضائله متكاملا ؟ أم لا.
ألم تكن الفضائل كلها تصب في رافد كامل يمتزج فيه الخاص و العام أم لا؟
1.في تحديد المفاهيم :
أ.في مسألة الوراثة :
نجد عند أهل الله مفهوما خاصا لمسألة الوراثة.
فالوراثة بحسب ماجاء في كتاب مذكرات في منازل الربانيين و الصديقين للداعية سعيد حوى ، أن يكون الولي وارثا للحبيب صلى الله عليه وسلم وراثة كاملة في الأخلاق و التربية و التعليم و الإرشاد و التزكية عالما بخبايا النفس، وارثا له صلى الله عليه وسلم في حاله وايمانه و روحانياته ألا النبوة و الرسالة و ما كانت من خصوصياته.
يسميه بالمرشد الكامل ، وهو اصطلاح موجود في غالبية كتب أهل الله.
نرفق بأنفسنا ، ونقرأ ما جاء في كتاب الفتوحات المكية ، نصا بديعا حول هذا المرشد الكامل ، غير أن ابن عربي قدس الله سره سماه بالعارف :"
وأما صفة العارف عندنا من الموطن الإلهي الذي يشهده العارفون من الحق في وجودهم وهو شهود عزيز ، وذالك أن يكون العارف إذا حصلت له المعرفة قائما بالحق في جمعيته نافذ الهمة مؤثرا في الوجود على الإطلاق من غير تقييد ، لكن على الميزان المعلوم عند أهل الله مجهول النعت و الصفة عند الغير من جميع العالم من بشر و جن وملك و حيوان لا يعرف فيحد و لايفارق العادة فيميز حامل الذكر مستور الحال عام الشفقة على عباد الله) ص ، 313 ، باب في معرفة مقام المعرفة ، م/2 من كتاب الفتوحات للشيخ الأكبر ابن عربي قدس الله سره.
كيف تكون سيدي و اخي عند المعرفة بالله قائما بالحق في جمعيتك نافذ الهمة مؤثرا في الوجود على الإطلاق من غير تقييد.
نجد عند قرائتنا لمثل هذا الكلام نوراني أبعادا في الفهم ، وسعة في التصور ، فالعارف بالله خامل في ذكره في جلوته ، في رحمة الله يتقلب ، لكنه ذو فعل كوني سني دون تقييد بالجهة والمكان و الزمان طيا و سبحا في تصاريف الله الكونية.
فالعارف بالله ذو نورانية خاصة وتاثير ألهي ، وهي تزايل ما يسميه حمقى المصطلحات carisma، أو القائد الملهم ، أو المنقذ المنتظر.
العارف بالله غير هذا ، فهو مرشد كامل منتسب لدوحة مباركة سنية ، ينتقل مددها الفائض عبر الأجيال.منهم من أذن له في تربية الخلق ، ومنهم من لا مريد له، وهنا كان الفضل في السابقة ، في فضيلة القعود ، وسمت الحامل لرسالة التجديد.
يمكن أن نقول كما قال ابن عربي رضي الله عنه نافذ الهمة مؤثرا في الوجود على الإطلاق من دون تقييد).
فأن كان العارف بالله مفهوم خاص في شأنه خاص ، لخصوصية مرتبته عند الله ، فما هي وظيفته في الشأن العام؟، يقول ابن عربي قدس الله سره في نفس الصفحة يفرق في رحمته بين أمر برحمته حتى يجعل له خصوص وصف عارف بإرادة الحق في عباده قبل وقوع المراد، فيريد بإرادة الحق لا ينازع و لايقاوم و لايقع في الوجود ما لايريده و إن وقع ما لايرضى وقوعه بل يكرهه شديد في لين ، يعلم مكارم الأخلاق في سفاسفها فينزلها منازلها مع أهلها تنزيل حكيم ، بريء مما تبر أ الله منه محسن أليه مع البراءة منه ، مصدق بكل خبر في العالم كما يعلم عند الغير أنه كذب فهو عنده صدق مؤمن عباد الله من غوائله مشاهد تسبيح المخلوقات على تنوع أذكارها ، لاتظهر إلا لعارف مثله ،.....) ص 313 من نفس المصدر.
