عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-2012
  #62
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشعراني


"- (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نؤمن مع إمامنا في الصلاة الجهرية رجاء المغفرة لذنوبنا، فلا نتقدم على تأمينه ولا نتأخر، وذلك لنوافق تأمين الملائكة الذين لا يرد لهم دعاء فيستجاب لنا تبعا لهم. وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: إنما كان الملائكة لا يرد لهم دعاء لأنهم: {لا يعصون الله ما أمرهم}. وكل من أحكم باب ترك المعاصي من البشر كان كالملائكة لا يرد له دعاء، وأما من وقع في المعاصي فإن الله تعالى يرد دعاءه في الغالب، لأن الله تعالى مع العبد على حسب ما العبد عليه معه، فكما أنه تعالى دعاه إلى الطاعة فلم يجب كذلك دعاه العبد فلم يجب دعاءه، وكما أبطأ العبد في الإجابة ولم يبادر إليها، كذلك دعا ربه فلم يجبه بسرعة جزاء وفاقا.

وسمعته مرة أخرى يقول: حقيقة الإجابة هي قول الحق تعالى لعبده لبيك لإقضاء الحاجة، فالحق يجيب عبده على الدوام فلا يقول يا رب إلا قال له لبيك. وأما قضاء الحاجة فيقول الله تعالى للعبد ذلك إلي لا إليك، فإني أشفق عليك من نفسك وقد أعطيتك ما سألت، فيكون به هلاكك، وسوف تحمدني في الآخرة عل كل شيء منعتك إياه في الدنيا، حين ترى ثوابي العظيم لأهل الصبر والبؤس.
وظاهر كلام الشارع صلى الله عليه وسلم، أن المراد بالموافقة هنا هي الموافقة في النطق دون الصفات، وقال بعضهم: المراد بها الموافقة في الصفات فلا يكون في باطن الإنسان صفة شيطانية أبدا. وكان الشيخ محيي الدين بن العربي يقول إنما قال صلى الله عليه وسلم: من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له. دون قوله استجيب دعاؤه الذي هو قوله: {اهدنا الصراط المستقيم}. لأنه لو أجيب دعاؤه لاستقام كالأنبياء، ولم يكن له ما يغفر، فلذلك راعى الشارع صلى الله عليه وسلم ضعفاء الأمة الذين لا يكادون يسلمون من الوقوع فيما يغفر بين كل صلاة وصلاة، ولو أنه راعى الأقوياء الذين لا يذنبون لكان اكتفى بقولهم مع الإمام آمين مرة واحدة أول بلوغهم وهو كلام نفيس، لكن ثم ما هو أنفس منه، وهو أن الهدى يقبل الزيادة ولا يبلغ أحد منتهاه فالنبي صلى الله عليه وسلم يطلب الزيادة والولي يطلب الزيادة والعاصي يطلب الزيادة، فلا يستغني أحد عن سؤاله الهداية، ولم يزل عنده أمر يغفر بالنظر للمقام الذي ترقى إليه وهكذا، ثم هذا من باب: حسنات الأبرار وسيئات المقربين. والله تعالى أعلم. وكان أخي أفضل الدين يسمع تأمين الملائكة في السماء، فربما طول التأمين زيادة على إمامه. فمثل هذا ربما يسلم له حاله، وسيأتي في عهود المنهيات بسط القول في مشاهدة العارفين في أركان الصلاة ونوافلها فراجعه في عهد أن لا نتساهل بترك إتمام الركوع والسجود. {والله غفور رحيم}.

- روى الطبراني مرفوعا: (إن العبد إذا صلى فلم يتم صلاته بخشوعها ولا بركوعها وأكثر من الالتفات لم تقبل منه).

وروى ابن حبان والطبراني بإسناد حسن مرفوعا: (أول شيء يرفع من أعمال هذه الأمة الخشوع حتى لا تكاد ترى فيها خاشعا). وقيل إنه موقوف وهو أشبه. قاله الحافظ المنذري. والله تعالى أعلم." اهـ

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس