عرض مشاركة واحدة
قديم 07-09-2011
  #3
عمرالحسني
محب فعال
 الصورة الرمزية عمرالحسني
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 93
معدل تقييم المستوى: 15
عمرالحسني is on a distinguished road
افتراضي رد: دراسات في التصوف ، في الشأن العام و الخاص: ( مقدمات)

.دراسات في التصوف، في الشأن العام و الخاص:( في تحديد المفاهيم)

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله وصحبه ، وبعد
يمنع العقل المعاشي صاحبه من التدبر، ذالك أن سمة هذا التفكير هو المادة و علاقة الحواس بها، وللعقل معاشي معرفة دقيقة استطاع بها أن يعرف السنن التي تتحكم في الشعوب في مسيرتها التاريخية ، والكون و القوانين الألهية التي تدبرها ، ورغم ذالك يظل عاجزا على معرفة كنه النفس البشرية ، بل معنى الروح و الغيب و الله لولا الوحي.
ماهو الوحي؟ وما علاقته بالأنسان عبر التاريخ؟و كيف ينظر أهل الله الى هذه الكلمة العظيمة في قاموس الدنيا ، بل في الناموس الإلهي؟
لا شك ، أن الوحي حدث كبير في حياة الرسول المختار من عند الله ، كما أن الإشارة و المواهب و العلوم فيض من معين الوحي النبوي عبر الأجيال ، ظل فيها الوحي النبوي حاضرا ينير لأهل الله الطريق.ما يسميه أهل الله خصوصا بالإجتماع بالحبيب صلى الله عليه وسلم يقظة.
3.في الأجتماع بالحبيب صلى الله عليه وسلم يقظة:
نسرد أن شاء الله شهادات لأهل الله حول هذا الأمر ثم نناقشه بما ينعم الله علينا ، في أعلامهم أن الأولياء الله تعالى يرون الحبيب صلى الله عليه وسلم يقظة ، وأنه يحضر كل مجلس أومكان أراد بجسده و روحه وأنه يتصرف و يسير حيث شاء في أقطار الدنيا و في الملكوت وهو بهيبته التي كان عليها قبل وفاته لم يتبدل منه شيء ، وأنه مغيب عن الأبصار كما غيبت الملائكة مع كونهم أحياء بأجسادهم ، فإذا أراد الله أن يراه عبد رفع عنه الحجاب فيراه على هيئته التي كان عليها هو الآن.
-قال الشعراني في لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية : " فأن أكثرت من الصلاة و التسليم عليه صلى الله عليه وسلم فربما تصل إلى مقام مشاهدته صلى الله عليه وسلم ، وهو طريق الشيخ نور الدين الشنواني والشيخ أحمد الزواوي،والشيخ محمد بن داوود المنزلاني، و جماعة من مشايخ العصر ، فلا يزال أحدهم يصلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و يكثر منها و يتطهر من كل الذنوب حتى يجتمع به يقظة في أي وقت شاء ، ومن لم يحصل له الإجتماع فهو إلى الآن لم يكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم الإكثار المطلوب ليحصل له هذا المقام).
و أخبرني الشيخ محمد الزواوي أنه لما لم يحصل له الإجتماع بالنبي صلى الله عليه و سلم يقظة و اظب على النبي صلى الله عليه وسلم سنة كاملة ، يصلي عليه في كل يوم خمسين ألف مرة.و كذلك أخبرني الشيخ نور الدين الشنواني أنه واظب على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا ، يصلي كل يوم ثلاثين ألف صلاة ، قال : سمعت عليا الخواص رحمه الله تعالى يقول : " لايكمل عبد في مقام العرفان حتى يصير يجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة و مشافهة ، وممن يراه يقظة من السلف أبومدين المغربي ، شيخ الجماعة ، و الشيخ عبد الرحيم القناوي ، و الشيخ موسى الزواوي ، و الشيخ أبو الحسن الشاذلي ، و الشيخ أبو العباس المرسي ، والشيخ أبو السعود أبو العشائر ، و سيدي أبراهيم المتبولي و الشيخ جلال الدين السيوطي" ، وكان يقول :"رايت النبي صلى الله عليه وسلم و أجتمعت به يقظة نيفا و سبعين مرة ، و أما سيدي أبراهيم المتبولي فلا يحصي أجتماعه به لأنه يجتمع به في أحواله كلها ، و يقول : و يقول ليس لي شيخ إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم.
وكان أبو العباس المرسي يقول :" لو أحتجب عني رسول الله الله عليه وسلم ساعة ما عددت نفسي من المسلمين.".) ص 453، من كتاب رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم ، لمِؤلفه :الشيخ سيدي عمر بن سعيد الفوتي الطوري الكدوري.
يعد هذا الكتاب درة ثمينة في معرفة مقام الأولياء و الأدب معهم ، وتحقيق دقيق في معارفهم و علومهم ، وقد عدده أحد المحققين بدستور الأولياء ، في معرفتهم و التحقق من بركتهم ، ومن قرأه رزقه الله المعرفة و الفرقان بين أولياء الرحمان و أولياء الشيطان.
ثم نجد الشخ جلال الدين السيوطي رضي الله عنه يحقق في المسألة جواز رؤيته صلى الله عليه وسلم بأدلتها الشرعية في كتابه ،تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي و الملك : " قد كثر السؤال عن رؤية أرباب الأحوال للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأن طائفة من أهل العصر ممن لا قدم له في العلم بالغوا في إنكار ذالك و أدعوا أنه مستحيل .فألفت هذه الكراسة في ذالك و نبدأ بالحديث الصحيح الوارد في ذالك ، أخرج البخاري و مسلم و أبو داوود عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" من رآني في المنام فسيراني في اليقظة و لا يثمثل بي الشيطان" .و أخرج الطبراني مثله من حديث مالك بن عبد الله ومن حديث أبي بكرة ، وأخرج الدارمي مثله من حديث أبي قتادة ، قال العلماء : " أختلف في قوله : فسيراني في اليقظة ، فقيل : معناه فسيراني في القيامة و تعقب بأنه لا فائدة في التخصيص ، لأن كل أمته يرونه يوم القيامة من رآه منهم ومن لم يره ، و قيل المراد من آمن به في حياته و لم يره لكونه حينئذ غائبا فيكون مبشرا له ، أنه لابد أن يراه في اليقظة قبل موته ، وقال قوم : هو على ظاهره فمن رآه في النوم فلا بد أن يراه في اليقظة بعيني رأسه ، قيل : بعين في قلبه ، حكاهما القاضي أبو بكر بن العربي .
وقال الإمام أبو محمد بن أبي جمرة في تعليقه على الأحاديث التي أنتقاها من البخاري : " هذا الحديث يدل على أن من رآه صلى الله عليه وسلم في النوم فسيراه في اليقظة ، وهل هذا على عمومه في حياته و بعد مماته ؟ أو هذا كان في حياته ؟ وهل كذالك لكل من رآه مطلقا ؟ أو خاض بمن فيه الأهلية أو الإتباع لسنته عليه السلام ،اللفظ يعطي العموم ومن يدعي الخصوص بغير مخصص منه صلى الله عليه وسلم فمتعسف ، و قال : وقد وقع من بعض الناس عدم التصديق بعمومه ، وقال : على ما أعطاه عقله ، و كيف يكون من مات يراه الحي في عالم المشاهدة ، قال :وفي هذا القول المحذور وجهان خطران و هما :
1.عدم التصديق بقول الصادق صلى الله عليه وسلم ، الذي لا ينطق عن الهوى.
2. الجهل بقدرة القادر و تعجيزهما لم يسمع في سورة البقرة قصة البقرة كيف قال الله تعالى : "فقلنا اضربوه ببعضها" ، البقرة آ 73 ، و قصة أبراهيم عليه السلام في الأربع من الطير ،و قصة العزيز ،فالذي جعل ضرب الميت ببعض البقرة سببا في حياته ، وجعل دعاء أبراهيم عليه السلام سببا لإحياء الطيةر ، وجعل تعجب العزيز سببا لموته وموت حماره ثم لإحيائهما بعد مأئة سنة ، قادر أن يجعل رؤيته صلى الله عليه وسلم سببا لرؤيته في اليقظة.
وقد ذكر عن بعض الصحابة وأظنه العباس رضي الله تعالى عنهما :أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فتذكر هذا الحديث و بقي متفكرا فيه ، ثم دخل على بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ، أظنها ميمونة ، فقص عليها قصته فقامت و أخرجت له مرآته صلى الله عليه وسلم ، قال رضي الله تعالى عنه : "فنظرت في المرآة فرايت صورة للنبي صلى الله عليه وسلم و لم أرى لنفسي صورة ، قال : " وقد ذكر السلف و الخلف و هلم جرا ، عن جماعة ممن رأوه صلى الله عليه وسلم في النوم و كانوا ممن يصدقون بالحديث ، فرآه بعد ذالك في اليقظة و سألوه عن أشياء كانوا متشوشين ، فأخبرهم بتفريجها ونص لهم على الوجه الذي يكون منه فرجها فجاء الأمر كذالك بلا زيادة و لانقص، قال : والمنكر لهذا لا يخلو أما يصدق بكرامات الأولياء أو يكذب بها ، فأن كان ممن يكذب بها فقط سقط البحث معه فأنه يكذب بما أثبتته السنة بالدلائل الواضحة ، وأن كان مصدقا بها فهذه من ذالك القبيل لأن الأولياء يكشف لهم بخرق العادة عن اشياء عديدة في العالمين العلوي و السلفي فلا ينكرها مع التصديق بذالك.)كتاب تنوير الحلك في أمكان رؤية النبي والملك.
يستأثر القلب بمعارف ، وهي في دلالاتها مجموعة من أشارات آتية من الحضرة الرحيمية ، لتتخذ من الروح عرشا، فسبحان من خلق الجبال و البحار و الأراضي و السموات ، فلم تسعه ووسعه قلب عبده العارف!.
أجمع أهل الله أن للمريد الطالب لوجه الله سعادتين في الدنيا: لقاء شيخه، ولقاء الحبيب صلى الله عليه وسلم يقظة ومناما ، وهي عندهم من علامات سعادة المريد.
لكن في النعمة طي من البلاء ، وأختبار ، وألوان من الإستدراج أن لم يتسلح المريد الطالب لوجه الله تعالى بالعلم.
ذالك أن الكرامة و خرق العادة ، امرخاص بالنسبة للمؤمن لاشأن للأمة فيه ، فهو أعلام غيبي و أنذار رباني على خصوصية العبد ، لكنها تظل في نسبيتها فردية مجرد أخبار ، بأنك على الطريق و في نفس الوقت لاتمنحك حقا على أحد ، بل تستوجب منك الشكر ثم العمل.
وتقع الأمة في شراك المستبدين من أهل التربية ، أن أعتقدت بمجرد ما يلوح على أحدهم سمة الولاية ان له حق عليها ، كواجب الخذمة و التذلل و الطاعة على غير بينة ، وأهدار للوقت و الجهد في خذمة الشيخ و أولاد الشيخ و أحفاد أحفاد الشيخ.
أ.في بيان الشأن الخاص ، حول مسألة رؤيا الحبيب صلى الله عليه وسلم:
يرى أهل الله أن القلب هو النور الأزلي و السر العلي المنزل في عين الأكوان لينظر به الله تعالى إلى الإنسان ، و عبر عنه في كتاب الله بروح الله المنفوخ في روح آدم عليه السلام حيث قال ونفخت فيه من روحي) ويسمى هذا النور بالقلب بمعان : أنه لبابة المخلوقات و زبدة الموجودات جميعها أعليها و أدانيها ، فسمي بهذا الإسم لأن قلب الشيء خلاصته و زبدته، ومنها :أنه سريع التقل و ذالك لأنه نقطة يدور عليها محيط الأسماء والصفات فإذا فابلت اسما أو صفة بشرط المواجهة انطبعت بحكم ذالك الأسم و الصفة . وفي هذا الشأن يقول الإمام عبد الكريم الجيلي في كتابه الإنسان الكامل ....وقولي بشرط المواجهة تقييد لأن القلب في نفسه لايزال مقابلا بالذات لجميع اسماء الله تعالى و صفاته، لكن يقابله في التوجه شيء ثان ، هو أن يكون القلب متوجها لقبول أثر ذالك الشيء في نفسه فينطبع به، فيكون الحكم عليه لذلك الإسم ولو كانت السماء جميعها تحكم عليه فأنها تكون في ذلك الوقت مستترة الحكم تحت سلطان الإسم أو السماء الحاكمة ، فيكون الوقت وقت ذلك الإسم فيتصرف في القلب بما يقتضيه) ص 161، من كتاب الإنسان الكامل في معرفة الأواخر و الأوائل.
استشراف العلم وطلبه من واجبات الطريق ، و الإسم الألهي الجامع لكليات العلم هو الله ، وفي طلب الله توجه خاص لحبيبه صلى الله عليه وسلم بشرط المحبة ، فأن كان القلب يشغفه طلب الله تعالى فلا مناص من تلقيه العلم النبوي شفاها من الحبيب صلى الله عليه وسلم.وهنا يضحك الحداثي ، ويستغرب السلفي ، وربما حتى الحركي كيف يتلقى الحي لالعلم من الغائب الميت ؟ نستغفر الله ، فهو صلى الله عليه وسلم في وجوده البرزخي أرفع مكانا ، وأسمى رفعة مما كان عليه صلى الله عليه وسلم ، نسأل الله تعالى أن ينير قلوبنا بمشاهدته. لا تسع حويصلة الباحثين ما للغيب من الشأن عند من نهلوا من المعين النبوي ، كما أن قابلية التربية و الأستمداد ثم الأمتداد و المعرفة العلم تتفاوت بين السالكين أنفسهم ، ناهيك عمن سواهم.
ومن ثم نجد أن المعرفة ليس بالأمر الهين ، والإدعاء الجميل ، بل هي مسئولية و تكليف ، بل مهام و شأن رباني بأذن نبوي.
ذلك أن رؤية الحبيب صلى الله عليه سلم شأن خاص بالمريد لخصوصية مقامه العرفاني ، يقول ابن عربي رضي الله عنه عن العارف: ( وأن العارف أخرس منقطع مقتطع منقمع عاجز عن الثناء عن معروفه، وأنه خائف متبرم بالبقاء في هذا الهيكل وإن منورا لما عرفه الشارع أن في الموت لقاء الله فتنغصت عليه الحياة الدنيا شوقا إلى ذلك اللقاء ، فهو صافي العيش كدر طيب الحياة في نفس الأمر لا في نفسه.)ص312، من كتاب الفتوحات المكية ، م/2.
فلخصوصية أمر العارف ، وشان السالك ، فأن مثل هذه المنازلات و المرائي تحتاج الى الكتمان ÷، تأدبا مع الله تعالى ، وتعظيما للجناب النبوي صلى الله عليه وسلم.
يقول الشيخ عبد السلام ياسين في كتاب الإحسان، فقرة عين القلب :" القلب المومن حاسة دقيقة جامعة تصبح آلة لتلقي العلم واستبصار المعلومات واستشفاف المغيَّبات على غاية من اللطف بعد أن يبرأ القلب من أمراضه في مِصحة التربية، وبعد أن تعنى به يدُ الصحبة، ويصقُله الذكر ويكشف الله عز وجل عنه غطاءه، ليجد ما وُعد الصادقون بإخلاص النية من قدم الصدق المكتوبة في سابقة علم الله تعالى.
ما كل المومنين يُعطاهم من الفتح القلبي بمقدار ما تنكشف الحجبُ للعين القلبية. وقد يكون طلب الفتح والتعلق به والتماسه بالدعاء والتضرع والأذكار الخاصة حجابا عن الله عز وجل وفتنة. فإن طلب المزيد من العلم، وإن كان مشروعا محمودا ومأمورا به في القرآن في قوله تعالى لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم: )وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً( (سورة طه، الآية: 114)، قد يصرفُ طالب الحق مريد الله عن وجهته، فإذا هو قد زاغ عن قبلة الطلب، وهي وجه الله، إلى الحظوظ النفسية والمتاهات الكونية، فيكون من الهالكين.
وإن من أعداء الله عز وجل ومن كافة المشركين من يفتح الله سبحانه عليهم عوالمَه الكونية فيطَّلعون على ما شاء ابتلاؤه وكيدُه ومكرُه منها، فيغرقون في مشاهدة حقائقها، ويُصرفون عن طلب الحق وعن عالم النور إلى عالم الظلمات الكونية. هؤلاء هم أصحاب الرياضات من يوكيين وغيرهم. ويسمَّى الفتح عليهم فتحا ظلمانيا. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة له عنوانها "الظاهر والباطن". "طوائف كثيرة آل الأمر بهم إلى مشاهدة الحقيقة الكونية القَدَرية، وظنوا أن من شهدها سقط عنه الأمر والنهي والوعد والوعيد، وهذا هو دين المشركين"[1].
أما أحباب الله، ممن شاء الله أن يكشف عنهم الغطاء، فإن عناية المولى الكريم سبحانه تسلكُ بهم فِجاج مشاهدة "الحقيقة الكونية القدرية" ويتجاوزون مخاطرها وإغراءها، لا يقفون مع شيء دون الله عز وجل. شعارُهم دائما كما يقول الشيخ عبد القادر: وإنك لتعلم ما نريد.
لنسمع إلى أهل الفن في الموضوع لكيلا يتوهم المتوهم أن الفتح والكشف وعجائب القلب حديثُ خرافة، أو أن مبالغة الصوفية ومجازهم وكنايتهم ولغتهم الغامضة سَبْحُ خيالٍ. وقد استَدْعَيتُ للشهادة في الموضوع إماما يحظى بالثقة لأنه هو نفسه لا ينتمي إلى الصوفية وإن كان يعترف ويفتخر ويتحمَّد "بالقدر المشترك" بينه وبينهم. وسترى أن صاحب "القدر المشترك" أبلَغُ بيانا وأشدُّ حرصا وأثبت كلمة في التأكيد على وقائع الفتح، وعلى طَوْرِ ما وراء الحسِّ والعقل. نستمع أولا إلى إمام صوفي، وبعده إلى الإمام المشارك ابن القيم.
قال الإمام الغزالي: "الإيمان بالنبوة أن يقِرَّ بإثبات طور ما وراء العقل، تنفتح فيه عينٌ يدرك بها مدرَكات خاصة. والعقل معزول عنها كعزل السمع عن إدراك الألوان، والبصر عن إدراك الأصوات، وجميع الحواس عن إدراك المعقولات"[2].
وقال: "ووراء العقل طور آخر تنفتح فيه عين أخرى يبصر بها الغيب، وما سيكون في المستقبل، وأمورا أخرى العقل معزول عنها كعزل قوة التمييز عن إدراك المعقولات، وكعزل قوة الحس عن مدركات التمييز"[3].
يقول الغزالي هذا في إثبات النبوة والفتح الخاص بالأنبياء عليهم السلام. وله في "الإحياء" حديث طويل عن فتح الأولياء وما يُعطاهم من العلم اللدنيِّ القلبي قامت عليه بسببه قيامة المكذبين منذ تسعة قرون. أما شيخ الإسلام ابن تيمية فرغم نقده للغزالي في مسائل عقلية ونقلية فإنه يتفق معه اتفاقا تاما أو يكاد في أصول المسائل القلبية. ويقول: "أنكر عليه (على الغزالي) طائفة من أهل الكلام والرأي كثيرا مما قاله من الحق، وزعموا أن طريقة الرياضة وتصفية القلب لا تؤثر في حصول العلم. وأخطأوا أيضا في هذا النفي. بل الحق أن التقوى وتصفية القلب من أعظم الأسباب على نيل العلم"[4].
وقال شيخ الإسلام ابن القيم: "فإذا صارت صفات ربه (أي الولي المتقرب بالفرض والنفل حتى يحبه الله) وأسماؤه مشهدا لقلبه أنسته ذكر غَيره، وشغلته عن حب ما سواه(...). فحينئذ يكون الرب سبحانه سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. فبه يسمع، وبه يبصر، وبه يبطش، وبه يمشي كما أخبر عن نفسه بلسان رسوله. ومن غَلُظَ حجابه، وكثُفَ طبعُه، وصَلُب عوده، فهو عن فهم هذا بمعزل(...). وبالجملة فيبقى قلب العبد الذي هذا شأنه عرشا للمثل الأعلى، أي عرشا لمعرفة محبوبه ومحبته وعظمته وجلاله وكبريائه. وناهيك بقلب هذا شأنه! فيا له من قلب من ربه ما أدناه! ومن قُربه ما أحظاه! فهو ينـزه قلبه أن يساكن سواه أو يطمئن إلى غيره. فهؤلاء قلوبهم قد قطعت الأكوان وسجدت تحت العرش، وأبدانُهم على فرشهم كما قال أبو الدرداء: إذا نام العبد المومن عُرِجَ بروحه حتى تسجد تحت العرش"[5].
وقال رحمه الله: "ينجذب (المريد) إليها (الآخرة) بالكلية، ويزهد في التعلقات الفانية، ويدأب في تصحيح التوبة والقيام بالمأمورات الظاهرة والباطنة(...). فحينئذ يجتمع قلبه وخواطره وحديث نفسه على إرادة ربه وطلبه والشوق إليه. فإذا صدق في ذلك رُزِق محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستولت روحانيته على قلبه(...). فإذا رسخ في ذلك فُتِح له في فهم الوحي المنزل(...) فإذا تمكن من ذلك انفتح في قلبه عينٌ أخرى، يشاهد بها صفات الرب جل جلاله، حتى تصير لقلبه بمنزلة المرئي لعينه. فيشهد عُلُوَّ الرب سبحانه فوق خلقه، واستواءه على عرشه، ونزول الأمر من عنده بتدبير مملكته، وتكليمه بالوحي، وتكليمه لعبده جبريل به، وإرساله إلى من يشاء بما يشاء، وصعود الأمور إليه، وعرضها عليه"[6].
وقال رحمه الله: "إن الله سبحانه جعل في العين قوة باصرة، كما جعل في الأذن قوة سامعة، وفي الأنف قوة شامة، وفي اللسان قوة ناطقة وقوة ذائقة(...). وأما معاينة القلب فهي انكشاف صورة المعلوم له، بحيث تكون نسبتهُ إلى القلب كنسبة المرئي إلى العين. وقد جعل الله سبحـانه القلب يُبصر ويَعْمَى. قال تعالى: )فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ( (سورة الحج، الآية: 44). فالقلب يرى ويسمع، ويعمى ويَصِمُّ، وعماه وصممُه أبلغ من عمى البصر وصممِه"[7].
وقال رحمه الله: "المعاينة نوعان معاينةُ بصر ومعاينة بصيرة. فمعاينة البصر وقوعُه على نفس المرئي أوْ مثالِه الخارجي كرؤية مثال الصورة في المرآة والماء. ومعاينة البصيرة وقوع القوة العاقلة على المثال العلمي المطابق للخارجي. فيكون إدراكه له بمنزلة إدراك العين للصورة الخارجية. وقد يقْوَى سلطان هذا الإدراك الباطن بحيث يصير الحكم له، ويقوى استحضاره القوة العاقلة لمدركها بحيث يستغرق فيه، فيغلب حكم القلب على حكم الحس والمشاهدة. فيستولي على السمع والبصر بحيث يراه ويسمع خطابه في الخارج وهو في النفس والذهن. لكن لغلبة الشهود وقوة الاستحضار وتمكُّنِ حكم القلب واستيلائه على القوى صار كأنه مرئيٌّ بالعين، مسموع بالأذن. بحيث لا يشك المدرك ولا يرتاب في ذلك البتَّةَ، ولا يقبل عذلا"[8].
وقال رحمه الله: "فمن فتح الله بصيرة قلبه وإيمانه حتى خرقها وجاوزها إلى مقتضى الوحي والفطرة والعقل فقد أوتي خيرا كثيرا، ولا يخاف عليه إلا من ضَعف همته. فإذا انضاف إلى ذلك الفتح همة عالية فذاك السابق حقا، واحدُ النّاس بزمانه، لا يُلحق شَأْوُهُ، ولا يُشَقُّ غبارهُ. فشتان ما بين من يتلقى أحواله ووارداته عن الأسماء والصفات وبين من يتلقاها عن الأوضاع الاصطلاحية والرسوم (قلت: يعني شتان ما بين أرباب الصدور والمتصفحين للسطور!) أو عن مجرد ذَوْقِه وَوَجده، إذا استحسن شيئا قال: هذا هو الحق!
"فالسير إلى الله من طريق الأسماء والصفات شأنه عجَب، وفتحه عجب. صاحبه قد سبقت له السعادة وهو مستلق على فراشه غير تعبٍ ولا مكدود، ولا مشتّت عن وطنه، ولا مشرد عن سكنه"[9].
هذه كلمات قوم سلكوا الطريق وتركوا وصفا للمَشاهِدِ عسى يكون من بعدهم من يصدق الله ورسوله في وعد الله ورسوله لأولياء الله، ابتداء من مطالعة ما مَنَّ به الملك الوهاب على العباد.
يقول الطود الشامخ في أرض الولاية وسمائها الإمام عبد القادر قدس الله سره: "يا غلام! ليكن الخرَسُ دأبك، والخمولُ لباسَك، والهرب من الخلق كلَّ مقصودك. وإن قدرت أن تنقب في الأرض سِرْبا تَخْفى فيه فافعل. يكون هذا دأبَك إلى أن يترعرع إيمانُك، ويقوى قدمُ إيقانك، ويتريَّشُ جناحُ صدقك، وتنفتح عينا قلبك فتُرفَع من أرض بيتك، وتطير إلى جو علم الله. تطوف المشرق والمغرب، البَر والبحر، والسهل والجبل. تطوف السماوات والأرضين وأنت مع الدليل الخفير الرفيق. فحينئذ أَطلِق لسانك في الكلام، واخلع لباس الخمول، واترك الهرب من الخلق، واخرج من سِرْبِك إليهم، فإنك دواء لهم غير مُسْتَضَرٍّ في نفسك. لا تبالِ بقلتهم وكثرتهم، وإقبالهم وإدبارهم، وحمدهم وذمِّهم. أين سقطتَ لَقَطْتَ، أنت مع ربك عز وجل"[10].
وقال رحمه الله: "الصدِّيق إذا فرغ من تعلم العلم المشترك (علم السطور) أدْخِل في العلم الخاص، علم القلوب والأسرار. فإذا تمكن في هذا العلم صار سلطان دين الله عز وجل، يأمر وينهى، ويعطي ويمنع بإذن مُسلطنِه".
وقلت: وهذا معنى التصريف والفعل بالهمة. وقد مر كلام ابن تيمية الخبير بالموضوع. ومعنى الخلافة في الأرض في حق الكمل من الأولياء. وهذا لا يدركه إلا "واحد الناس بزمانه" كما مرت عبارة ابن القيم.
قال: "يصير سلطانا في الخلق، يأمر بأمر الله عز وجل، وينهى بنهيه(...). العارف واقف بباب الحق عز وجل وقد سلم إليه علم المعرفة والاطلاع على أمور لم يطلع غيره عَليها"[11].
وقال رحمه الله: "العارف المقرَّب يُعطَى أيضا نورا يَرى به قربه من ربه عز وجل. ويرى قرب ربه عز وجل من قلبه. يرى أرواح الملائكة والنبيئين وقلوب الصديقين وأرواحهم. يرى أحوالهم ومقاماتهم. كل هذا في سويداء قلبه، وصفاء سره. هو أبدا في فرحه مع ربه عز وجل. هو واسطة يأخذ منه ويفرق على الخلق. منهم من يكون عليم اللسان والقلب، ومنهم من يكون عليم القلب ألْكَنَ اللسان. وأما المنافق فهو عليم اللسان ألْكَنُ القلب"[12].
وقال رحمه الله: "اسمعوا هذا الكلام فإنه لب علم الله عز وجل، لب إرادته من خلقه وفي خلقه، وهو حال الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين. يا عباد الدنيا ويا عباد الآخرة! أنتم جهال بالله عز وجل وبدنياه وبآخرته! أنتم حيطان! أنت صنمك الدنيا! وأنت صنمك الآخرة! وأنت صنمك الخلق! وأنت صنمك الشهوات واللذات! وأنت صنمك الحمد والثناءُ وقبول الخلق لك! ما سوى الله عز وجل صنم. القوم يريدون وجه الله. الدنيا والآخرة موكَلَتان على باب الحق عز وجل، موكلتان في دار الطبيب، يأخذ منهما ما يريد ويطعم المريض. يا منافقون! ما عندكم من هذا خبر! المنافق لا يقدر يسمع حرفا من هذا،لأنه لا يقدر على سماع الحق. كلامي حق، وأنا على الحق.كلامي من الله عز وجل لا مني، من الشرع لا من الهوَس. ولكن آفة فهمك السقيم!
"ويحك تعلمت وما عملت بعلمك، فكيف ينفعك علمُك! ما خدمت الشيوخَ في حال شبابك، فكيفَ تُخدم في حال كبرك!"[13].
قال محب مشتاق للقاء ربه وهو سمنون المحب:
أنت الحبيب الذي لا شك في خَلـَدي منـه، فـإن فقـدتـك النفـسُ لم تَـعِـشِ
يـا معطـشي بـوصـالٍ أنـت واهـبُــه هل لي إلى راحة إن صحتُ:واعطشي!

وقال رحمه الله:
أمسـى بخـدّي للدمـوع رســوم أسفـا عليـك وفي الفـؤاد كُـلـوم
والصبر يَحْسُنُ في المصـائب كلِّها إلا عـلـيـك فـإنــه مــذمــوم

وقال رحمه الله:
كـان لي قلـب أعيـش به ضـاع مني في تـقـلُّـبـه
ربِّ فـاردده عليَّ فـقـد ضاق صـدري في تطلـبـه
وأغِـثْ مـادام بي رَمَـق يا غِيَـاثَ المسـتغيث بِه

وقلت:
مِنْ نَدَاكَ كَـانَ لِي طَلَبٌ عَــينُ قَلــْبي تُـفَــتِّـحُـهَــا
ربِّ والنصــرُ تـُعْجِـلُــهُ وَأُمُــورِيَ تـُنْـجِـحُـهَــا
وَصُــدُورُ أَحِـبَّـتِــنَــا رَبِّ لـلْبِـرِّ تـَشْـرَحُــهَــا ) كتاب الإحسان ، طبعة 1998.

ب.شهادات حية من موقع الأستاذ عبد السلام ياسين ، باب لهم البشرى:
. خالد ب، مدينة طنجة (1411هـ):
رأيت فيما يرى النائم دارا محاطة برواق أخضر تتصاعد منه الأبخرة، ويفوح منه طيب المسك، وإذا بي أدخل فأبصر رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يتصفح المنهاج النبوي([1]) ويقول: "نعم المصحوب ونعمة الصحبة، نعم الذَّاكر ونعم الذِّكر..." حتى أكمل بقية الخصال العشر([2])، ثم وضع سيفا داخل المنهاج النبوي.
2. خالد ب، مدينة طنجة (1411هـ):


3. علي ت، مدينة القنيطرة (1411هـ):

رأيت فيما يرى النائم أننا -أي الإخوة المرابطون([4])- راكبون كلنا على جمل أبيض اللون-حوالي 39 أخا- وكان أصغرنا قامة (حوالي 110 سنتم) هو الراكب على رأس هذه الراحلة مستدلا على ذلك أنه خفيف الوزن، ونظرا لما أحس به الجمل من ظمأ سار بنا متجها نحو حوض ليشرب، ولعله حوض من حياض الجنة. فما أن أحنت الراحلة رأسها لتشرب حتى سقطنا جميعا في ذلك الحوض العذب المثلج، وكان الأخ الصغير والقصير القامة هو السابق إلى الماء.

وبعد أن اغتسلنا جميعا في الحوض، تغير بنا المقام إلى ساحة فسيحة يصعب على العين وصفها، وفيها وجدنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ومعه عشرات من الصحابة والصالحين، أذكر الذين تأكدت من معرفتهم: سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سيدي عبد السلام حفظه الله، وبعد أن جلسنا-أي الإخوة المرابطون- في اتجاه هؤلاء الرجال قام سيدي عبد السلام يبحث عن أمير الرباط، فأشرت إليه بالأصبع أنه أنا بعد تردد واستحياء، فطلب مني اختيار بعض الوعاظ من الإخوان الجالسين، لكن لم يستطع أحد منهم -أي الإخوة نظرا لاستحيائهم من الرسول صلّى الله عليه و سلّم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم- أن يتقدم للوعظ وبعد ذلك خروا جميعا يبكون.

ثم شرع سيدنا عمر بن عبد العزيز في إلقاء كلمة متواضعة مفادها أنه قام بجرد نبذة عن حياته في البلاط الأموي وكيف أصبح خامس الخلفاء الراشدين وأثناء الإلقاء بكى بكاء مرّاً، وكان آنذاك سيدي عبد السلام يشير تارة إلى سيدنا عمر بن عبد العزيز وتارة أمامه كأنه بذلك يريد القول: "أيمكن لي أن أقدم هذا الرجل الصالح إلى ملك المغرب كي يسمع بأم أذنيه إن لم يرد أن يستنصح([5]) بالكلام الذي وجهه إليه".

وبعد أن أنهى سيدنا عمر بن عبد العزيز كلامه طلب النبي صلّى الله عليه و سلّم من سيدي عبد السلام ختم المجلس فأشار بأصبعه في استحياء وبكاء أنه لا يستطيع، وفي الأخير ختم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، واستيقظت.
4. محمد س، مدينة فاس (1412هـ):

رأيت فيما يرى النائم يوم فاتح يناير بعد الشروق أني في رحلة مع سيدي عبد الله الشيباني، وسيدي عبد الحميد قابوش، وسيدي عمر التلمساني، وإخوان آخرين لم أتذكر أسماءهم، وركبنا سيارتين سيارة سيدي عبد الله الشيباني وسيارة أخرى من نفس الحجم، حتى وصلنا إلى مكان شديد الازدحام بالسيارات حيث لم نجد مكانا نترك فيه سيارتينا، وإذا بسيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام يمثلان أمامنا ويحيِّياننا، ثم أخذا السيارتين وأخذا يطويانهما حتى أصبحتا على شكل ورقتين ملفوفتين، فأدخلا إحداهما بداخل الأخرى، ثم سلماهما لي، فرأيتني أحمل ورقة ملفوفة. ثم أخذانا معهما إلى بيتهما فجلسنا معهما وتكلما معنا كلاما لم أتذكره. ثم خرجنا من عندهما حتى دخلنا بيتا آخر وجدنا فيه سيد الأنبياء وإمام المرسلين ونور الله الأعظم سيدنا محمدا صلّى الله عليه و سلّم، فرحب بنا وتكلم معنا كلاما لم أتذكره، ورأيت سيدنا جبريل عليه الصلاة والسلام ينتقل من عند الحبيب المصطفى إلى سيدنا موسى وسيدنا عيسى عليهما الصلاة والسلام ثم يرجع، ثم يذهب عندهما ثم يرجع، وذلك بسرعة البرق حيث نشعر بتحرك الهواء المهول أثناء ذهابه وأثناء رجوعه.
5. عبد الوهاب ب رحمه الله، سجن وجدة (1413هـ):

رأيت الرسول صلّى الله عليه و سلّم في درجة "الوسيلة"([6]) يأكل الزيتون, ثم رأيت الصحابة رضي الله عنهم أجمعين يأكلون من أعلى درجة في الجنة, ولكن دون الوسيلة، وقرأت: "السابقون السابقون، إولائك المقربون". ثم بقيت أنظر من أين سوف نأكل نحن؟ أمن الدرجة الثانية أم الثالثة؟ فإذا نحن نأكل مما أكل منه الصحابة رضي الله عنهم أجمعين, وفهمت أن ذلك أساسه نهجنا لما نهجوه رضي الله عنهم.
6. عبد الوهاب ب رحمه الله، سجن وجدة (1413هـ):

بينما كانت تحدثني نفسي بأحداث الإخوة الفلسطينيين فإذا بي أرى في هذه الأجواء طريقا بيضاء لامعة تبدو في أول الأمر كأنها كأداء ثم تستقيم بعدها، ومكتوب بخط كبير"يا أيها الذين آمنوا" فقلت في نفسي: هذا هو الطريق الذي رسمه الرسول صلّى الله عليه و سلّم للمؤمنين ليسلكوه، ثم رأيت سيدنا محمد صلّى الله عليه و سلّم واقفا بجانب هذه الطريق مشيرا بأصبعه الأيمن السبابة إلى الحوض، وكأني مغطى بغشاء وهو قريب مني جدا، فقلت في نفسي: يكفي المؤمن أن يسلك هذه الطريق المرسومة لينال من الحوض. ثم بعد ذلك سمعت صوت سيدنا محمد صلّى الله عليه و سلّم في أُذني يقول: "أنتم الذين سوف يعطيكم الله تعالى الحي, ويوفقكم لما يحبه ويرضاه".
7. عبد الوهاب ب رحمه الله، سجن وجدة (1413هـ):

رأيت الرسول صلّى الله عليه و سلّم واقفا ومجموعة من الصحابة رضوان الله عليهم جالسين، أذكر منهم سيدنا معاذا وسيدنا المقداد رضي الله عنهما, ثم امرأة تسير في الهواء ترتدي الأبيض.
8. مشيش ع (1415هـ):

رأيت بفضل الله تعالى الفردوس الأعلى والناس يدخلون إليها وجاء دور الأخ "ع.أ" فقال الناس: هذا الرجل كان يستحق في الدنيا أن يكون من أفراد مجلس الإرشاد؛ فهتف هاتف من عند الله تعالى: إن كان هذا الرجل يستحق تلك المكانة في الدنيا، فإنه هنا في الآخرة سيكون مع الصفوة من الأنبياء والمقربين. ثم أخذ النبي صلّى الله عليه و سلّم بيده وأدخله الجنة، واستقبله فيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه قائلا: هذا رجل من آل البيت، وهو من المختصين بمحبتنا.
9. رأيت سيدي عبد السلام ياسين (1416هـ):

في بيته ومعه سيدي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، وسيدنا علي كرم الله وجهه، ومعهما ملكان يحملان كتابا أخذه سيدنا علي رضي الله عنه وسلمه لسيدي عبد السلام، وقال له: "كان بعضه لأسلافك وكله لك". ثم رأيت بعد ذلك سيدي عبد السلام في جمع من الإخوة وفي يده كتاب بعنوان: "كشف الآحاد لأنوار الله الصمد". وقال للإخوة: هذا الكتاب لم يكتب أبدا. ثم فتحه فكانت صفحاته بيضاء فأخذ يقرأ فيه والإخوة ينصتون ويبكون بكاء شديدا.
10. جمال ش (1417هـ):

رأيت فيما يرى النائم أني في صحراء تنتابني حيرة وكان الوقت ضحى، فإذا برسول الله صلّى الله عليه و سلّم يأتي ممتطيا فرسا أبيض، فنزل ثم أخذ بيد سيدي عبد السلام, ثم أركبه الفرس وقال له: "انطلق", ثم انطلق, ثم نظر إلي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم, ثم سألته عن هذا الذي حدث فقال لي: "هذا هو الذي يكمل الطريق من بعدي".
11. فتاة في الخامسة عشرة من عمرها (1417هـ):

رأت كأنها مع أختها الصغرى وجدتها في غرفتها، فدخل رجل ولعب مع أختها ودخل آخر ولعب معهما وقتا طويلا ثم قال كلاما لجدتها ثم انصرف. فسألت الفتاة جدتها عن هوية الرجلين، وعن الكلام الذي دار بينها وبين الرجل الثاني، فأجابت الجدة: الأول هو سيدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه والثاني هو سيدنا محمد صلّى الله عليه و سلّم وقال لي: "هاتان الفتاتان هما جيل الخلافة على منهاج النبوة([7])".
12. عمر غ (1417هـ):

رأيت فيما يرى النائم أن الأمكنة كلها مظلمة باستثناء مكان ينبعث منه ضوء شديد القوة، فإذا بهذا المكان يجلس فيه مجلس الإرشاد مع الأخ المرشد سيدي عبد السلام ياسين، فجاء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ووضع يده الشريفة على رأس كل أخ من مجلس الإرشاد وهو يقول: "إنكم من أبناء الحسين". وعندما وصل إلى الأخ المرشد نزع بردته (سلهام) وألبسها إياه.
13. عمر غ (1417هـ):

رأيت أن كل الطرق التي تؤدي إلى بيت سيدي عبد السلام مملوءة عن آخرها بالإخوة وهم يرتدون ثيابا بيضاء، وفجأة نظر إلينا سيدنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم من السماء فأضاء بنور وجهه على الإخوة، فسأله الصحابة الكرام: من هؤلاء يا رسول الله؟ فقال لهم: "هؤلاء أتباع عبد السلام ياسين، وأتباعه أتباعي".
14. محمد ب، مدينة الدار البيضاء (1418هـ):

رأيت أنني ومجموعة من الإخوان في قاعة كبيرة للتداريب الرياضية، وهؤلاء الإخوة جميعا يبدو عليهم أثر القوة الجسمية، والمشرف على هذه التداريب هو رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، بحيث أنه جالس أمام المتدربين ينظر إليهم. وبعد عدد كبير من الحصص التدريبية كانت الحصة الأخيرة، والتي عند انتهائها نهض رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وأخذ قلما كبيرا وبدأ يكتب في الدفتر الذهبي، فجئت إلى جانبه الأيمن لأرى ما يكتب فإذا بالكتابة خطوط من ذهب، كلما خط رسول الله صلّى الله عليه و سلّم خطا ظهر عليه نور وبدأ يكبر (الخطوط تشبه الخطوط التي في الكتابة الصينية). ولم أفهم ما يكتب، وعندما انتهى عرفت أن ما كتبه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم هو التالي: "أوصي بهذا الأمر إلى عبد السلام ياسين".
15. العربي ع، مدينة سطات (1418هـ):

رأيت فيما يرى النائم أني وأخي "محمد.م" في زيارة للديار المقدسة، وأثناءها صعدنا جبلا ولاحظنا أن بعض الزائرين يتزحلقون كأنهم فوق الثلوج، ثم مررنا قرب بيت الله الحرام فرأيت مياها رقراقة يظهر من سطحها قعر المجرى، فقلت لصاحبي: انظر سبحان الله، كل هذه الأمة تأخذ والمياه دافقة.

ثم تعلقنا بالبيت وبكينا وعندها تساءل صاحبي عن بعض المؤمنات توضأن ولم يخرجن إلى الزيارة، ربما منعوهن حتى الليل لأنهن يلبسن الحجاب العصري، فقلت له: المهم أن يستترن ولو باللباس العصري وسيتركونهن يخرجن، ثم توجهنا لزيارة سيدنا محمد صلّى الله عليه و سلّم فدخلنا وأنا أقول: من جاء للزيارة وهو يحسب أن سيدنا محمد صلّى الله عليه و سلّم ميت فـ... وأرددها ولا أكمل الجملة. ثم طفت حواليه أبحث أين أجلس، كان هناك بعض الشباب أحدهما أشار برجله إلى المضجع الشريف يعد حجيرات فوقه فوجدها بضعا وستين، لكني نهيته بشدة أن يمسك رجله ثم استغفرت الله.

جلست إلى يمين سيدنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في حال من الخوف والبكاء، سلمت عليه وقلت: قد جئتك صادقا غير منافق، والله ورسوله أعلم بذلك، يا حبيبي يا محمد إنك تعلم أن سيدي عبد السلام ياسين قد جمع الأمة على ما جمعتها عليه، فاشتد بي البكاء حتى أحست بي زوجي وأيقظتني والدموع على خدي.
16. العربي ع، مدينة سطات (1418هـ):

رأيت فيما يرى النائم أني في بستان كبير أشجاره مثمرة وأرضه رطبة من المسك، أحسست بجوع كبير وخطر لي أن آكل من ثمار البستان، لكني تراجعت وعزمت ألا أفعل حتى ألقى حبيبي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، واكتفيت بتسريح نظري فيما خلق الله عز وجل في ذاك البستان، والكل هناك يسبح بإذن الله تعالى (الأشجار، الأرض.. كل ما في البستان). وإذ الحال كذلك فجأة أَهَلَّ موكب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فاقتربت في لهفة وشوق إليه صلّى الله عليه و سلّم. ولما رأيت ابتسامته البلسم صلّى الله عليه و سلّم هَدَّأَتْ من روع خاطري وطاب قلبي، لكن كانت تنقصني الجرعة الشافية من الدواء، لم أحس بل ولم أفكر حتى وجدت نفسي أسأله صلّى الله عليه و سلّم بقولي له: "دلني على الله عز وجل"، زادت ابتسامته صلّى الله عليه و سلّم ولم يَردَّ علَيَّ بشيء، بل أشار إلي بيده الكريمة إلى الجانب الأيمن، ففهمت أنه علي أن ألتفت إلى اليمين، نظرت فوجدت خيمة يحفها نور قوي، دققت النظر فيمن يوجد داخل الخيمة فوجدت سيدي عبد السلام ياسين حفظه الله وهو يجمع الدُوم ويلصقها بريقه، فسمعته صلّى الله عليه و سلّم يقول لي: "اسأله هو يدلك" -يعني سيدي عبد السلام-. ففهمت وأنا في موقفي ذاك أنه يلزمني أخذ تلك الجرعة الشافية من سيدي عبد السلام ياسين كما أمرني رسول الله صلّى الله عليه و سلّم".
17. أحمد ع، مدينة الرباط (1419هـ):

رأيت فيما يرى النائم سيدي عبد السلام ياسين إلى جانب سيدنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وبينهما نور، وسيدي عبد السلام ياسين يرى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فقلت الحمد لله، نحن مع من رأى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم([8]). ثم ظهر لي بأن سيدي عبد السلام عاش جنبا إلى جنب رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ورآه، ولم يكن هناك سلسلة من رأى من رأى من رأى...، فأردت أن أسأل سيدي عبد السلام وأطلب إليه أن يحكي لنا عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ويحدثنا عن شمائله ويصفه لنا. فاستحييت. فجاء عندنا سيدي عبد السلام وقال لنا: إن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أوصاني أن أبلغكم بأن تحافظوا على الفطرة، والفطرة هي الدين، ومن حافظ عليها دخل الجنة.
18. حسن م (1422هـ):

رأيت فيما يرى النائم أن الله عز وجل قد بعث من في القبور، والخلائق لا حد لهم في زحام شديد، حتى أنه لا تظهر إلا الرؤوس كأنها نقط سوداء لكثرة الزحام، ورأيت أن جبريل عليه السلام يُرِي سيدنا محمدا صلّى الله عليه و سلّم ويقول: "اُنظر إن الله قد بعث إخوان العدل والإحسان مع الصحابة رضوان الله عليهم".

استيقظت في جوف الليل، ثم عدت للنوم فرأيتها ثانية كما في الأول. استيقظت ثم نمت، فرأيتها ثالثة أني أحكيها لسيدي محمد العلوي -بعدما ترددت خوفا-، وأنا أحكيها له يجيبني ويشير بيمينه ويقول: "وعندي الدليل على ذلك" ويؤكدها، وأخي سيدي عبد الواحد المتوكل([9]) واقف على يمينه. وكل الإخوة في هيأتهم الطبيعية: سيدي عبد الهادي بلخيلية، سيدي عبد الكريم العلمي... وآخرون لا أذكر أسماءهم، في حين أن باقي الخلق قصار القامة. وبعد أسبوع أو نحو ذلك رأيتها رابعة أنني أحكيها لسيدي عبد السلام ياسين حفظه الله، فقال لي: "احكِها لسيدي محمد العبادي يحتفظ بها في كراسة". هكذا قال: الكراسة.
19. حسن م (1422هـ):

رأيت فيما يرى النائم أني ذهبت إلى الروضة الشريفة كي أزور الحبيب محمدا صلّى الله عليه و سلّم، وعند وصولي إلى باب الروضة الشريفة رأيت أولياء الله أجمعين متحلقين في جلسة أمام باب الروضة الشريفة ليسألوا نبي الله صلّى الله عليه و سلّم عن صاحب طريق الفلاح والفوز، وفي تلك اللحظة أخبرت في قلبي بأنه صلّى الله عليه و سلّم صعد عند ربه ليأتي لهم بخبر صاحب طريق الفلاح والفوز، وعند نزوله من عند ربه خرج صلّى الله عليه و سلّم من باب الروضة الشريفة، وأتى للجلسة عندهم، وقال: "أولياء الله التكلف التكلف" -قالها مرتين- ثم قال: "إياكم والتكلف([10])"، فأخبرهم بأن رجلا من أمته يأتي إلى إخوان بالمغرب ويجمعهم على قلب واحد، فعرفت بأن الرجل سيدي عبد السلام ياسين، ثم قال: "لا يكلفهم ما لا يطيقون، ولا يلزمهم التكلف، فذاك هو صاحب طريق الفلاح والفوز".
20. حسن م (1422هـ):

رأيت فيما يرى النائم أن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال لي: "بشر المؤمنين الذين يجمعون التبرعات من أجل أضاحي العيد بأن لهم الجنة".
21. رضوان المعروفي، سيدي سليمان (1423هـ):

أخذتني سنة من النوم في جلسة الشروق فرأيت سيدنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم جالسا معنا يدعو الله لنا رافعا يديه وهو يقول: "اللهم اجعل قرة أعينهم في الصلاة". ثم رأيت أن كل أخ له آنية يملأها بكلمة لا إله إلا الله.
22. نور الدين س، الخنيشات (1424 هـ):

رأيت فيما يرى النائم الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين حفظه الله يصحح التفسير على مِقرَأة، ورأيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم رفع كتاب التفسير وقبله من جهتين ثم وضعه وانصرف.
23. نور الدين س، الخنيشات (1424 هـ):

رأيت فيما يرى النائم أني في زحام شديد لا يكاد يتحرك الإنسان فيه، فدافعت حتى أفضى بي الأمر إلى فضاء وجدته هو الحرم المكي، والكعبة في نور عظيم. وفي المحراب جلس سيدنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وعلى يمينه المرشد الحبيب عبد السلام ياسين، وإذا بذلك الزحام ينفرج لجماعة من الناس يسلكون فيه بسهولة، ويمضي الواحد بعد الآخر ليسلم على سيدنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وعلى الأستاذ المرشد الذي أخذ يقدمهم لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم واحدا واحدا، ويقول: هؤلاء رجال التعليم في جماعة العدل والإحسان.
24. محمد أ:

شاهدت أثناء دعاء الرابطة، أن الرسول صلّى الله عليه و سلّم هو أيضا يدعو بدعاء الرابطة.
25. علي أ:

شاهدت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ومعه سيدي عبد السلام ياسين حفظه الله، ومجلس الإرشاد. ثم بدا المسجد الأقصى فدخلوه. فتوضأ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ثم توضأ سيدي عبد السلام ومجلس الإرشاد. وصلى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ركعتين فصلى سيدي عبد السلام وصلى مجلس الإرشاد ركعتين، ثم قرأ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم القرآن فقرأوا القرآن ثم بدأ يذكر الله فذكروا الله.
26. علي أ:

رأيت فيما يرى النائم أننا كنا جالسين في المكان الذي نحن فيه، إذ طلعت علينا مئات من الملائكة لا أستطيع وصف ذلك النور الذي ألهمهم الله إياه. فقبل دخول الملائكة البيت أحاطت المنزل كله بخندق، والفرح ملأ وجوههم خاصة وأن الله عز وجل سهل عليها عملية الحفر بهذا المطر الغزير. فبعد دخول الملائكة إلى البيت أخذت تصف المؤمنين واحدا تلو الآخر -وتبين لي أن ذلك الترتيب محكم بالميزان العمري والله أعلم-. وبعد ذلك تقدم قليل من الملائكة وهم متميزون عن الباقي إلى الحمام لغسل قلوب الإخوة واحدا تلو الآخر. وكانت عملية الغسل سريعة.

بعد هذا طلع علينا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم في بردة بيضاء ومعه الخلفاء الراشدون الأربعة رضوان الله عليهم جميعا، وسيدنا بلال رضي الله عنه، وسيدي عبد السلام حفظه الله، وإخوتنا المعتقلون ([11]) كلهم. جلس رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أمامنا وهو باسط بردته، تفضلت الملائكة والخلفاء الراشدون رضي الله عنهم وسيدنا بلال رضي الله عنه ومجلس الإرشاد جميعا حفظهم الله، والإخوة السجناء إلى الشق الأيمن لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم داخل البردة، وباقي الإخوان إلى الشق الأيسر لرسول الله صلّى الله عليه و سلّم داخل البردة. افتتح سيدنا أبو بكر رضي الله عنه المجلس في حضن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم -حمد الله وأثنى عليه- وكان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الذي ألقى الكلمة. فقبل حديث سيدنا عمر رضي الله عنه، كبر سيدنا بلال رضي الله عنه: الله أكبر، فقرأ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم الآية الكريمة: "إن الله يامر بالعدل والإحسان"

بدأ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كلامه بالآية الكريمة: "محمد رسول الله، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" وأصبح رضي الله عنه يتحدث عن جماعة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم -المهاجرين والأنصار- وعن صفات رجالها وأخلاقهم، ليصل إلى الحديث عن رجال جماعتنا المباركة، خاصة القيادة، وما تعرضت إليه من ابتلاء وتمحيص في سبيل الله سبحانه، إذ ذاك كبر سيدنا بلال رضي الله عنه ثانية، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: "والذي نفسي بيده لأنتم أحب الناس إلي من بعد أصحابي". استمر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديثه -وكان طويلا- يبسط فيه المنهاج النبوي ليصل رضي الله عنه في الأخير إلى الخلافة على منهاج النبوة إن شاء الله تعالى، إذ ذاك كبر سيدنا بلال رضي الله عنه ثالثة، فتلا مرة أخرى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قول الحق سبحانه وتعالى: "إن الله يامر بالعدل والإحسان".
27. اليزيد ف، مدينة سيدي يحيى:

رأيت فيما يرى النائم كأن أخا من الإخوة يسأل الرسول صلّى الله عليه و سلّم عن الجماعة، فقال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: "إنها ضوء".
28. جمال ز:

رأيت فيما يرى النائم أن الإخوان مرابطون في بيت الله الحرام، ومنهم من يلبس لباس الإحرام، ومنهم من لا يلبسه، وكان وقت الاستغفار، وكان مقام الحجر الأسود فارغا. فقلت أذهب إليه وأدعوا فيه الله، وأقول في دعائي: يا ربي اعط لسيدي عبد السلام ياسين أعلى مقام لم يصل له وَلِيٌّ من قبل ولا من بعد. فإذا بسيدنا محمد صلّى الله عليه و سلّم يقول لي: "انظر إلى مقام سيدي عبد السلام ياسين، لقد نال الدرجات العلى".
29. سالم ت (من سجن وجدة):

رأيت في غرفتنا سيدي عبد السلام ياسين يذكر الله ويرتدي لباسا أخضر، وهممت بالاقتراب منه لأسأله عن موضوع "الصحبة" وكيفية الحصول عليها والتحقق منها. إلا أن سيدي (فتحي.ص) اقترب منه وتحدث إليه. وتركتهما وذهبت إلى مكان الوضوء، وشرعت في الوضوء، وعلمت أن الرسول صلّى الله عليه و سلّم هو الجالس في المكان الذي كان يجلس فيه سيدي عبد السلام، وقام الرسول صلّى الله عليه و سلّم يعانق الإخوة واحدا واحدا. إلا أن منهم من في قلبه مرض فإنه يصيح عند معانقة الرسول صلّى الله عليه و سلّم. واستغرب الإخوة من مجيء الرسول صلّى الله عليه و سلّم، وقال سيدي "محمد.ج" في غرابة: كيف يأتي الرسول صلّى الله عليه و سلّم في هذا الوقت ليعرض صحبته على مثلهم؟ ثم جاء أحد الإخوة يخبرني بأن الرسول صلّى الله عليه و سلّم جاء ليعرض عليك صحبته فأسرع في الوضوء، ثم أخذت الإناء وأتممت وضوئي فوق فراش لي وأنا مستقبل القبلة، والرسول صلّى الله عليه و سلّم ينتظرني في مكاني ويذكر الله، وعند انتهائي من الوضوء استقبلت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم".
30. محمد د:

رأيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يشير إلى قصر عظيم ويقول لي: "هذا القصر للأستاذ المرشد عبد السلام ياسين ولجماعة العدل والإحسان، ولكن يصبروا "إن الله مع الصابرين"
31. هشام ق، مدينة الرباط:

رأيت فيما يرى النائم أني كنت واقفا أمام ثقب محاط بصخور، ثم مد لي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يده الشريفة فأخرجني، وكان لابسا جلبابا مغربيا أبيض.
32. هشام ق، مدينة الرباط:

رأيت فيما يرى النائم أن جميع أعضاء الجماعة كنا في الحج، وكان في الصف الأمامي سيدي عبد السلام ياسين حفظه الله إلى جوار رسول الله صلّى الله عليه و سلّم وأبي بكر رضي الله عنه، فقام سيدنا أبو بكر فوعظنا موعظة بليغة أوصانا فيها بالسمع والطاعة وقال: "أوصيكم أن تحسنوا معاشرة مرشدكم وأن تحسنوا التلمذة عليه، فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم، واتقوا الله في أمتكم، واتقوا الله في جماعتكم". ثم دعا الله أن يوفقنا لما فيه خير وأن يظهرنا على أعداء الإسلام، ولما انتهى قام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فصلى بنا ركعتين قرأ فيهما بسورة السجدة والنجم، ولاحظت خلال الصلاة أن ثغرة كانت مفتوحة في الصف الأخير حاولت ملائكة الرحمان إغلاقها ولكنها لم تغلق.
33. هشام ق، مدينة الرباط:

رأيت وكأن سيدي عبد السلام في بيته ينتظر زيارة ما. فجاءه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، ومعه سيدنا أبوبكر، جلسا يتحدثان معه ساعة، ثم سأله الرسول صلّى الله عليه و سلّم عن أحوال الجماعة والإخوة، فأخبره سيدي عبد السلام بأن الجماعة والإخوة بخير والحمد لله.
34. هشام ق، مدينة الرباط:

رأيت الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه أتى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فقال له: هل سيدي عبد السلام ياسين على سنتك؟ فقال له سيدنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: "سيدي عبد السلام ياسين لا يرضى بأقل من سنتي".
35. هشام ق، مدينة الرباط:

رأيت سيدي عبد السلام ياسين واقفا، فجاء رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فأصبحت أرى ظاهرا سيدي عبد السلام وباطنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم، فأمرني بالقراءة فقرأت له آيات من القرآن وسورة الضحى مرتين، فأطربته القراءة.
36. هشام ق، مدينة الرباط:

شاهدت أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكل جيش وقد انقسم إلى قسمين بينهما خط واضح، ووقف أمام جبل كبير لا يجد ما يفعل، والجبل ذو ميلان حاد (حوالي °90 مع السطح). ثم أتى رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يجري وقال: "يالاَّهُو" (أي هيا نذهب). وأخد يتسلق الجبل والأمة كلها تمسك في ثيابه حتى انكشف عن ظهره الشريف صلّى الله عليه و سلّم وهو ماض يتسلق الجبل.
37. أخت حاملة لكتاب الله:

رأيت فيما يرى النائم أني آخذ بثياب الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين حفظه الله، وهو يأخذ بثياب سيدنا رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.
عمرالحسني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس