عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,194
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي من كنوز القرآن من ثمرات شعبان 1432 هــ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ


الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد :
قال الله جلَّ وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ * لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) [ آل عمران : 185 -186 ].
( كُلُّ نَفْسٍ ) خيِّرة كانت أو شريرة (ذَآئِقَةُ ) كأس (الْمَوْتِ ) عند حلول الأجل المقدَّر لها من عندنا (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ ) تعطون جزاء أعمالكم خيراً كان أو شراً (يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) التي هي يوم الجزاء ( فَمَن زُحْزِحَ) بَعُدَ منكم بعمله الصالح ( عَنِ النَّارِ ) المعدَّة للفجرة والفسَّاق (وَأُدْخِلَ ) بها ( الْجَنَّةَ) التي أعِدَّت للسعداء ( فَقَدْ فَازَ ) فوزاً عظيماً ، ومن لم يُزحزح عن النار لفساد عمله ، وأُدخل فيها بسببه ، فقد خسر خسراناً مبيناً .
( وَ ) اعلموا أيها المكلَّفون بالإيمان والأعمال الصالحة المتفرِّعة عليه (ما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) التي أنتم فيها تعيشون ( إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) يغرُّكم بلذاتها الفانية الغير القارة ، عن النعيم الدائم والسرور المستمرِّ ، وأنتم أيها المغرورون بمزخرفاتها لا تنتبهون .
واللهِ أيها المؤمنون ( لَتُبْلَوُنَّ ) ولتُختَبَرُنَّ ( فِي ) إتلاف ( أَمْوَالِكُمْ ) التي هي من حطام الدنيا ( وَ ) إماتة (وَأَنفُسِكُمْ ) وأولادكم التي هي الهالكة المستهلكة في ذواتها ( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ ) من اليهود والنصارى ( وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ ) ممن لا كتاب لهم ولا نبي ( أَذًى كَثِيرًا ) يؤذيكم سماعه ، كل ذلك لتوطِّنوا أنفسكم على التوحيد ، وتتمكَّنوا في مقام الرضا والتسليم ، وتستقرُّوا في مقام العبودية ، متمكنين مطمئنِّين ، بلا تزلزل وتلوين ( وَإِن تَصْبِرُواْ ) أيها الموحِّدون بأمثالها ( وَتَتَّقُواْ ) عن الإضرار بها ( فَإِنَّ ذَلِكَ ) الصبر والتقوى ( مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) أي الأمور التي هي من عزائم أرباب التوحيد ، فعليكم أن تلازموها وتواظبوا عليها ، إن كنتم راسخين فيه .
ثبِّتنا يا ربَّنا بلطفك على نهج الاستقامة وأعذنا من موجبات الندامة يوم القيامة .
وصلى الله تعالى وسلَّم على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، والحمد لله ربِّ العالمين .


هذا كنز من كنوز القرآن ، أملاه عليَّ العارف بالله المربي الإمام ، سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي ، شيخ الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية ، حفظه الله تعالى ونفعنا به ، آمين .

في شهر شعبان المبارك عام 1432 هــ


** ** **
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 03-21-2012 الساعة 01:56 AM
عبدالقادر حمود متواجد حالياً  
رد مع اقتباس