فأن كانت الوراثة في مفهومها الخاص عرفان بالله تعالى ، وتقلب في فضله و رحمته ، فأنها في مفهومها العام و ارتباطها بشأن المسلمين ، وظيفة التطهير و الصيدلة و التعليم و التربية بمفهومها المعاصر.
ننتقل الى معنى آخر نجده عند مولاي عبد العزيز الدباغ في كتاب الإبريز ، عن مشاركة الولي لهموم الناس الفردية ومنها أن بني بزتاسن القبيلة المعروفة لما وقع بينهم و بين السلطان ما وقع و ظفر بمن ظفر منهم أراد بعض الكتاب من أهل تازة أن تنقل نارهم إلى أهل تازة فزور كتابا على أهلها ذكر فيه أنهم بعثوا إلى بني بزتاسن و قالوا لهم إنا معكم يد واحدة و ذهب بها إلى السلطان نصره الله و قرأها عليه فغضب نصره الله و أراد أن يبعث لهم من ينتقم منهم ، ثم بدا له نصره الله فحبسه و سمع بذلك أهل تازة فمر منهم من مر على الشيخ رضي الله عنه وشاوره في الهرب و الجلاء عن بلادهم لأنهم خافوا من السلطان ، فقال رضي الله عنه : " أن كنتم تفعلون ماأقول لكم فأنا أقول "، فقالوا:" قل ياسيدي ما جئنا ألا لنهتدي بنصيحتك !" ، فقال : " ليكن هذا وجهكم إالى السلطان نصره الله و اسبقوا عند الوزير "، ففعلوا ما أمرهم به و ذهب بهم الوزير إلى السلطان و اثنى عليهم خيرا و برأهم مما رماهم به الكاتب ، فما زاد نصره الله على أن أمر بذبحه و كان ذالك عاقبة أمره) ، ص 51، كتاب الأبريز للشيخ أحمد بن المبارك.
والسؤال ، ما الذي جعل هؤلاء القوم يجدون ملجأهم في نصيحة ولي من أولياء الله ؟
ولم لم يعرض عنهم الولي الكامل رضي الله عنه ، بل وقام بمهام نصيحة خلق الله تعالى ، و إرشادهم للخير و النجاة؟.
تختلط عند القارئ الصوفي المفاهيم ، كيف يكون خيرة القوم قائمين بخذمة الخلق ، رغم ما كان في قلوبهم من الأسرار و المشاهدة؟ لنقل أمر الأتباع.
أو بمعنى أدق يجد الوارث في خصوصيته أنه مجرد خاذم للحضرة النبوية بالتعبير التربوي ، وفي معناها السياسي القيام بالقسط بجميع الوسائل والحكمة في مختلف النوازل حضورا و شهادة و درءا للمفاسد. مشاركة و أي مشاكة ؟ حضور في الذكر و في الساحة.
فالوراثة الكاملة هي جمع بين فضلين الخذمة العامة المفضية للخذمة الخاصة ، والترقي في مقامات العرفان ، بالرفق بعيال الله تعالى و خلقه.
لكن كيف يقرأ المعاصرون هذه الحكايات كما يسمونها المفرطة في الخيال ، ولي ينصح و رعاع القوم تتبع ؟ أي حمق هذا؟.
نجد عبد الله العروي في كتابه عن تاريخ المغرب المجمل ، يضع على مثل هذه الروايات خطا أحمرا ، فيصف علة التاريخ الأسلامي الشخصانية ، ثم الأساطير ، ثم يدعو الى مراجعة جميع المصادر التاريخية حول المغرب الأقصى ، لشكه العلمي.
بل لتوجسه من الأكاذيب التاريخية ، حول الشخصيات و العظماء و الملهمين.
غياب المؤسسات سمة ثانية لتاريخنا ، بأعتبار أن الشعوب كانتى تنقاد لأسر حاكمة مستبدة نشرت مبادئها و سياياتها بالسيف فسمة الأستبداد سمة الشعوب العربية بأمتياز.
لكنه يترحم في حمق علمي على كاهنة و كسيلة كيف لا وهما من واجها التعنت العروبي الأسلامي.؟
نسأل الله العافية.
عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس