ملايين الدنيا كلها لا تساوي ابتسامة طفل،
مغترب سوري من الحسكة ينقذ حياة طفلة عراقية
عبد الغفور الملحم
نداء تلفزيوني فجر ينابيع الإنسانية في جوارح إنسان .. نداء تلفزيوني حرك المشاعر الدافئة عنده لتعم وتضفي بدفئها جسد طفلة طال صقيعه .. نداء تلفزيوني حطم مصطلح الحدود البغيض ونثر الورد على طول الطريق .. نداء تلفزيوني عنوان قصتنا لهذا الأسبوع
ولنبحر معاً في خضمها.. بشار عزيز أو ما يعرف باسمه الحركي (سيبان) مغترب سوري يعيش في بولندة منذ سبعة عشر عاماً يحمل شهادة ماجستير في النقد السينمائي، قام بعمل أنساني يندر في أيامنا هذه .. (الفرات) التقت المغترب السوري / بشار / أثناء زيارته إلى الحسكة مسقط رأسه وفي منزل صديقه /خالد مطرود/ واستمعت إلى تفاصيل قصته المثيرة والتي بدأها قائلاً: كنت جالس في منزلي بمدينة أوج البولندية أقلب قنوات الستلايت وفجأة لفت انتباهي نداء في قناة الفرات العراقية مضمونه طفلة عراقية عمرها لا يتجاوز السبع سنين مريضة بالكلى حيث لديها تشوه خلقي والكلى لا تقوم بوظيفتها كما يجب وهي طريحة الفراش منذ ثلاث سنوات في أحد مشافي العاصمة العراقية بغداد وقد أجريت لها عمليتين داخل العراق لكن دون جدوى وهي بحاجة ماسة لأجراء العملية خارج العراق وإن وضعها الصحي حرج جداً وأيامها معدودات ووالدها فقير الحال.. هذا ما قاله النداء. عندها انتابني شعور وكأن هذه الطفلة هي أبنتي وخاصة إن ابنتي البكر من سنها فعلى الفور وعن طريق النت حصلت على أرقام القناة الفضائية (الفرات) وبعد عدة اتصالات ومد وجزر معهم حصلت على رقم هاتف السيد / رسول فهد/ والد الطفلة / ملاك/الذي سُعد كثيراً باتصالي وواصفاً إياه برسول الخلاص وطوق نجاة لحياة الطفلة ، طلبت منه إرسال كل أوراق ملاك الصحية وعلى جناح السرعة وفعلاً هذا ما جرى، فقمت بدوري وحملت الأوراق على أحدث مشافي بولندا وبعد دراسة حالة (ملاك) الصحية من قبل فريق طبي قال لي مدير المشفى بأن إجراء العملية أمر لابد منه لإنقاذ حياة الطفلة وإن تأخير الوقت ليس بصالحها حيث هناك إمكانية لتلافي مشكلتها ، عندها كنت في سباق مع الزمن لتأمين كرت زيارة إلى بولندا للطفلة ووالدها ، وبعد عمل متواصل طيلة عشرة أيام استطعت إحضارهما إلى بولندا واستقبلتهم في المطار وبعد راحة يوم اصطحبتها ووالدها إلى المشفى حيث أجريت لها التحاليل الطبية والإجراءات التحضيرية قبل العملية وفي موعد محدد أجريت العملية للكلية اليمنى وتكللت بالنجاح ، في تلك الأثناء دموع والد الطفلة لم تتوقف بل وحفرت أخاديد على وجهه ويقول إن الله (عزوجل) بعثك رحمة من السماء لهذه الطفلة ، وبعدة عدة أيام خرجت ملاك من المشفى إلى المنزل المستأجر لهم والابتسامة تعلو محياها بعد أن كان البكاء والصراح من شدة الألم لسان حالها، ثم بقيت في بولندا لمدة شهر بعد إجراء العملية حيث كانت تحت المراقبة وخشية من حدوث مضاعفات، ثم سافرت ملاك برفقة والدها إلى بغداد مدينتها وهي تقفز وترقص كفراشة الصباح.
بقي أن نقول بأن تكاليف العملية قاربت الثلاثمئة ألف ليرة سورية ، وقد أكد لنا السيد بشار عزيز بأن ملايين الدنيا كلها لا تساوي ابتسامة طفل، كما أراد السيد بشار وعبر جريدتنا أن يرسل بطاقة شكر إلى مدير المشفى البولندي وطاقمه الطبي الذين تعاملوا مع ملاك بكل إنسانية تحملها البشرية.
__________________
اللهم صلى على خير خلقك سيدنا محمد عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك وعلى اله وصحبه وسلم